دعوا الإنتاج يتصدر.!
شمائل النور
نفت وزيرة المالية المكلفة السابقة؛ هبة محمد علي ما راج عن إيداع نصف مليار دولار في خزينة البنك المركزي من دولة عربية، والخبر مع تهاوي الاقتصاد وجد رواجاً واسعا وفيما يبدو أثّر في سعر الصرف.
قبل أيام، قالت الوزيرة السابقة إن الحكومة لا يمكنها تعويم الجنيه قبل أن تحصل على احتياطات نقدية، والمعلوم أن صندوق النقد الدولي الذي التزمت الحكومة بتطبيق سياساته يشترط أولاً التعويم، ووفقاً لموقع “دارفور 24” فإن قرار “تعويم الجنيه” ينتظر التوقيع في مكتب رئيس الوزراء منذ شهور.
عاجلاً أو آجلاً….سوف يحدث التعويم وهو الأمر الذي سيقود إلى مزيد من الضيق والتردي في الأوضاع المعيشية.
أي قرار بالتعويم قبل وضع خطة اسعافية لامتصاص هذه الارتدادات العنيفة التي سيخلفها قرار التعويم سوف تقود البلاد إلى الانفجار.
حتى الآن…لا حديث عن برنامج أو خطة اقتصادية على المدى البعيد ولا المتوسط ولا حتى حديث عن خطة إسعافية تنقذ الوضع الحالي أو تثبته عند هذا الحد.
الحصول على احتياطات نقدية –إن حدث- لا ينبغي أن يكون هو الخلاص، قد تنفرج الأزمة مؤقتاً وسرعان ما تعود كما كانت إن لم نضع خطط واضحة للقطاعات الانتاجية.
نقلت “الجزيرة نت” قبل أيام أن شركة إسرائيلية تعمل في مجال صناعة الأسمدة أعلنت استعدادها للاستثمار في السودان بفتح فرع لها، التقرير استنطق عدد من الفاعلين في المجال الزراعي، ما ذكروه وأشاروا إليه بالأرقام أن الزراعة وحدها إذا ما وجدت الاهتمام اللازم بالتمويل واستخدام التقانات الحديثة ستقي البلاد الكثير.
منذ سنوات البشير الأخيرة ارتكز الخطاب السياسي بشكل كامل على الدعم الخارجي للدرجة التي باتت فيه زيارات المخلوع الخارجية مدعاة للخجل من فرط إهدار الكرامة الوطنية الذي يصاحب تلك الزيارات والنتيجة لا شيء.
حاجتنا ملحة إلى تصميم خطاب يحفز على الانتاج بشكل مستمر وأن تظهر الدولة عبر مؤسساتها اهتمام حقيقي بتنشيط القطاعات الخاملة وأن يكون الإنتاج قضية محورية تهم كل مواطن وهذا ليس عمل ولا مسؤولية وزير المالية وحده أو وزير الزراعة أو الصناعة، هو برنامج الحكومة الغائب حتى الآن. كيف ينهض الاقتصاد ولا حديث عن إنتاج أو إعادة تأهيل مشاريع حيوية. كيف نتحدث عن اقتصاد أصلاً ونحن لم نتطرق إلى السؤال، كيف ننتج