خاطبتهتا قيادات الحركة الشعبية.ندوة مستحقات السلام وتحديات بناء الدولة
الدلنج.. خالد عباس /عبدالقادر الامين : Splmn.net
الواحدة بتوقيت الثورة، ومدينة الدلنج تتوشح بالغيم ورزاز الأمطار، تحرك موكب تجمع قوى السلام الشامل وجماهير مدينة الدلنج من ساحة الحرية التي احتفلت فيها جماهير الدلنج بثقافاتها الأصيلة وعلى صوت الكرنق عالياً يخاطب بروق السماء في تلك اللحظة، مسيرةٌ هادرة جابت الشوارع احتفالاً بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ، تنويراً وتثويراً به، والذي تم توقيعه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان الرفيق القائد/ عبدالعزيز آدم الحلو ورئيس وزراء الحكومة الإنتقالية الدكتور/ عبدالله حمدوك.
هتافات ولافتات..
حيث عبر مواطني المدينة عبر هذه المسيرة عن مدى فرحتهم بهذا الإعلان، رافعين أعلام وبوسترات تدعم الإتفاق، عملية التعايش السلمي بالولاية، علمانية الدولة وحق تقرير المصير والمحاسبة التاريخية، وكما هتف المواطنين بشعارات السلام وإختُتِم الموكب بساحة الحرية.
ومن بعده بدأت الندوة السياسية تحت عنوان (مستحقات السلام وتحديات بناء الدولة ) حيث سبقتها أدبيات ثورية من شاعر السودان الجديد خالد عباس (مونكا) والتي قدم فيها من أشعاره تمجيداً وتخليداً للدكتور جون قرنق دي مبيور مفجر ثورة الهامش ومفكر مشروع السودان الجديد، وكذلك للأستاذ المعلم/ يوسف كوة مكي الذي انتهج دربه في النضال ومفجر بركان ثورة السودان في جبال النوبة، ثم تمجيد لروح الشهيدة/ ميادة جون شهيدة إعتصام ثورة ديسمبر المجيدة أمام قيادة الجيش.
جذور الأزمة..
بدأ المتحدث الأول الرفيق/ عبدالقادر الأمين أقونا بتحية الحضور وأرواح الشهداء، وبدأ متناولاً محاور الندوة وتحدث عن جذور المشكلة السودانية وأسباب الحروبات في السودان من تهميش وظلم تاريخي كما تحدث عن عسكرة المجتمعات وضرورة العلمانية في السودان.
فرصة تاريخية…
عقبه من جوبا عاصمة جنوب السودان_ مقر التفاوض المتحدث الثاني الرفيق/ عادل إبراهيم شالوكا سكرتير الشباب والطلاب بالحركه الشعبية لتحرير السودان _شمال، حيا فيها مواطني مدينة الدلنج لنضالاتهم التاريخية والممتدة وتناول متطلبات السلام وكيفية بناء الدولة السودانية علي أسس جديدة والتي جوهرها علمانية الدولة والحكم اللامركزي، وأن يكون هناك جيش وطني جديد بعقيدة قتالية جديدة، وفي ختام حديثه ذكر أن السودان الآن أمام فرصة تاريخية مفصلية يجب التعامل معها بكل جدية لبناء سودان يسع الجميع.
وتحدث المتحدث الثالث الدكتور/ محمد جلال هاشم عضو الكتلة التاريخية وعضو الوفد المفاوض، عن إتفاق جوبا الأخير بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية ووصفه بأنه إتفاق محاصصات وسينتهي بوزارات في الخرطوم، ولا يحقق شيء للضحايا، وانتقد بشدة تقسيم المسارات، وأن هناك حركات موقعها جوبا فقط وليس لها أي وجود في أرض الواقع من ضمنها حركة عقار.
العدالة الانتقالية..
أما المتحدث الرابع الرفيق/ كومان سعيد تحدث عن العدالة الانتقالية والمحاسبة التاريخية والتي يجب أن تبدأ منذ عهد الرق مروراً بكل الحكومات المتعاقبة وبالأخص الفترة التي كان فيها الصادق المهدي رئيساً للوزراء والذي ارتكب جرائم بجبال النوبة بتسليح بعض القبائل ضد الأخري ومحرقة قطار الضعين الشهيرة، وكذلك فترة حكم الطغمة الاسلاموية التي واصلت على نفس المنهاج الدموي مرتكباً محارق ومجازر في دارفور والمنطقتين، كما تناول الهوية من منظور التنوع التاريخي والتنوع المعاصر.
غياب الإرادة السياسية..
واختتم الندوة من جوبا المتحدث الأخير الرفيق/ محمد يوسف أحمد المصطفي رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بمناطق سيطرة الحكومة وعضو وفد التفاوض وتحدث عن ملف السلام في جوبا وشرح بصورة واسعة اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ورئيس مجلس الوزراء في أديس أبابا، وأرجع عدم توقيع اتفاق السلام حتى الآن إلى غياب الإرادة السياسية لدى حكومة الفترة الانتقالية وحاضنتها السياسية بإصرارها على رفض مخاطبة جذور المشكلة السودانية التي لخصها في تحرير الدولة من الدين، وضرورة الاعتراف بالهوية التعددية، ولا مركزية الحكم على أن يكون حق التصرف في موارد كل إقليم من حق شعب الإقليم نفسه، والعدالة الانتقالية بمحاسبة كل المجرمين على مر تاريخ الدولة السودانية.
وفي الختام تفاعل التجمع وجماهير الدلنج الحاشدة بالادبيات والمورالات الثورية راسمين لوحة معبرة في وجوه كل الحضور عائدين بهم إلى سيرة الدلنج الحقيقية في مواقفها النضالية والثورية ضد الظلم والاستبداد، لما لا وأن الدلنج هي مدينة العلم والحضارة والثقافة.