حتى لا تكون بأمر قادتها حصان طرواده

✍🏿 بقلم: باب الله كجور

 

الإدارة الأهلية إدارة عرفية تقليدية تأسست فى فترة الحكم الإستعمارى الإنجليزي المصرى من زعماء القبائل لتمارس سلطتها فى حيز جغرافى يضم مكونات متجانسة ودائرة إختصاص محددة بخارطة. فقد تأثرت الإدارة الأهلية كغيرها من المؤسسات والأجسام ذات الشخصية الإعتبارية بتقلبات الأوضاع السياسيه التي ظلت تتأرجح بين حكومات مدنيه منتخبة وعسكرية إنقلابية، وتعرضت خلال عمرها الطويل الممتد لمراحل قوة وضعف وإلغاء وتحجيم أدوار وتقليص سلطات وتقليل صلاحيات والتى بلغت ذروتها فى عهد نظام يونيو 1989 المباد الذي أفرغها من المحتوى وحولها إلى واجهة تنظيمة بعد أن كانت حاضنة شعبية وصمام أمان يغيث الملهوف ويطعم الجائع ويوفر الأمن، وصار الشيخ، العمدة، المك، الناظر والأمير ( أمير تسمية مستحدثة لها مدلول عقدى) أدوات لخلق الفتن بين الأسر والأفخاذ والبطون والعشائر مما أدى الى شرخ وتصدع فى الهيكل الإدارى فإذا أرادت الإدارة الأهلية تستعيد دورها ومكانتها وترد إعتبارها وتنفى عن نفسها تهمة الإنحياز لجهة أو فئة أو طرف من أطراف المعادلة السياسية فى الساحة عليها أن تتخلص من القيادات المشوهة والمسيئة لدورها ومكانتها، وأصحاب الرغبات والطموحات أو المآرب، وأن تختار جانب الحياد الإيجابى، وأن تقف على مسافة واحدة من الكل حتى لا تصبح بأمر قادته مطيه وحصان طرواده تتسلل عبرها الأجندة التى من شأنها تثبيت أركان حكم جنرلات إنقلاب 25 ديسمبر 2021 وترسيخ أقدام شركاء وأعوان البرهان وحميدتى وتسفيه أحلام شعب يتطلع إلى الحرية والسلام والعدالة وشباب وشابات يموتون يوميا بيد سلطة تخلت عن وظيفة من وظائفها الرئيسية والأصيلة هو حفظ أرواح وحياة المواطنين.

23 يناير 2022 الأراضى المحررة- تيما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.