دارفـور الــصـلـح فـي الـخـريـف والـحـرب بـفـصـل الـصـيف
بقلم/ عمر دينا
في هذا المقال وددتٌ الحديث عن السياسات والخطط الإستراتيجية التي تضعها حكومة الجلابة في المركز ضد المناطق المهمشة بصفه عامه و إقليم دارفور على وجه الخصوص، وهي تكمن في الهدنة و التكتيكات تتمثل في توقيع مصالحات في فصل الخريف ويتم خرقها في بدايات موسم الحصاد وبدايات الصيف وسميت فصل الصيف في السودان ( بالصيف الحاسم ) بغرض إستمرار في عمليات القتل والتشريد والنهب وحرق القري لجعل إقليم دارفور في حالة من الهلع و عدم الإستقرار الأمني طوال العقدين الماضيين.
وهذه المسألة ليست حديثة الفكرة؛ عملية إشعال الحروب والفتن في شهور الصيف الحارقة مقابل طرح مبادرات لعقد مصالحات و الهدنات في فصل الخريف في بعض المناطق المهمشة التي تشهد نزعات دائمة في البلاد ولا سيما ولاية غرب دارفور الجنينة هي أصبحت بؤرة الصرعات المفتعلة من المركز برعاية مهندس الحرب محمد حمدان دقلو، بإدارة قوات الجنجويد وراء هجمات المنظمة التي تنفذها الجنجويد من كل فج عميق من وقت لآخر بإيجاد الدعم اللازم من حكومة الجلابة بكل ما يحتاجونهم من المعدات القتالية ضد السكان الأصلين.
في الأيام الماضية، مع إقبال فصل الخريف هذا العام ،في 18/6/2022م قام السفاح محمد حمدان دقلو زعيم الجنجويد أو ما يسمي بنائب رئيس مجلس السيادة الإنقلابي إلي دار أندوكا حاملاً مبادرة وهمية أسماها مراسم توقيع الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمسيرية … بجبل مون، تحت رعاية لجنة السلم والمصالحات بالدعم السريع. وسوف تستمر هذه الجولة لمدة ثلاثة أشهر علي الأقل (مؤسم الخريف) دون عود الى الخرطوم حسبما جاء علي لسانه وفي خلال هذه الزيارة سيتفقد على مجمل الأوضاع بولايات دارفور المختلفة على حد قوله.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل منْ يشعل الحروب والفتن يصلح ان يكون في لجنة السلم والمصالحات برئاسة السفاح محمد حمدان دقلو؟ ولماذا لم تأت كهذه المصالحات من قبل إلا في هذا الوقت بتحديد ؟ وما الغرض منها ولماذا حميدتي مركز الجولاته المتكررة بولاية غرب دارفور ( الجنينة) أكثر من ولايات الآخرى؟تبعاً، الإجابة مستحيل أن يصلح، ولا يكمن أن نتصور بإي حال من الأحوال من يدمر يصلح الحال على الإطلاق في هذا الإقليم وبالأخص الولاية المنكوبة لذلك ضروري جداً أن يعرف القارئ أسباب عقد هدنات أو وقف إطلاق النار أوالمصالحات بتحديد في مؤاسم الخريف وخرقها في أوقات الصيف، الحكومة المركزية هي التي تقوم بتخطيط الفتن وتضع الإستراتيجيات الحرب عبر وكالة غرفة الكنترول بقيادة محمد حمدان حميدتي ورفاقه في تحالف مشروع التجمع العربي بالسودان والاخص دارفور غرب السودان، وتقوم بدعم المجموعات العربية (أو المستوطنين الجدد )بالأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة وحتى بالعربات والمواتر السريعة تسهيلاً لتنفيذ الهجمات والمداهمات السريعة تحت أي لحظة ممكن لمنطقة المقصودة هؤلاء هم طبعاً الجبناء بمعنى الكلمة برغم وقوف الحكومة معهم ولمساعدتهم، بل يتبعون سياسات الفزعة لذلك يتجمعون من جميع الولايات: الفاشر، نيالا،الضعين، زالنجي… لتخطيط هجوم على منطقة واحدة فقط علي سبيل مثال الهجوم البغيض الذى وقع على محلية كرينك كان خير دليل حيث أكد ذلك مدى حجم جبنهم ؛ لذا أن في فصل الخريف يصعب التحرك بالعربات والمواتر لان الطبيعة الجغرافية غير مساعده والطرق وعرة غير معبدة والوديان تمتلئ بمياة الأمطار؛ هذه العوامل تجعلهم لا يستطيعوا التحرك بالعربات والمواتر ليتحاموا بل يخسرون المعارك و سياسات الفزعة لم تنجح لذلك تضع لهم الحكومة سياسات الإيقاف وتجنب المعارك في الخريف وحثهم بإستئناف الحروب مع إنتهاء مؤسم الأمطار لمواصلة أعمالهم التخريبية في المزارع وغيرها من الاشياء.
وأنا أعتقد أن جولة حميدتي الأخيرة إلي إقليم دارفور وإستقراره في دار اندوكا لا يبشر بالخير على الإطلاق، لانه مجرم حرب ومهندس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في الإقليم ومطلوب في المحكمة الجنائية الدولية لذلك مكانه الطبيعي هو الزنزانة في لاهاي وليس عقد زيارات وجولات مكوكية إستفزازية في دارفور، كما يزعم انه رجل المبادارات لعقد المصالحات والهدنات الموسمية بل العكس هو إنسان كذوب ولا يٌصدق بأي حال من الأحوال خالص؛ وأن ما قام به هو عمل إستخباراتي مكتمل الأركان لا شك فيه، ليدبر في الخداع وعمله الجبان في فصل الصيف القادم ليس إلا