دار مساليت ، إستمرار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى
✍🏿: مجتبى حماد آدم
المشاكل الموجودة فى دار مساليت هى تجليات وأعراض لأزمة الدولة السودانية التى تعمل على إبادة الشعوب الأصيلة، والسيطرة المطلقة على الأراضى وإكمال مخطط التغيير الديمغرافى بشكل كلى للإستفادة من الموارد الطبيعية التى تذخر بها هذه المناطق لتتوافق مع توجهات الدولة السودانية العروبية الإسلامية.
أزمة دار مساليت يجب أن يفهم فى هذا الإطار من جميع الشعوب التى تقطن المنطقة. والإستهداف المستمر لدار مساليت أكثر من أى منطقة أخرى فى السودان هو نتيجة للوضعية الإستثنائية التاريخية لدار مساليت (حروبها ضد الإستعمار، وإعتبارها أحدث بقعة إنضمت للسودان بموجب إتفاقية قلانى الدولية عام ١٩١٩ المنطقة بالموارد الطبيعية وموقعها الجيوسياسى الإستراتيجي كمنطقة متاخمة لحدود دولتين، وكبوابة للدخول إلى وسط وغرب أفريقيا) وكذلك للشراسة القتالية وعدم الإستسلام الذى يميز شعبها مهما تعرض لإستهداف ممنهج وقتل وإبادة جماعية وتطهير عرقى.
إن شعبا طبيعته المقاومة، ومرتبطا وجدانياً وفطريا بأرضه وداره لا يمكن تركيعه وفصل هذا الإرتباط مهما كانت الأسباب والدواعى والظروف.
المتابع للإنتهاكات التى جرت منذ العام ٢٠٠٣ فى دار مساليت تاريخياً، وخاصة فى ست سنوات الأخيرة يدرك تماما بأن ما يحصل هو مخطط متكامل من الدولة والحكومة السودانية لإبادة الشعوب الأصيلة والقضاء عليهم وإفراغ الأراضى منهم، (الإستمرارا فى تنفيذ المخطط بمطاردة الضحايا بعد حرقهم وتهجيرهم وتنزيحهم من أراضيهم وقراهم إلى داخل المدن فى معسكرات النزوج) لفتح الطريق لمشروع الإستيطان العروبى الواسع وحتى لا يكون هناك من ينافس هؤلاء المستوطنين (الذين تجلبهم الدولة من خارج السودان بإشراف مباشر من تنظيم مليشيات الجنجويد الدعم السريع) مستقبلاً، بدليل أن البداية تكون هى نفس السيناريو وهو تحويل أحداث ذات طابع قانونى يكون فاعله مجهول الهوية دائما وإستخدامه ذريعة للقيام بهجوم واسع وكاسح لمدن ومحليات بأكملها وحرقها تماما وقتل أكبر عدد ممكن بالإنتقام والتشفى، وبدون إستثناء للمسنين أو نساء وأطفال مما يدل على أن ما ذهبنا إليها هى جرائم تطهير عرقى وجرائم ضد الإنسانية.
دائما ما يصف الإعلام الحكومى هذه الهجمات بأنها صراعات قبلية للتغطية على نفسها من أن يُفضح بأنها المسؤولة عنها والهروب من المسؤولية تجاه الضحايا وبذلك يقع غالبية السودانيين فى فخها، ولذلك كل من يصف الهجمات البربرية الهمجية البشعة والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الجارية يعتبر متواطئ مع الجناة وخائن للضحايا وبوق يبرر لهم لإرتكاب المزيد من الجرائم ضد الأبرياء.
لكل ما تقدم، على الشعوب السودانية الأصيلة وخاصة شعوب دار مساليت أن تعى وتدرك بأنها في مواجهة ترسانة دولة كاملة مسنودة بمشروع إستعمارى استبدادى تدعمه دول هدفها إزالة وجودها من السودان مع الفشل الذريع الداوى لما يسمى بإتفاقية جوبا والتى أسست لوضعية جديدة لإستمرار التهجير القسرى والتدمير الممنهج لشعوب دار مساليت، وألا تعتقد أنها تواجه الجنجويد فقط وليس هناك علاقة بين الجنجويد والدولة السودانية، وإنما هى معركة وجودية وأن الدولة السودانية لا تعترف إلا بمن يمتلك القوة لإنتزاع حقوقها الأمر الذى يهددها، لذلك من غير المعقول مواجهة هذه القوة بالمجهود الذاتى فى ظل الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية والسياسية المنهارة، لذا يجب تطوير أدوات المقاومة الشعبية المسلحة والإنضمام بكثافة للنضال المسلح طويل الأمد، والعمل من أجل القضاء على السودان القديم وبناء سودان جديد على أسس جديدة تقوم على الحرية والعدالة والمساواة والوحدة الطوعية لشعوبها، ينعم فيها جميع المواطنين بحماية الدولة والتمتع بالإمتيازات التى توفرها لهم.
بالله عليكم بطلوا الفتنة … خليكم رسل خير اطرحوا الحلول بدل التجريم والشم …اطرح حل بدل تذكية نيران الفتنة …للاسف معظم حركات الكفاح المسلح اصبحت ازمة بدل ان تكون حل … اصبح خطابها كله سلبي لم تطرح حلول او تأخذ مبادرات حتى داخل حواضنها وده الواجب المنوط بها … الأن شغل السلمية اصبح هو الحل لكل مشاكل السودان العنف ماعاد مجدي لانه منذ الاستقلال الدماء بسيل ماجنينا منه سوي الموت وسيل الدماء … على الحركات ان تغيير خطابها العنصري وتتبنى رؤية جديدة تبدأ بمصالحات المجتمعات الموجودة داخلها لكي لايتركوا فرصة لضعاف النفوس من الاحزاب التي تتدوال في حكم السودان منذ الاستقلال في بث الفتن داخل المكونات القبلية.