ده ما شغلكم !

 

مناظير – زهير السراج
[email protected]

تظن وزارة داخلية الطغمة الانقلابية أنها تخدع المواطنين بالبيان المنمق عن إنشاء (الادارة العامة للشرطة المجتمعية)، والذي قالت فيه انها أُنشئت لنشر الثقافة الامنية بين أفراد المجتمع، وتنفيذ المحاضرات والدورات الرياضية والأنشطة التراثية، ورعاية وتكريم المبدعين والمتفوقين، وخلق علاقة تواصل بين الشرطة وكافة مكونات المجتمع، والقيام بالمصالحات ومعالجة ومحوأعمال العنف ضد المرأة والطفل وجرائم الحروب والنزاعات، والعمل على تماسك المجتمع والمحافظة على النسيج الاجتماعي … إلخ!

جاء في البيان: تداولت بعض الوسائط تصريحات السيد وزير الداخلية المكلف – مدير عام قوات الشرطة، بخصوص إنشاء الإدارة الحديثة (الإدارة العامة للشرطة المجتمعية) بتأويلات مختلفة بين مؤيد ومعارض ولذلك كان لابد من التذكير بالاتي: –

1/ ان للشرطة مهام وإختصاصات وواجبات مختلفة وخدمات عمودها الفقري حفظ الأمن والاستقرار وتنفيذ القانون بموجب الدستور والقوانين السارية ويرتكز ذلك على العمل المنعي والوقائي والكشفي بمشاركة المجتمع وبمعايير إقليمية ودولية نلتزم بها.

2 / اصبحت الشرطة المجتمعية حلقة ناقصة او مفقودة في عقد الشرطة اسوة بكل الدول كان لزاماً علينا اكمالها لتحقيق أهدافها وغاياتها التي تتمثل في :

أ/ تلعب دوراً مهماً في نشر الثقافة الامنية بين أفراد المجتمع .

ب/ تنفيذ البرامج والمحاضرات والدورات الرياضية والانشطة الثقافية والتراثية ورعاية وتكريم المبدعين والمتفوقين .

ج/ خلق علاقة تواصل بين الشرطة وكافة مكونات وشرائح المجتمع عبر قنوات متعددة.
د/ آليه فعالة في المصالحات لمعالجة ومحو آثار أعمال العنف ضد أفراد الأسرة (المرأة والطفل) وكل الجرائم التي تفرزها الحروب والنزاعات وتتطلب عملا إجتماعيا وتوعويا لمعالجتها بطرق مختلفة بإعتمادها على العرف والارث والتقاليد المحلية لجبر الضرر والتعويض دون اللجوء للفصل فيها بالعقوبات حفاظا على تماسك وترابط المجتمع.

3 / الشرطة المجتمعية احتياج حقيقي وعملي ومطلوب وذراع من اذرع الشرطة في كل البلدان والقارات وهي آليه اساسية من آليات الأمم المتحدة لحفظ الأمن في كل دول العالم بأسماء مختلفة (شرطة مجتمعية – شرطة البوادي – شرطة الجوار – الشرطة التشاركية – شرطة الاسناد – اصدقاء الشرطة)، تتكون بموجب القانون والاعراف المحلية لكل دولة بمشاركة كافة شرائح وفئات المجتمع ومنظمات العمل الطوعي المدني والجهات التنفيذية الرسمية والشعبية (الادارة الأهلية – لجان خدمات الاحياء والقري والفرقان) للمحافظة على النسيج الإجتماعي وإدارة الأمن الشامل لتنظيم الانشطة الاجتماعية والتامين الذاتي.

4 / لذلك نجد ان اي شرطة لاتستطيع ان تقوم بواجبها على الوجه الاكمل والمطلوب الا اذا وجدت الدعم والاسناد من المجتمع الذي تعمل على توفير الأمن له وهذا الدعم والسند يأتي تحت مسميات مختلفة وبطرق شتي تتواءم مع كل مجتمع ومهدداته الامنية المختلفة.

تؤكد وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة انها تلتزم بكل المعايير والمبادئ التي تحكم مجتمعنا واعرافه مع تقييم كل التجارب السابقة لتقوية الايجابيات وازالة السلبيات تطويراً وتجويداً لتأسيس شرطة مجتمعية تواكب وتلبي طموحاتنا و تاكيداً لمشاركة المجتمع في العملية الامنية لتحقيق مبدا الأمن مسؤولية الجميع (إنتهى البيان).

لم يبق للإدارة حسب المهام الضخمة الموكلة لها، إلا ان تقوم بتعيين الولاة والوزراء والادارات الاهلية ومنح شهادات البكالريوس والماجستير والدكتوراة في العلوم الاجتماعية والثقافية والرياضية والامنية والاعلام والصحافة والاقتصاد والطب والهندسة والتاريخ والتراث والاشراف على البحوث، وكأنها دولة من دول العالم الاول، او جامعة مثل هارفارد واكسفورد، وليست مجرد إدارة تابعة للشرطة السودانية، تتكون من أفراد كانت كل مهمتهم في العهد البائد تصويب النظر الى اجسام وملابس النساء والفتيات، ومطاردتهن في الشوارع والاسواق والميادين وجرهن الى المحاكم التي تعاقبهن بالجلد بتهمة ارتداء البنطلون وعدم لبس الطرحة..!

يجب ان يكون في علم وزارة الداخلية أن القانون الذي كان يسمح للشرطة بمطاردة وامتهان كرامة النساء والفتيات لم يعد له وجود، ولن يسمح لها احد بارتكاب تلك الجريمة المذلة مرة أخري، سواء قامت بتقييم التجارب السابقة أو لم تقم، وانها لن تخدع احدا بإصدار البيانات لاعادة شرطة النظام العام وامن المجتمع بمسمى جديد، سواء كان شرطة مجتمعية أو ثقافية أو تشاركية أو أي اسم آخر !

يكفينا جدا أن تقوموا بتأهيل كوادركم بالدورات الحقوقية والتثقيفية والرياضية، وتوفير الامكانيات (والاقلام وورق الفلوسكاب) لاقسام الشرطة لمكافحة الجريمة الحقيقية، وتحسين شروط خدمة افراد الشرطة، والكف عن قتل وقمع المتظاهرين السلميين وإساة معاملة المواطنين، والتطبيق الحقيقي لشعار (الشرطة في حماية وخدمة الشعب) .. أما “دي لابسة شنو وماشة كيف، ده ما شغلكم” !

تعليق 1
  1. صلاح الدين يقول

    استغلالية الوضع الكيزاني والعودة للتمكين والفساد بدعم الحركات المسلحة وعودة عادل بشاير وال بشير لتكملة النهب وضرب عمق الثورة بالصوفية والمبادرات الكاذبه ..وعلي الشباب الاستمرار بالسلمية مع ضرب الشرطة في العمق واستعمال الملتوف لابعاد الشرطة عند الضرورة .والثورة منتصرة دائما وابدا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.