حمدوك يرتكب خطأ تعيين عرمان (٣)

قوقادي اموقا

 

عرمان يحاول تشويه الحلو بالشيوعية وحق تقرير المصير يبدو أن عرمان أصيب بزهايمر سياسي انساه تاريخه السياسي ونشاته السياسية الشيوعية، ومحاولته في منتصف الثمانينات من شق الحزب الشيوعي وذلك مما يؤكد عقليته الخربة في الانشقاقات ومغادرة السودان والانضمام للحركة الشعبية، ولولا د. جون ويوسف كوه وحمايتهَما لاعتبر عرمان جاسوسا مرسل من نظام الخرطوم، وربما كان في خبر كان، وقد وصف عرمان بالمنشار (طالع ماكل نازل ماكل)، وذاك التآمر العرماني سيمه و مازال يستخدمة حتى الآن، وسيكون ضحيته د. حمدوك والثورة وحركته الاسفيرية.
ما ذكرناه عن الحزب الشيوعي كحزب تقدمي لا يعني نقده كليا، فهو حزب سياسي له دوره في الساحة السياسية أن اتفق معه الناس أو اختلفوا ولنا من الاصدقاء في حركات وأحزاب مختلفه بما فيها الحزب الشيوعي، ولكن من هو عضو صادق في الحركة الشعبية فهو عضو في حركة لها دستور ومنفستو وقاعده مختلفه عن الحزب الشيوعي، وفي السياسة يمكن أن تنسق أو تتعاون الأحزاب أو الحركات في مواقف موضوعية وهذا ليس عيب حتى في الغرب.
لكن عرمان حينما يروح له الدرب في الموية يصبح مهووسا ولا يدري ماذا يقول.
فعرمان قبل فصله من الحركة الشعبية وحسب تطلعاته التي ذكرناها سابقا، كل ما يريده هو تدمير قضية شعبي جبال النوبه والنيل الأزرق والحركة الشعبية التي اقترح من قبل تغيير اسمها مع زبانية له معروفين، وكان ذلك قبل فصله اي عام ٢٠١٣، كمحاولة لتدمير اسمها و قيادتها وتدميرها كليا، السؤال بعد فصله في ٢٠١٧م لماذا لم يغير اسم الحركة الشعبية؟.. العاقل يفهم…
طبعا في أمريكا أن تكون شيوعيا أخطر من أن تكون إسلاميا متطرفا، ولكن الأمريكان يعلمون طبيعة الحزب الشيوعي السوداني المختلفة، ويجتمع مبعوثهم معهم حتى في دارهم بالسودان. فعرمان الانتهازي حاول بانتهازية ضرب الحلو بالشيوعية وسط نشطاء وناشطات منظمات مدنية امريكية ونحن اعضاء معهم في منظمة  معروفة تضم أكثر من ٩٠ منظمة طوعية، ولها علاقات مميزة مع كل المؤسسات الرسمية بأمريكا وخارجها، عرمان اتصل ببعضهم وذكر لهم ان الحلو شيوعي ويجب عدم دعمه، فاتصلوا علينا في استغراب للتأكيد هل صحيح ما قاله عرمان عن الحلو ولما اوضحنا لهم تطلعات عرمان الهوسية، وردينا إليهم بسؤال هل د. جون قرنق شيوعي فقالوا لا، وهم يعلمون أن الحلو من ركائز الحركة الشعبية كما كان يردد د. جون قرن في حياته، في الاجتماعات الدولية. ولكن الكذبة العرمانية انقلبت عليه، وكانت احد اسباب الإدارة الأمريكية في عدم السماح لبعض الوفود أن تأتي إلى أمريكا، بل عليهم مقابلة المبعوث الأمريكي في أماكن تواجدهم، فالكذب عند الأمريكان جريمة كبرى قد تقود إلى خسارة رئيس في انتخابات أمريكية، ناهيك عن عرمان.
الغريبة أن عرمان يعتقد أن ما يقوله لمسؤولين في الغرب أو أمريكا يمكن تصديقه والعمل به، وخاصة الأمريكان الذين يهزون رؤوسهم ويبتسمون ويستقبلون ويودعون بحرارة ولكنهم يعرفون أدق التفاصيل والتاريخ ونشاط كل من يجتمعون معه عبر مؤسساتهم الأمنية المعروفه. ويحللون ما يقوله ضيفهم بعد مغادرته، وهذه مع الأسف لن يتعلمها عرمان من دكتور منصور خالد رحمه الله. ونعلم من هي الموظفة الصغيرة  في وزارة الخارجية؛ الامريكية التي يظن عرمان انه اخترقها و يتحصل على المعلومات منها…. ولكن هيهات!!!.
