
خبراء ومحللون : تصريحات مساعد قائد الجيش ياسر العطا مؤشر خطير لـ “إعلان حرب”
إدراك: المحرر
- أثارت تصريحات مساعد البرهان، الفريق ياسر العطا ضد دول الإمارات وتشاد وجنوب السودان الجدل في الأوساط الدولية والسياسية والإعلامية، فضلا عن الأوساط المحلية المحترقة بأوار الحرب ولهيبها، ويعد تصريح العطا بحسب محللين وخبراء سياسيين بمثابة “إعلان حرب” وإشعال دول الجوار الإفريقي،ولدى مخاطبته عزاء مسؤول الإعلام العسكري بولاية القضارف شرقي السودان، هاجم العطا دول الأمارات المتحدة وجنوب السودان إضافةً لدولة تشاد قائلاً إن مطاري أم جرس وإنجمينا أصبحا “هدفين عسكريين مشروعين” للجيش السوداني.
وفي اول رد فعل لتصريحاته،اعتبرت الخارجية التشادية في بيان، لها إن التصريحات التي أطلقها ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني، إعلان حرب عليها، مشددة على حقها في الدفاع عن نفسها.ورأى البيان أن “تصريحات العطا تضمنت تهديدات صريحة لأمن وسلامة أراضي دولتنا”، محذرا من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد خطير في المنطقة بأسرها. واتهمت الخارجية التشادية السودان بمحاولة زعزعة استقرار تشاد، باستخدام وسائل “إرهابية”، مؤكدة حق تشاد في الرد بحزم على أي محاولة اعتداء على أراضيها.وأضاف البيان “إذا تعرض شبر واحد من أراضي تشاد للتهديد، فسيكون ردها حاسما وفقا للمبادئ القانونية الدولية”.
فيما اعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان، عن قلقها العميق وإدانتها الشديدة للتصريحات العلنية الأخيرة التي أدلى بها الفريق أول ياسر العطا، مساعد نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، والتي هدد فيها بالعدوان العسكري على شعب جنوب السودان وسيادته.
إن التصريحات التي أدلى بها الفريق أول العطا في ٢٣ مارس ٢٠٢٥، والتي أعلن فيها استعداد الحكومة السودانية وقواتها المسلحة للتعامل مع من وصفهم بـ”الخونة” داخل جمهورية جنوب السودان، ليست متهورة واستفزازية فحسب، بل تُمثل أيضًا انتهاكًا صارخًا لمبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي والقانون الدولي. ودعت جوبا الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إلى أخذ هذه التصريحات العدائية بعين الاعتبار، مؤكدةً إنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية سلامة أراضيها وسلامة مواطنيها. وتظل علي إستعداد للدفاع عن جنوب السودان ضد أي شكل من أشكال العدوان.
جرائم الجيش بدول الجوار الإقليمي
منذ أن تسلل ” الأخوان المسلمين” إلى المشهد السياسي في السودان، قاموا بعملية إختراق كبيرة بداخل الجيش وأستطاعوا توظيفه لخدمة مشروعهم الأيدلوجي ” المشروع الحضاري” وتصديره الي العالم ودول الجوار الإفريقي ولم تكن “الجماعة” يوماً مشروعاً وطنياً يهدف إلى بناء الدولة، بل كانت جسراً للهيمنة، وتصدير التطرف والإرهاب باستغلال الدين لتمرير مصالحها. حيث عملت على زعزعة استقرار دول الجوار، من خلال دعم الحركات المسلحة في إفريقيا الوسطى، وتشاد، وليبيا.بجانب تهريب السلاح إلى الجماعات المتطرفة في الإقليم، مما ساهم في تأجيج الصراعات في مناطق واسعة من إفريقيا والشرق الأوسط.إضافة الي إنها دوراً محورياً في توفير الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية، ما جعل السودان دولة معزولة دولياً، ومدرجة في قوائم الدول الراعية للإرهاب لعقود
محاولة إغتيال حسني مبارك
في وقتٍ سابق كشف زعيم ومؤسس “الجماعة” في السودان حسن الترابي عن أسماء المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في يونيو 1995 في أديس أبابا، وأكد الترابي -في شهادته- لبرنامج “شاهد على العصر”- أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذي أخفقت فيه، حيث أخبره “بشكل مباشر” علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام “للجبهة الإسلامية القومية” التي كان يتزعمها -الترابي- عن تورطه في العملية مع جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع.وقال الترابي إن الترتيبات التي قام بها علي عثمان محمد طه رفقة علي نافع أخفيت عنه، وإن اجتماعا خاصا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله علي عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلى السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك.كاشفاً أن تمويل العملية تم بمبلغ مالي أخذه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية (أكثر من مليون دولار).
