
ذكريات خور العفن في كادقلي: عودة الرعب بوجوه قديمة ومسميات جديدة
✍️🏽إسماعيل هجانة.
في كادقلي، المدينة التي دفنت صرخات كثيرة في صمت الجبال، يعود الرعب بخطى ثابتة، يحمل ملامح قديمة ويستعير عناوين جديدة… لكن الدم واحد، والجلادون أنفسهم، مهما بدّلوا الشعار والراية.
خور العفن، ذاك الاسم الذي يعرفه أبناء كادقلي جيدًا، لم يكن معلمًا جغرافيًا فقط، بل كان شاهدًا على واحدة من أبشع صفحات القمع في التسعينات.
خورٌ تحوّل إلى مقبرة مفتوحة لجثث الأبرياء، أولئك الذين صُفّوا بدم بارد لا لأنهم ارتكبوا جرمًا، بل لأنهم اختلفوا، أو نافسوا، أو أحبوا من لا يُفترض أن يُحبّوه، أو تحدّثوا بما لا يجوز أن يُقال.
تهمة واحدة كانت تكفي: الطابور الخامس.
جملة تُطلق لتُسكت إلى الأبد، ولتغسل أيدي القتلة من دمائهم… ببلاغ أمني مختوم بعبارة: “تمت التصفية”.
واليوم، لا يبدو أن الماضي غادر… عاد باتساعٍ وتنظيمٍ أكبر، وبغطاء جديد من التنميط والتصنيف.
فالتهم الآن أصبحت جاهزة: أنت متعاون، أو داعم، أو وجه غريب، أو ببساطة… تنتمي لمجتمع يُصنّف ضمن ما يُسمى “الحواضن الاجتماعية”.
وهذه قائمة أولية بالمعتقلات وبيوت الأشباح ومقار التعذيب في كادقلي، تستخدمها جهات متعددة: الأمن الشعبي، الخلية الأمنية المشتركة، الاستخبارات العسكرية، جهاز الأمن، واستخبارات كيان النوبة (كافي طيارة):
• منزل بحي الدرجة الثالثة شرق السينما – الأمن الشعبي.
• منزل بحي الدرجة الثالثة جوار السوق – مقر سابق للحركة الإسلامية – الخلية الأمنية.
• منزلان متلاصقان شرق السوق الشعبي – الخلية الأمنية المشتركة.
• منزلان بحي الموظفين الغربي – جهاز الأمن.
• منزل بجانب مقر الدعم السريع سابقاً – جهاز الأمن.
• منزل في منطقة الشعير شمال المدينة – الأمن الشعبي.
• دار المؤتمر الوطني – الاستخبارات العسكرية.
• سجن الحامية، وستة حراسات بحامية كادقلي – الاستخبارات.
ما يحدث في كادقلي ليس تسريبات معزولة ولا حالات فردية، بل إعادة إنتاج ممنهجة لنهج قديم استخدم ذات الوسائل في قمع الأصوات وسحق الكرامة.
المرشدون كُثر، وللأسف بعضهم من أبناء المدينة، تحولوا إلى أدوات دمار للوجدان المحلي:
• مهدي كمال
• أبو جيب حسن
• عصام عبدالله صالح (أبو آمنة)
• حسن الصيني
• ابتسام
• مصطفى أحمد حامد
القمع عندما يكون محلياً، يكون أكثر فتكاً.
فمن يعرف وجعك، يعرف أين يغرز السكين.
هذه ليست مجرد عودة للماضي، بل إعلان صريح بأن ما لم يُحاسب، يُعاد… وما لم يُقاوم، يستفحل.
#كادقلي اليوم ليست بخير، والسكوت خيانة.
والحرية لن تُهدى، بل تُنتزع.
#الحكاية الأعمق من الحرب.
#الحرية_للمعتقلين
#عودة_جرائم_خور_العفن.
#كادقلي_تقاوم
#لا_للبيوت_السوداء
#العدالة_لمن_اختفوا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.