خطاب رئيس الحركة الشعبية – شمال بمناسبة الذكرى (41) لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، والتي تزامنت مع مرور عام على حرب 15 أبريل 2023.

 

في البدء التحية لجماهير الشعب السوداني في كل انحاء البلاد في الذكرى ال(41) لتأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، والتي تزامنت مع مرور عام على حرب 15 أبريل 2023 التي إنفجرت في الخرطوم وتوسعت لتشمل أجزاء كبيرة من الوطن.

التحية لجميع الشهداء السودانيين الذين سقطوا في طريق النضال الطويل من أجل إسترداد الحقوق وبناء دولة العدالة والمساواة.

تمر علينا الذكرى (41) لتأسيس إحدى حركات الكفاح الثوري التحرري المسلح في السودان، وبلادنا تشهد أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها بسبب حرب الإسلاميين ضد الشعب السوداني، ورغم الكارثة الإنسانية الحرجة إلا ان طرفي النزاع ما زالوا يفضلون حسم الصراع عن طريق الوسائل العسكرية، وأعاقوا بذلك تمرير المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في كافة ولايات السودان.

في تقديرنا أن الصراع الجاري منذ 15 أبريل 2023 بين البرهان وحميدتي لا يمثل إلا الجزء المرئي من جبل الجليد وهو لا يعدو الآ ان يكون صراع إثني على السلطة والهيمنة في البلاد. ونحن نعتبر ذلك مجرد تناقض ثانوي بين قطبين إثنين فقط من اقطاب الصراع المتعددة في البلاد، لذلك فإن هناك مستوى أعمق للصراع وهو الجاري منذ 1956 بين السودان القديم والسودان الجديد والذي يمثل التناقض الرئيسي وهوالذي يجب ان نُركز عليه في التناول والمعالجة. لأن حرب 15 أبريل انما هي نتاج ثانوي للصراع الأساسي الذي ولد الحروب الأهلية ولمدة 68 عاماً هي عمر السودان المستقل أي صراع المركز والهامش.

نجحت ثلاثة إنتفاضات قوية في تاريخ السودان المستقل وهي اكتوبر 1964، ابريل 1985 و18 ديسمبر 2018 في تغيير وجوه الحكام فقط ولم تغير نظام الحكم ولم تحدث تغييراً إيجابياً في حياة المواطنين السودانيين. هذا بجانب ثلاثة ديمقراطيات مزعومة لم تزد غير ان فاقمت الأزمة ومهدت لثلاثة إنقلابات عسكرية حكمت البلاد لمدة 58 عاماً من جملة 68 عاماً هي فترة ما يسمى بالحكم الوطني. ولا حاجة لنا للتطرق أو التذكير بمستوى الدمار الذي تسببت فيه تلك الديكتاتوريات العسكرية بالبلاد امنياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً.

اليوم يعيش السودانيون في حالة اللادولة لغياب مؤسساتها بدءاً من فشل الأجهزة الأمنية عن توفير الأمن وبسط حكم القانون على أجزاء البلاد كافة، إنهيار الإقتصاد، النزوح والهجرة القسرية بمستويات غير مسبوقة عالمياً وما يلوح من امارات التفكك والصوملة.

لماذا وصلت البلاد إلى هذه الدرجة من الحرب الشاملة والدمار؟ هل السبب في ذلك هو التعدد والتنوع العرقي اللغوي، الديني والثقافي الذي تتمتع به الدولة السودانية؟ هل هو بسبب إنفراد البعض بالسلطة والثروة مما ادى لهذا الإنقسام الثنائي للمجتمع السوداني؟ هل صحيح ان السلطة والثروة والمنافع الإجتماعية الرمزية في يد مجموعة عرقية لغوية، دينية ثقافية إقليمية محددة ذات سحنة معينة؟ هل هو إنقسام في الوجدان الوطني؟ ام الإنقسام في الضمير السياسي هو الذي أدى لإنقسام على مستوى التطلعات؟

هل كان قرار فصل جنوب السودان أمراً لا مرد له أم كان آخر الخيارات؟ لماذا إرتفعت أصوات عديدة بعد فصل الجنوب بعضها ينادي بمثلث حمدي واُخرى تنادي بدولة النهر والبحر؟ وأخيراً أصوات دُعاة وحدة وادي النيل التي تُطالب بضم شمال السودان إلى مصر؟ كل تلك المطالب الإنكفائية الإنفصالية تمر دون ان تشهد إستنكاراً أو مواجهة من الرأي العام الشمالي إلا من قليل – بل العكس هو الصحيح ترتفع وتجتهد أقلام بإتهام الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بأنها إنفصالية من باب الإسقاط والتغطية.
ومن حقنا أن نتساءل .. من هو الإنفصالي الحقيقي؟ هل هي الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال التي تنادي بعقد إجتماعي يقود لدستور علماني ديمقراطي يضمن حياد الدولة تجاه الأديان والأعراق والثقافات والجهات؟ أم النُخب (حاكمة ومعارضة) في السودان والتي تتمسك بقوانين وتشريعات دينية وعنصرية تفرق بين السودانيين على أساس العقيدة والعرق والجهة؟

نحن نؤكد ان وقف حرب 15 ابريل في السودان والمحافظة على وحدة ما تبقى منه بعد إنفصال الجنوب يتطلب مخاطبة جذور الأزمة السودانية والتوصل لعقد إجتماعي يُجيب على سؤال كيف يُحكم السودان وليس من يحكم السودان.