وبحسب الترابي، فقد جاءه في البداية أشخاص من حركات إسلامية قال إنها كانت من بلد (رفض ذكر اسمه) ليس بعيدا جدا عن مصر، وطلبوا منه تسهيلات في عملية اغتيال مبارك، وقالوا: “رئيسنا سيذهب إلى القمة الأفريقية في أديسا أبابا ونريد أن نقضي عليه”.
إشعال الحرب بليبيا
لم تكتفي “الجماعة: التي سيطرت علي الجيش بإشعال الحروب في المنطقة بل قامت عبر السفير حاج ماجد محمد السوار وبتنسيق عسكري من الملحقية العسكرية بطرابلس والتي تحولت الي خلية “إخوانية” في التأسيس لبناء تنظيم الأخوان المسلمين بليبيا تحت واجهة المؤتمر الوطني ، وبمساعدة التنظيم الدولي للأخوان المسلمين استطاع حاج ماجد بناء اكبر خلايا التنظيم من الجماعات الإسلامية بإفريقيا شمال الصحراء ،وكان ذلك بإشراف مباشر من منظمة الدعوة الإسلامية كغطاء إنساني للعمل السياسي وسط المجتمع الليبي مما ادخل ذلك البلد الغني بالنفط في حروبات اهلية قادته مؤخرا دولة بنظامين سياسيين.
تصريحات العطا مهدد للأمن والسلم الدوليين
ويقول الصحافي والخبير في شؤون القرن الإفريقي ، جاتيقو اموجا دلمان ، إن تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني ياسر العطا ، خطيرة في هذا التوقيت ولكنها غير مستغربة وهي تصريحات منسجمة مع نوايا ودوافع سابقة للحركة الإسلامية تستهدف الاقليم عبر إشعال حروبات داخلية تمكنها من السيطرة ، بعدما فشلت الحركة الإسلامية في تسويق مشروعها السلطوي عبر الوسائل السلمية المتمثلة في أنشطة منظمة الدعوة الإسلامية التبشيرية لإختراق العمق الافريقي ، وعندما فشلت في توطين مشروعها ( أسلمة وعربنة الإقليم ) قررت الحركة الإسلامية وعبر ازرعها في دول الإقليم خلق فوضي شاملة ، تمكنها من استبدال الأنظمة الحاكمة والدفع بمجموعات موالية لها إلى سدة الحكم.
ويضيف دلمان في حديثه لـ”إدراك”، لقد بدأت الحركة الإسلامية سيناريو الفوضي بدعم المعارضة التشادية المناوئة للرئيس الراحل ادريس دبي، ثم دعم مجموعة التقراي في اثيوبيا ودعمت ونظمت ومولت الحركة الإسلامية عدد من الفصائل الجنوب سودانية المسلحة لخلق فوضي في الدولة الوليدة قبيل استقلالها ولكن كل مساعيها باءت بالفشل ، ولكن نوايا نظام الاقلية الفاشية في السودان مستمرة. ولقد تحول الجيش السوداني بعد انقلاب البشير في العام ١٩٨٩م إلى أكبر مليشيا إسلامية مأدلجة في افريقيا ، ووظف كل قدراته وخبراته في دعم الإرهاب والتطرف والأمثل كثيرة منها علي سبيل المثال تخطيط وتمويل عملية اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وتقديم الدعم اللوجستي والتدريب لكل من عناصر (جبهة النصرة في سوريا وحماس في فلسطين والشباب المجاهدين في الصومال وجماعة بوكو حرام في نيجيريا وداعش في العراق )
ويؤكد دلمان بأن تصريحات العطا لم تمر هذه المرة دون مسألة ومحاسبة السودان ، لعدة أسباب وأولها التصريحات تعتبر خرقًا للقانون الدولي( مبدأ السيادة الوطنية ) ومخالفة صريحة لاتفاقيات حسن الجوار والعلاقات الثنائية ، خاصة أن التهديدات تأتي من سلطة انقلابية غير دستورية تفتقد للشرعية الدولية ، لذلك تحسب هذه التصريحات في خانة الإرهاب وتهديد الأمن والسلم الدوليين ، وإذا تقدم دولتي تشاد وجنوب السودان بشكوى رسمية لمجلس الأمن ، فأن سلطة بورتسودان ستجده نفسها في وضع لا يحسد عليه.
