ردا على أحد الناشطين بخصوص فيديو الفتاة التي طالبت بتغيير موعد مليونية الكريسماس،

✍🏿 أ. خالد كودى

 

نشرت فتاة (مسيحية) فيديو علي الأسافير، طالبت فيه منظمي جدول التظاهرات المقاومة لإنقلاب الخامس من أكتوبر بتعديل موعد فعالية يوم 25 ديسمبر، يوم عيد الكريسماس الي يوم آخر. أيدها البعض، وتصدي لها البعض الآخر بمزايدات تفتقر للحساسية الدينية مما يعيد إلى الأذهان تاريخ ومواقف وسلوك نخب الوسط السلبية واللامبالية عن تجاوزات الحقوق الأساسية للمجتمعات السودانية المسيحية، خاصة إن كانت من إثنيات الشعوب الأصيلة التي إعتنقت المسيحية.

إلي الرد:

ياعزيزي ماتسمع التبرير بأن (الثورة لايجب أن تتوقف) و أن كل الأيام ثورة، ولا تسمع التبرير الذي أطلقه البعض هنا وهناك بأن (التظاهر والثوار يريدون (الدفاع) عن المسيحيين والتعايش الديني… و مع بعض الإستخدام المزايد بأن دماء الشهداء لا تنتظر وما إلى ذلك. وللتاريخ، لم نسمع و لم نرى أن أحزاب النخب الشمالية و لا ناشطي المجتمع المدني في السودان ناضلوا أو تضامنوا مع المسيحيين في مآسيهم في السودان عدا (قلة قليلة فقط وفي مناسبات متفاوتة). فتاريخنا النضالي عبر التظاهرات السلمية في مناطق سيطرة الحكومة لم يعرف تنظيم الفعاليات المناهضة للتجاوزات الراتبة علي المجتمعات المسيحية.

المجتمعات المسيحية السودانية تعرضت لأضعاف مضاعفة من الظلم والإضطهاد و تجاوز الحقوق الذى بلغ درجة الإبادة بسبب الإثنية والدين. ف(الناس دي بتتكلم ساكت) ! الكنائس في السودان، في كل مدن السودان وفي قلب الخرطوم تمت مصادرتها وتم حرقها ولم نسمع لا بمليونية ولا بألفية ولا بمئوية حتي. الكنائس في كل مدن جبال النوبة تعرضت للقصف الجوى وفي كل مناطق جبال النوبة التي وقعت تحت سيطرة الجيش السوداني ومليشياته تعرضت لدرجة ما من التدمير إن لم تصادر أو تحرق. قساوسة الكنائس من المسيحيين تعرضوا للمطاردة الإعتقال و التعذيب و التدخل السافر في صلواتهم، بل و بعضا منهم تم حرقه وهو على قيد الحياة ، وقد وثقت عدد من منظمات حقوق الانسان لهذه التجاوزات.

المساجد إبان عهد النظام السابق كانت تتنافس في خطب التبرير لقتل وسحل المسيحيين وقفل دورهم و مطاردة أبناءهم وبناتهم وجلدهم بسبب ممارسة بعضهم لطقوسهم و أسلوب حياتهم، فقد كانوا ضحايا الهوس الإسلامي من المتشددين وصمت مخزي من المصلين المسلمين المعقولين وكلمات خجولة من المسلمين المستنيرين!

من تضرر من قوانين النظام العام مثل المجتمعات المسيحية في السودان؟

سجلات محاكم مهوسي المسلمين في السودان تشهد!

لقد بلغ الأمر بالهوس الإسلامي في السودان أن ينبري (كرام القوم) و من يمثلوهم في المنابر العامة و الصحف و الأسافير و الراديو و التلفزيون و المساجد و قاعات الجامعات يتبارون في جواز السلام علي المسيحي و يتناظرون في جواز الإحتفال بأعياد المسيحيين مع المسيحيين، و يتناظرون بأن القول (ميري كريسماس) حلال أم حرام. و حتي أن مجرد السلام عليهم حلال أم حرام… وذهب البعض إلي وجوب فرض الجزية عليهم و التي تفننت فيها القوات الأمنية بمصادرة أدوات كسب العيش للمجتمعات الفقيرة في الأحزمة السوداء في مدن السودان الشمالي. والتركيز علي المجتمعات المسيحية ليست أخبار هنا ….. !!!

و إنتصرت الثورة بمشاركة المسيحيين في كل الجبهات و بكل الأدوات، و جاءت الفرصة لأحزاب النخب الشمالية من المسلمين فأتوا ب(رجاء نيكولا في مجلس السيادة) و إكتفوا بهذا كترميز تضليلي للمسيحيين السودانيين.

ولاتزال أراضي الكنيسة السودانية بمختلف طوائفها في قبضة النظام السابق و لم نسمع بإنصاف ضحايا الإبادة و لا ضحايا الظلم، و لا حتي ضحايا التعذيب المسيحيين … قدر من النفاق والإستهبال حقيقة مقززة…

اليوم، أضم صوتى للإبنة التي ظهرت علي الفيديو، إن أراد من يدعي بأن تظاهرات الثورة والثوار في يوم 25 ديسمبر للتضامن مع المسيحيين لماذا لا يفكر خارج الصندوق قليلا ، وبدلا من تسيير المواكب ككل المرات، لماذا لايقوم بتوجيهها إلي الكناس في كل مدن السودان، من يوم 24 مساء الي يوم 25 … و هم في أبهى الأزياء لتضامن تاريخي مع أهلنا المسيحيين، لماذا لا يتحول كريسماس 2021 الي عيد يؤم فيه الآلاف من السودانيين كل كنائس السودان؟

و كما قالت الإبنة التي بدأت هذا الإحتجاج الذكي في الأسافير، أن السودان هو وطن للجميع، والمسيحيين السودانيين ناضلوا وسيناضلوا لأجل وطنهم و لأجل حقوقهم الكاملة و الغير منقوضة، و لن ينتظروا إجازة أو تصريح او حتي تضامنا من أحد… و إن لم يكن البعض حساسا وفضل (الجلافة) المعتادة لنخب السودان من المسلمين الذكور الفاشلين … فليكن، فهذا لم و لن يثني أحدا من الإحتفال بأعياد الكريسماس…. و ميري كريسماس

خالد كودي
بوسطن 3/12/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.