إن الحركة الشعبية منذ تأسيسها في 1983 ظلت تدعو وتتمسك بوحدة السودان. ولكن كما قال الدكتور جون قرنق: (ان الوحدة التي تنادي بها الحركة الشعبية ليست الوحدة القسرية الشائهة المولدة للحروب كما هي قائمة الآن. وانما هي وحدة تقوم على اُسس جديدة من الحرية والمساواة والعدالة. العروبة لن توحدنا رغم انها جزء من مكونات المجتمع السوداني، الإسلام لن يوحدنا، المسيحية لن توحدنا، الإفريقانية المعادية للعروبة لن توحدنا بسبب التعددات والتنوعات التاريخية والمعاصرة).

لذلك علينا البحث عن المشتركات وتطويرها ولا يوجد ما يوحدنا في السودان غير الديمقراطية كقيم وآليات.. لأن الديمقراطية من جهة تقوم على شريعة الإختلاف والقبول بالآخر وحقه في أن يكون آخر، ومن جهة اُخرى تسمح بالتداول السلمي للسلطة وهو أعمق أسباب الصراعات والحروب والعنف داخل المجتمعات، ذلك هو العلاج لفشل النُخب السياسية في إدارة التنوع والتعدد الذي تذخر به البلاد. ذلك هو الذي يضع حداً لعنف الدولة السودانية في بحثها عن المشروعية منذ نشأتها وحتى اليوم.

وفي الختام التهنئة لأعضاء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال في كل مكان يتواجدون فيه بمناسبة مرور 41 عاماً على تأسيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي وإستمرارها في النضال من أجل تحقيق السودان الجديد، والتحية لكل فئات الشعوب السودانية في نضالهم من اجل غدٍ افضل. والتحية لكل شهداء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وعلى رأسهم مؤسس الحركة الشعبية الدكتور/ جون قرنق دي مابيور وكل شهداء الثورة السودانية الذين سقطوا في دروب النضال من أجل التغيير.

النضال مستمر والنصر للسودان الجديد

القائد/ عبد العزيز آدم الحلو تلو.

رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال.

16 مايو 2024

3 تعليقات
  1. عبده طول مان يقول

    نضال مستمر

  2. مكين يقول

    الحركة الشعبية تمثل السودان وهي هيلة البلد الان وخاصةً في مثل هذه الظروف لن نجد موسسة ولا تنظيم ولا حزب ولا مفهوم ينهض بالسودان والسودانيين غير الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ظلت تنادي بمفومها وفكرها ان كيف يحكم السودان وليس من الذي يحكم السودان ولابد من حل مشكلة السودان من جزورها وليس حل الإشكاليات بالتفاوض او بالسلام ودائماً تقول لبناء السودان والنهوض به للعلاء ووضع السودان والسودانيين فى مكانهم الطبيعي لابد ان تكون علمانية الدولة لان بالعلمانية احترام الديانات والأعراف والتقاليد والإثنيات حتى المفاهيم والرؤى لان السودان بلد مترامي الأطراف متعدد الثقافات والأجناس والأديان والمذاهب السودان ليس بلد السودان قارة تمثلها أمم يختلف ترابها من بلد لآخر يختلف طبيعة سكانها باختلاف عاداتهم وسحناتهم السودان هو الدولة الوحيدة التى أعطيت حق الاستقلال لكنها رفضت أن تنال استقلالها وما ذالت تحت التواصلية ولم تريد ان على تجلس على الارض والتشاور في ان كيف نحكم السودان فظلت الحركة الشعبية تنادي بالنظر في الدولة وان تنال استقلالها من الدول العربية ذهب المستعمر التركي والإنجليزي وظل المستعمر المصري زائد المستعمر الخليجي إلى يومنا هذا إلى متى نصحى ي شعب افيقوا أيها الناس لن نسعد إذا لم نسعد لم لم نأخذ استقلالنا من المستعمر العربي المصري والخليجي دعونا ان نكون سودانيين ان لم تريدون ان تكونوا افارقة كنحن في أفريقيا دعونا ان نكون سودانيين كقارة وكأمةداخل القارة الأفريقية ولسنا بعرب ولا أفريقيين حسب ظنكم
    وشكرا
    مكين ملقه

  3. رابح الأعيسر كجوربخات يقول

    على قيادة الحركة الشعبية يجب أن يكثفوا جهودهم الاعلامية للمجتمع الدولى لعكس ما يدور فى السودان وما يدور بداخل النخب الحاكمة بواسطة مكاتبهم حول العالم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.