تصريحات العطا تضع السودان امام أزمة دولية
من جانبه يري رئيس تحرير صحيفة الوطن جمهورية مايكل ريال كرستوفر ، في حديثه لـ”إدراك” إن تصريحات ياسر العطا تعد اكبر مهدّد للامن والسلم الاقليمي وهي ليست السابقة الاولى له حيث سبق وصرح بتفس العنف اللظفي تجاه دولة جنوب السودان ودولة شاد واصفة لهما بالدولة الراعية والداعمة لقوات الدعم السريع وخروج هذه التصريحات من قيادي عسكري في هذا التوقيت لهي خطوة تُعد من أخطر التصريحات الصادرة عن يشغل منصب مساعد قائد الجيش السوداني
ويضيف كريستوفر ،في اعتقادى كمراقب للاوضاع اظن ان هذه المرة هذه التصريح يحمل تداعيات قانونية ودبلوماسية وعسكرية جسيمة على السودان، ويضعه أمام أزمة جديدة، ليس فقط في الداخل، بل على مستوى الإقليم والعلاقات الدولية.،ولا يختلف كثيرين بان تصريحات الجنرال العطا تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي، وتحديدًا واضح لسيادة دولة في الاقليم ومخالفة صريحة لاتفاقيات حسن الجوار والعلاقات الثنائية بين دولتي جنوب السودان والسودان اضافة لكونه احراج للسودان، نحن نستغرب من هكذا تصريحات في وقت يمر به الشعب السوداني باوضاع إنسانية طاحنة ونروح حوالي 12 مليون مواطن اضافة الي خطر المجاعة التي تهدد ما يقارب ال 26مليون مواطن سوداني.وبدلا من الهروب الي الامام ومحاولة تصدير الحروب يستحسن الجلوس في طاولة المحادثات مع قوات الدعم السريع لتجنب تفاقم معاناة المواطنين وتاجيج صراعات عبثية مع دول الاقليم.
تصريحات العطا “غبية”
ومن جانبه يقول الصحافي والمحلل السياسي، محمد الأسباط في حديثه لصحيفة ” إدراك” إن تصريحات العطا تاتي في سياق الخطاب المتهور والغبي الذي ظل يثيره بين الحين والآخر، وهو عضو مجلس السيادة ووفقا للترتيب الدستوري يعتبر رئيس للدولة وبالتالي يفترض ان يكون خطابه او تصريحاته يراعي البرتوكول والمسؤولية الإخلاقية والسيادية للموقع الذي يشغله، ولكن تصريحاته الغبية تكررت قبل ذلك التي اطلقها تجاه دولتي كينيا وجنوب السودان واثيوبيا، وهي وفقا للتجربة فإنها تعبر عن حالة إفلاس سياسي وهو لايمتلك قدرات لضرب مطارات في تشاد وغيرها، ولكن بكل تاكيد مثل هذه التصريحات ستخرب العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار وتترك آثار سالبة علاجها يحتاج لوقت طويل، ولا اعتقد انها ستقود الي حرب لان الحرب تحتاج الي امكانيات وقدرات وهي غير متوفرة ولكنها ستؤدي لخلق مزيد من العزلة علي حكومة بورتسودان.
تصريحات العطا لاتعبّر عن السودانيين
فيما يقول القيادي بتحالف السودان التأسيسي ، الدكتور علاء الدين نقد ، إن تصريحات العطا الاخيرة وتهديده لدول الاقليم بالحرب معتبراً بلدانهم اهداف مشروعة لجيش الإسلاميين،هذه ليست بالجديدة وهي تؤكد لما وصل اليه السودان من درك سحيق ،لقد انفصل جنوب السودان بسبب تنظيم الاخوان ومافعله الجيش بحق انسان جنوب السودان خلال سنوات الحرب، وبدل ان يعتذر عن هذه الممارسات يقوم العطا بالتهديد وإثارة خطاب الحرب مجدداً ضد دول الجوار الإفريقي، وبسبب ممارسات جماعة الاخوان المسلمين المهددة للامن والسلم الدوليين ،قاد لوضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب،والذي نجحت حكومة الفترة الإنتقالية في إعادته مجددا لحضن المجتمع الدولي، ولكن اصر الإسلاميين بإنقلابهم بإعادته لهذا الدرك السحيق،ونحن نعتذر للاشقاء في جنوب السودان وفي تشاد والامارات لان هذه التصريحات لاتعبر عن طبيعة الشعب السوداني المتسامح مع جيرانه ولا بطبيعة شعوب وحكومات تلك الدول التي احتضنت الآف السودانيين الفارين من الحرب التي اشعلها الإسلاميين، يسعي الإسلاميين من وراء “البزة” العسكرية لياسر العطا لتقسيم السودان، ولكن نحن في تحالف تأسيس لهم بالمرصاد وسوف نعيد تعريف السودان للمجتمع الدولي والإقليمي بالصورة التي عرف به الشعب السوداني بعظمته ونبل إنسانيته.
ثمة تساؤلات للسبناريوهات المحتملة
الي اين تتجه السيناريوهات الدولية ، وهل تقود تصريحات العطا الاخيرة الي صحوة الضمير العالمي عن المخاطر التي قد تهدد بإشعال دول المنطقة بطموحات تمدد جماعات الاخوان المسلمين ، وإعادة تموضعهم مجدداً بدول إفريقيا شمال إفريقيا شمال الصحراء خصوصا مصر وليبيا وتونس.هذه التساؤلات تكشف عنها ردود الافعال الدولية بعيد تصريحات العطا مما يضع حكومة “بورتسودان” امام مأزق دولي وإقليمي في مقبل الأيام
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.