فعرمان الذي يسب الناس بالشيوعية للغرب وأمريكا، يشيد إشادة كبيرة بالحزب الشيوعي في لقاء البناء الوطني الأسبوع الماضي، الذي يقدمه كل سبت مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد، وهو نفس عرمان الذي امتدح برهان قبل أسابيع وكانت أول زيارة له بعد تعينه مستشارا إلى حميدتي في مكتبه ولكنه النفاق نفسه.
ويوم الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١، بعد تداعيات الانقلاب الأخير ، حينما حاول رجل الأعمال حجار والأستاذ محجوب محمد صالح تقريب وجهات النظر بين المدنيين والعسكريين في حديقة فيلا حجار، حضر خالد عمر (سلك) ومريم الصادق وعرمان، ودبلوماسي عربي كضيف شرف!! وانتظروا إلى الساعات الاولي من الصباح ولم يحضر من العسكريين احد ولم يجيبوا على التلفونات، وان صدقت فقد يكون عرمان السبب القوى في عدم حضور العسكر الذين ارسلوة يوما ما بطائرة لجوبا مغمض العينين  ويتذكرون لخبطته في التفاوض وشق الجبهة الثورية وخلق مسارات. بل وشق حركته الان وهنالك متابعة حتى في علاقته مع رئيسه عقار وحاكم النيل الأزرق أحمد العمدة وعدد كبير من عضويته التي وصلت حد عدم المصافحه والمطالبة باستقالته أو فصله، فهل تعتقد أن شخص كهذا يمكن أن يساهم في حل خلاف بين المكون المدني والعسكري؟ ومحاولاته التلاعب بلجان المقاومة وقحت وغيرها الشعب يدركها تماما. .
ولناتي إلى حق تقرير المصير كأحد أدبيات الحركة الشعبية في مفاوضاتها، وكحق أقرته الأمم المتحدة وبشروط انطبقت على شعب جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وابيي وشرق السودان ودارفور وغيرها من مناطق كثيرة في السودان، إذا استمر الوضع العنصري الآبادي الظالم. فعرمان ولمصالحه تحول ٣٦٠ درجة عن موضوع تقرير المصير رغم أنه كان من الداعمين له حتى بعد مشاكوس التي منحت تقرير المصير للجنوبيين. وفي مؤتمر كاودا الشهير الذي حضرة د. جون قرنق ومعظم قيادات الحركة الشعبية والأب فلب عباس غبوش، كان شعاره ” لنا حق تقرير المصير”، ولقد كنت من ضمن من كلف بإدارة المؤتمر، وأهم نتائج المؤتمر هو توحيد ثلاثة من أحزاب القومي السوداني واتحاد عام جبال النوبة في حزب واحد هو الحزب القومي السوداني المتحد بقيادة الأب فلب عباس غبوش، وأدار هذا الاجتماع المغلق للأحزاب  القائد دانيال كودي، وكلف القائد اداورد لينو وشخصي بكتابة البيان الختامي الذي قرأه لينو بصورة الهبت حماس و َمورال كل الحضور وخاصة النساء ، وفي جانب البيان الختامى للمؤتمر كلف القادة ياسر عرمان وشخصي لكتابته البيان الختامي واذاعته عالميا، وكان أهم ماورد فيه هو المطالبة بحق تقرير المصير، و في مخاطبته للحضور و أيضا في اجتماع حضره ٨ أشخاص أكد الدكتور جون قرنق أن النوبة لن يخذلوه في الشكلة والنضال ولن يخذلهم في الكلام أو التفاوض، وردد هذا الكلام في مؤتمر شعب النيل الازرق.
ولذلك يأتي الاستغراب أن عرمان غير صادق أمام المجتمع الإقليمي والدولي ولا المحلي (قصة قنبلة عرمان نموذج) ، وبالتالي لا يصلح كقائد سوداني، أو مستشار لدكتور حمدوك، وهو الآن في موقف حرج حتى داخل تنظيمه الذي يقوده عقار، ناهيك عن مجموعة جلاب التي سنخصص حولها مقالا لاحقا.

سنستمر في فضح المدعي عرمان.

ونواصل..
قوقادي اموقا
٢٥ سبتمبر ٢٠٢١م.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.