خطاب الحلو .. وصفه علاجية لإنهاء الحروب الطاحنة وإبراء الجراحات

أنس آدم

 

تابعت الشعوب السودانية والقوى السياسية والمدنية على المنصة الرقمية الرسمية للحركة الشعبية “فيسبوك – موقع إلكتروني splmn.net” ووسائط التواصل الإجتماعي الأخرى، خطاباً تاريخياً قدمه القائد عبد العزيز آدم الحلو – رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، في الزكرى الـ (41) لتأسيس أكبر وأقوى حركة تحررية ثورية في تاريخ أفريقيا والعالم “الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان”.

بالطبع انه خطاب يستدعي القراءة الحصيفة في بنيته ويتطلب التنقب العميق في طياته لجهة أنه جاء في توقيت مفصلي وخضم تطورات سياسية وأمنية بالغة التعقيد. وضعت تلك التطورات المتسارعة، الشعوب السودانية المكلومة والدولة السودانية المختطفة لأكثر من (68) عاماً من عمر ما يُسمى بالإستقلال، في مفترق طرق ليكون المشهد السياسي مفتوحاً على كل الإحتمالات. تكمن قيمة الخطاب الذي يستحق أن نسميه بـ”دليل مخاطبة ومعالجة المشكلة السودانية” وبالإضافة إلى أنه إستجلى قضايا الراهن، في الآتي:

أولاً: قدم الخطاب وصفاً دقيقاً وتعريفاً علمياً شاملاً لطبيعة الصراع من حيث التشخيص السليم والصحيح للمشكلة السودانية [صراع السودان القديم والسودان الجديد]، وليس كما تصور – تزعم وتختزل النخب السياسية اليائسة والفاشلة وبتعمد، حروب العنصرية المزدوجية ADouble Apartheid (العرق والدين) في السلطة فقط أو غيرها من المزاعم والتراهات .. فالصراع حول كراسي السلطة كما أشار الحلو في خطابه، لا يعدو كونه عامل ثانوي أمام الأسباب العميقة – الجذرية للصراع.! أي أنه تمثل تمظهرات صراع المركز والهامش.

ثانياً: تضمن الخطاب، وصفة علاجية ناجعة لأزمات البلاد المستفحلة، ممثلة في “بناء سودان جديد علماني، ديمقراطي لا مركزي موحد طوعياً وقائم على مشروعية العقد الإجتماعي The social contract” بدلاً عن مشروعية العنف والغلبة التي ولدت الحروب الطاحنة ووضعت البلاد اليوم على حافة الإنهيار والتشطي المحتم.

ثالثاً: الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، تقف على الدوام إلى جانب الشعوب السودانية. فهنالك شواهد ووقائع شاخصة للعيان بل لا تُعد ولا تُحصى تثبت ذلك، وآخرها تمسك الحركة الشعبية في مفاوضات جوبا الماضية، بمبدأ عدم تجزئة القضايا الإنسانية وإصرارها على ضرورة إيصال الطعام والدواء إلى المنكوبين جراء حرب الإسلامويين في جميع مدن وولايات السودان المختلفة. ولكن وفي خطوة تُعد سابقة خطيرة في تاريخ الإنسانية إجهض نظام بورتسودان مع سبق الإصرار والترصد جهود ومساعي الحركة الشعبية لإنقاذ المحتاجين وإيصال المواد الغذائية لهم.. مما أثبت بما لا يدع مجالاًً للشك أن كارتيلات دولة التفويض الإلهي أحاكت مؤامرة جهنمية خبيثة ضد الملايين من الشعوب السودانية المهددة بالمجاعة وشبح الموت – خطة إستخدام الطعام كحصان طروادة Trojan horse لتهريب المعدات العسكرية إلى الفرق والحاميات العسكرية التابعة لها لتعزيز قدراتها العسكرية.

رابعاً: أكد الخطاب، أن الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، لم تبارح مشروعها ورؤيتها (السودان الجديد) قيد أنملة ولن ولم تتزحزخ عن مبادئها، أهدافها، كما انها ثابته ومتمسكة بمواقفها السياسية المعلنة والمعروفة لدى الشعوب السودانية.

خامساً: الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، قوة رئيسية، محورية ورقم كبير غاية الأهمية في المعادلة السياسية السودانية اليوم وغداً، فلا يمكن تجاوزه إن لم يكن مستحيلاً، سيما عند التناول والتعاطي مع ملف أكثر حساسية كـ “الحرب والسلام في السودان”.

أخيراً: هنالك تساؤلات جوهرية وردت على متن خطاب الحلو، فشلت النخب في/ وتحاشت الإجابة عنها، فهي أسئلة مفتاحية تشكل مدخلاً صحيحاً ومهماً عند تمحيص وتشخيص المشكلة السودانية، نورد من بينها: [من هو الإنفصالي الحقيقي؟ هل هي الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، التي تنادي بعقد إجتماعي يقود لدستور علماني ديمقراطي يضمن حياد الأديان والأعراق والثقافات والجهات أم النخبة “حاكمة ومعارضة” في السودان والتي تتمسك بقوانين وتشريعات دينية تفرق السودانيين على أساس العقيدة والعرق والجهة؟].

ونوااصل،،،

يابوس – الأراضي المحررة
24 مايو 2024

2 تعليقات
  1. النور عيسى يقول
  2. النور عيسى يقول

    السودان الجديد وصفة سحرية لحل الاذمة السودانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.