ذكرى حزينة.. وشهادة مرعبة..!

د.مرتضى الغالى 

 

لا بد أن يعرف الشعب السوداني طبيعة قادة الإنقاذ والحركة الإسلامية (بتاعتهم) حتى لا تتكرر المخازي التي قاموا بها في السودان مرة أخرى تحت أي مسمى أوذريعة.. وحتى يريحنا المدافعون الجُدد من داخل صف الثورة باسم الديمقراطية والحريات عن جماعة الحركة الإسلامية(الطيبين)..!! وحدثني عن أي دولة في أعتى الديمقراطياتتسمح للنازيين وتنظيمات داعش والقاعدةبالدخولإلي حلبة الحياة العامة باسم الديمقراطية…!وحتى لا نذهب بعيداً نورد اليوم موقفين عن علي عثمان محمد طه وغازي صلاح الدين؛ ودلالتهما أن علي عثمان يُعد شيخ الحركة ومرجعها السياسي والفقهي الذي إذا قيل (الشيخ)فالمقصود هو (شيخ علي)الذي يظهر دائماً وكأنه يلبس قفازاً كناية عن الأيدي المُعقّمة و(الشُغل المتقن) الذي لا يترك خلفه أثراً..!! وباعتبار أن غازي صلاح الدين من المُتهمين (بأنه مفكر الحركة الإصلاحيالتنظيري الانفتاحي)..!!

قدم عضو مجلس انقلاب الإنقاذ “فيصل مدني مختار” شهادة عن موقف علي عثمان من اغتيال الشاب “مجدي محجوب محمد أحمد” شهيد دموية الإنقاذ (منزوعة الرحمة) وظلمها وجورها وفجورها..وهيأقوال(شريك أصيل حينها)وليست من تأليف معارضة الفنادق أو (وكالة رويترز)..!!وتكفينا منها لمحة خاطفة حول إعدام مجدي وهو اغتيال مرعب تقول القرائن أنه تم باتفاق مسبق من قيادات الإنقاذوتخطيط عاجل للعثور علىأيضحية وإعدامها من غير حيثيات بتهمة مفبركة بشأن العملة الصعبةلإرهاب الشعب وإرعاب عالم المال والإعمال تمهيداًلخطوات قادمة تجيزللإنقاذ مصادرة وامتلاك مصادر العملات الحرة.. وكان قادةالإنقاذيعلمون أن حفنة الدولاراتهي ملك حُرلمجدي الشهيد وأنها جزءٌ صغير من ثروة أسرته..(ولكن كان لا بد من إعدام)…!وجاء موقف علي عثمان ليقطع الطريق على أي مسعىأو شفاعة تؤخر الإغتيال..وكان فيصل مدني ومعه سفير الكويت قد علموا (أن الشغلانية كلها من تدبيرالحركة الإسلامية)فذهب فيصلإلى علي عثمانوالزبير محمد صالح بجانبه (لم يفتح خشمو على حد أقوال الشاهد المتهم) وحجة فيصل والسفير الكويتي إن (إعدام مجدي ما صاح..والقروش حقتو)وعلي عثمان يقول في لهجة حاسمة ليقطع الطريق على أي محاولة لتأخيرالاغتيال (منوالقال ليك لايُقتل في مال..دا التعزير يصل إليدرجة القتل)…!! ذهبوا للمخلوع البشير صاحب الولاية الكبرى وحامي حمى دماء المسلمين فقال لهم (أنا عارف ومضيت القرار بتاع الإعدام)…قال فيصل في ختام شهادته للقاضي (مولانا هذه أقوالي أبصم عليها بالعشرة)..!وحفظ التاريخ مأساة السيدة خالةالشهيد مجدي وهي تطرق أبواب قادة مجلس الانقلابلإنقاذ حياة ابن أختهاوقولها لفيصل مدني: تعشمنا فيكم الخير.. فلم تجد غير أكباد غلاظ وفرقة إجرام تغطي يديها بجونتيات الحركة الإسلامية…!

والتعزير في تعريفات الفقه عقوبة على جناية أو معصية لا حد فيها ولا كفارة..ويقوم به ولى الأمرأو نائبه ويكون بالجلد أو التوبيخ أو الحبس؛ ومن الشططالإجرامي المضي بها إلي القتل في أي شرعة أو حالة مماثلةلملكية خاصة ومن غير تحذير سابق و(لكن فقه الإنقاذ غير)..!وقادة الإنقاذ أنفسهم كانوا يضعون العملات الصعبة في بيوتهم (هل نذكر أموال المخلوع في غرفته الخاصة..؟!أم بلاغ قطبي المهدي (قطب الإنقاذ والحركة الإسلامية)عن سرقة من خزانة منزله.. تفاصيلها؛ 40,310 يورو، و 26,000 دولار أمريكي، و 11,336 فرنك سويسري، و 5,000 جنيه استرليني، و 9,000 ريال سعودي، و645,000 ليرة لبنانية، و 420,000 ليرة سورية، و20,000 جنيه مصري…!

أما غازي صلاح الدين وزير إعلامالإنقاذ الذي يتحدث الآن عن الإقصاء والحريات وبركات شيوخ الحركةالأحياء والراحلين فقد قال في 7 يناير 1999 إن الحكومة لن تسمح مطلقا بعودة الأحزاب ودافع عن قيام قوات الأمن بمهاجمة للمشاركين في احتفال المعارضة بذكرى الاستقلال ،وقال أن ذلك رد طبيعي على تحرك البعض ضد القانون..(الاحتفال بعديد الاستقلال ممنوع بشهادة غازي صلاح الدين).. الله لا كسب الإنقاذ..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.