حريق الخرطوم
الاستاذة / غادة الحاج عبد القادر سليمان
ان الانسان لا يولد حرا فحسب بل مفطورا علي محبة النور عن الحرية والديمقراطية وما تعسر ذلك الشعب الذي يبتلي بحاكم ظالم لا يعرف القيم الإنسانية والحرية والعدالة والديمقراطية .
ان كل الذين جثموا علي سدة الحكم في البلاد علي مدي التاريخ الطويل قد اتخذو من انفسهم اوصياء الشعب استحوذوا علي السلطة وقدرات البلاد ومصائر الناس لذلك لم يحققوا سوي الظلم والتنكيل والحروبات والويلات والدمار والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاضطهاد والتشرد والدمار الشامل للبلاد ولذلك مارس الحكام الذين تعاقبوا علي الحكم بإسم العقائد والتمييز منذ الاستقلال حتي يومنا هذا الفساد بأنواعه حيث ممارسة الهوس الديني والطائفي وتضليل الجماهير بإسم الدين تارة وبإسم العروبة تارة والانتماء الجهوي تارة اخرى
ومن اجل استمراريتهم أنشاءوا العصابات الإجرامية المنظمة المتمثلة في الدفاع الشعبي والمليشيات وغيرها,وأخيراً كتائب الظل والدعم السريع كل ذلك لقهر كل طلاب الحرية والعدالة والمساواة و الديمقراطية والاستقرار الشامل,ولتنفيذ اجندتهم تم تركيز السلطة في الخرطوم في أيادي الطغمة الحاكمة , وللأسف الشديد وللأطماع بعد سقوط نظام المؤتمر الوطني الإسلاموعروبي وإستلام البرهان ربيب الإسلاميين والعروبة برزت خلافات عديدة شجعها فلول كتائب الظل واصحاب السطوة خرجت قوات الدعم السريع علي طاعة ولي امرها وكشرت عن انيابها وظهر المستور.
للأسف الشديد نجد ان ظاهر حريق الخرطوم ودور الإنتهازيين متمدد ومتواصل ما دامت العناصر الذين أحرقوا الخرطوم ويبحثون ويصرون علي جلب أدوات الدمار وتجنيد المجرمين والإرهابين للمساعدة علي ديموية الحريق
وهكذا فإن مسئولية حريق الخرطوم ودمار مكتسبات الشعب وضياع الأمن والإستقرار في البلاد تقع على عاتق كل الأنظمة التي إستمرت وأستغلت سطوتها وصنعت كل عناصر الإرهاب وسلبت كل مقومات الحياة وحقوق الانسان .
واخيراً نقول ان ديموية الحال من المحال وان الحروبات الدائرة والذين يدعمونها لا محال ستتوقف وان الضمير الانساني الحر المسلح بالعلم والمعرفة والتضحيات وحب الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ستنتصر لهذا الوطن والشعب ويذهب أولئك الطغاة والمجرمون الي مذبلة التاريخ