حول مزاعم إرتكاب إنتهاكات في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال

عادل شالوكا

 

طالعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي رسائل مُتبادلة بين ناشطين وكوادر سياسية بعضهم برغم وجودهم حاليا بدول المهجر ولكنهم ينتمون إلى مناطق تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، إقليم جبال النوبة – مقاطعة الريف الشرقي، وبالتَّحديد منطقة “صبوري” و “لقوري” – تتحدَّث عن وقوع إنتهاكات خطيرة في المنطقة.
إحدى الرسائل التي إطَّلعنا عليها تقول: (هنالك إنتهاكات كثيرة ضد أهلنا “اللقوري” و”صبوري” و”تلو” ومنطقة شرق كادقلي بصفة عامة من قبل الحركة الشعبية. هناك الكثير من العنف الجنسي والحمل لأكثر من ثلاثين من البنات القاصرات وقتل خارج إطار القانون. أرجو منكم كناشطين التحرُّك السريع لإنقاذ أهلنا، لأن ما يجري هناك عبارة عن إستعباد للناس. هناك توجد زريبة كبيرة يسجن فيها كل من تحدَّث مُستنكراً هذه المُمارسات، وهنالك منع تام للمواطنين لمُغادرة المنطقة إلى مدينة كادقلي. فأرجوكم فعل شيء بخصوص هذا التعامل غير الإنساني من قبل رفاقنا بالحركة الشعبية. نحن ما عندنا أي طريقة للتواصل معاكم بالخارج. أرجوك وصل هذا الكلام بالذات لأولادنا في الخارج) – إنتهت الرسالة.

من يقرأ مثل هذه الرسائل ينتابه شعور عميق بالقلق. ولأن غالبية السُّودانيين صاروا يتأثَّرون بما يتم الترويج له في وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت مؤثِّرة للغاية في تشكيل المواقف وردود الأفعال، يصبح من الضروري توضيح الحقائق للجميع.

برغم اليقين والتأكُّد التام من قيادة وحكومة إقليم جبال النوبة بعدم صحة هذه المعلومات المُتداولة والتي وجدت رواجاً واسعاً، ولكنها أرسلت فريق فني مهني ومؤهَّل من رئاسة الإقليم إلى رئاسة مُقاطعة “الريف الشرقي” حتى تُملَّك المعلومات للجميع من المنطقة مُباشرة عبر مُحافظ المُقاطعة والذي هو أحد أبنائِها. وبالطبع يستطيع الجميع التواصل معه للتأكُّد من ذلك – ولقد كانت النتائج على النحو التالي:

أولاً: القتل خارج نطاق القانون:

وقعت بالفعل في المنطقة أربع حالات قتل، ولكن لا علاقة لها بالحركة الشعبية ولا الجيش الشعبي، وبعض هذه القضايا موجودة أمام المحاكم – وهذه الحالات كانت على النحو التالي:

(أ) – الرقيب/ خالد عثمان التوم / من قبيلة – “صبوري” / مكان الوفاة: “شارع تلو” / الجاني – “مجهول” / المُتَّهم – “القوات المُسلَّحة السودانية” – تم الإستيلاء على سلاحه بعد قتله.

(ب) – موسى سلك / القبيلة – “كيقا” / المكان: “شارع الكويك” / الجاني – “مجهول” / المُتَّهم – “القوات المسلحة السودانية” – تم الإستيلاء على سلاحه بعد قتله.

(ج) – المقدم/ عبد الله نواي خليفة / القبيلة – “أما” / المكان: المشاريع الزراعية بين “العفين” و”كادقلي” / المتهم – “قوات العدو” – تم الإستيلاء على سلاحه بعد قتله.

(د) – زكية حسين كوة / القبيلة – “صبوري” / المكان: “المنزل” / الدوافع: “نهب أموالها” – المتَّهمون: (1. آدم إسماعيل عرفة – مواطن من منطقة “صبوري” / 2. إمام حماد كودي – عسكري إنضم من مناطق سيطرة الحكومة. وهو من “صبوري” أيضاً). والإثنين الآن أمام القانون في رئاسة شرطة المقاطعة لإكمال الإجراءات.

ثانياً: العنف الجنسي:

لم يتم التبليغ عن، أو تسجل أي حالات عنف جنسي “إغتصاب” بمقاطعة “الريف الشرقي” لدى الشرطة أو الأمن أو الإدارة الأهلية منذ وصول الجيش الشعبي إلى المنطقة في العام 2023 وحتى الآن.

ثالثاً: حالات الحمل:

ما يحدُث في المنطقة من حالات حمل هي حالات طبيعية بين المواطنين وغالبيتها تم حلها عبر الإدارة الأهلية وفقاً للأعراف والتقاليد. وما تم رصده كان على النحو التالي:

1/ ست حالات حمل لنساء غالبيتهُنَّ من فئات عمرية كبيرة وتزوَّجنَ من قبل، وتم مُعالجة هذه الحالات عُرفياً.

2/ أربع حالات حمل حدثت في مناطق التنقيب الأهلي عن الذهب.

3/ أربع حالات زواج بصورة رسمية بين أفراد من الجيش الشعبي وفتيات من المنطقة.

رابعاً: الزريبة الكبيرة:

لا توجد أي زريبة كبيرة في مقاطعة الريف الشرقي ولا حتى سجن في مقر الشرطة ولا الجيش. فقط يوجد “كرنك” صغير لدى الأمن المُضاد للحجز التحفُّظي في الجرائم الأمنية لفترة ساعات بغرض إتخاذ الإجراءات الأولية ومنها يتم التحويل إلى منطقة “أم دولو” أو رئاسة الأمن المُضاد في “كاودا”.

خامساً:

فيما يتعلَّق بمنع المواطنين من دخول مدينة “كادقلي” أو غيرها من مناطق سيطرة ما يُسمَّى بالقوات المُسلَّحة السودانية، فقد جاء ذلك بقرار من لجنة أمن المقاطعة بتاريخ: 15 أكتوبر 2023. ولا زال القرار ساري المفعول حتى الآن. وهذا بسبب تعرُّض المواطنين للإغتيالات بعد دخولهم مناطق سيطرة القوات المُسلَّحة. وهنالك حوادث كثيرة لمواطنين ذهبوا إلى مدينة “كادقلي” وتم إغتيالهم أو تعرَّضوا للحبس والتحقيقات وغيرها من المُضايقات بإعتبارهم قادمين من مناطق “التمرُّد”. وقرار منعهم من الذهاب إلى “كادقلي” هو قرار سليم وصحيح يهدُف إلى حماية مواطني المُقاطعة.

أخيراً:

هناك بعض الناشطين والكوادر السياسية لهم مواقف مُعادية للحركة الشعبية لتحرير السُّودان – شمال، وهذا حقَّهم وخيارهم. ويُمكن لأعداء الحركة الشعبية مواجهتها في مشروعها وبرنامجها السياسي ومواقفها المعروفة والمُعلنة. ولكن عرض مثل هذه الإدِّعاءات والترويج لها، أمر غير جيِّد، ويُمكن أن يُحدِث شرخ وفتنة بين المُجتمعات المحلية. وأرجو ان تكون دوافعهم فعلاً بريئة ولا علاقة لها بأي جهات تُريد تفكيك وإضعاف النوبة بزرع الفتن. فهل ما تكتبونه هو حقاً لمصلحة شعبكم؟ أم كيداً ضد الحركة الشعبية – شمال لتشويه صورتها؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.