خواطر علمية حول عطلة الاربعاء بدلا من الجمعة
د. عمار ميرغني حسين محمد
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله الامين…
الاشقاء الافاضل.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
مقال بعنوان.
( خواطر علمية حول عطلة الاربعاء بدلا من الجمعة)…
لا يخفى أن اتفاق الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مع الحركة الشعبية يمثل تحالفا استراتيجيا يحتاج ان يقف الناس حياله باذن واعية وقلب عقول و الوقت يلزم من الجميع الحكمة و النظرة المستقبلية الواعية لمألات الاحوال…و الكثير من النقاط والقضايا التي اثيرت في منصة الحركة الشعبية تمثل نسيجا من الافكار نشأت كرد فعل لقضايا كثيرة معقدة و شائكة .
و الحزب اذ عقد اتفاقا مع الحركة الشعبية ممهورا بتوقيع السيد جعفر فهذا يعني ضرورة الوقفات العلمية و الفكرية لبناء مشتركات قوية نصون بها تحالفنا و اتفاقنا و نمضي به إلى الأمام فالبلاد تحتاج مثل هذه الاتفاقات و التي الى حد كبير تتشابه مع نبض الثورة و دعوى التغيير .
بالنسبة لعطلة الاربعاء بديلا عن الجمعة كما طرحت الحركة الشعبية ..لا بد من سؤال يكون مدخلا للقضية موضوع النقاش الآن و هو : ما هو حكم عطلة الجمعة عندنا المسلمين من ناحية فقهية؟..
هل علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه التعطل عن العمل يوم الجمعة و امر امته باتخاذه يوم إجازة ؟…ابدا ابدا هذا لم يحصل .بل ذكر علماؤنا في مذهب المالكية ( يكره ترك العمل يوم الجمعة تسننا )…أي ان ترك العمل فيها ليس فرضا او واجبا و ليس بالسنة و لا المستحب..و من ترك العمل فيه يظن ذلك سنة فقد اتى مكروها …و ذكروا ممنوعات الجمعة و لم يوردوا ترك العمل و التبطل فيه…بل القران يحض على الانتشار بعد صلاة الجمعة ( فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض و ابتغوا من فضل الله). …فانتشروا فعل امر يترتب عليه الوجوب ..أي فانتشروا لطلب الرزق و صلة الرحم و زيارة اهل العلم و الصلاح .و لذا كره التنقل بعد صلاة الجمعة بالمسجد لانه يتنافى و فورية الانتشار بعد الصلاة و لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتنفل بعد الجمعة في المسجد….و الادلة كثيرة في ان يوم الجمعة يوم عمل و تكسب و اتجار ..و قد نهى القران الكريم فقط على منع البيع ..( إذا نودي الصلاة من يوم فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ). معناها البيع و الشراء يوم الجمعة مباح و جائز و يمنع فقط عند النداء للصلاة و يفسخ عقد البيع ان وقع حال النداء قولا واحدا .
و لا أحد.من العلماء حبب و جزم شرعيا بالبقاء في البيوت يوم الجمعة كعطلة ….و انما قضية تحديد اجازات الايام امر سلطاني و صلاحية دولية حكومية بحتة .و لذلك الدول اجازاتها مختلفة حسب اعرافها و ثقافاتها…
و أعتقد أنه بالامكان في المستقبل تعديل اجازات الأسبوع لان تكون الاربعاء و الخميس مثلا.. يعني تحول إجازة السبت الى الخميس …على ان يبدا الأسبوع العملي من الجمعة ..و هو يوم مبارك مبرور موهوب …أنا شخصيا افضل الجمعة يوم عمل و اتوافق مع القائد عبد العزيز الحلو …و لا ارى ان هذه قضية تعكر على صفاء الاذهان و تشوش على الافكار ….هي قضية هامشية جدا لا قدسية فيها …
و الله اعلم ..