جنوب النيل الأزرق : في ظل المعاناة

تقرير / بواسطة / عمار نجم الدين

———————————————

في إقليم النيل الأزرق، خيّم اليأس كظل دائم. تقف اثنان وأربعون مركزًا صحيًا خاوية من الأطباء، والأدوية ليست سوى حلم بعيد، مع بقايا قليلة متبقية على الرفوف. الملاريا – بلا رحمة ودون رادع – تفترس الأطفال، أجسادهم الضعيفة تذوي بينما أمهاتهم يحتضنونهم، يشعرون بثقل أيادٍ فارغة وأملٍ محطم. يوجد ممرض واحد فقط لكل 200 شخص، ومع ذلك لا يوجد طبيب واحد يجيب على النداء.

المساعدات الدولية ليست سوى همسة، تغطي أقل من 10٪ من الاحتياجات الملحة للمنطقة. وهكذا، يُترك الناس ليصمدوا بلا شيء تقريبًا، يصلّون ليالي الحمى واليأس. الأمهات يضعن وجوههن المبللة بالدموع على أطفالهن، صلواتهن مغموسة في الحزن وتوسلاتهن بلا إجابة، صرخاتهن تتلاشى في عالم منشغل بحروبه وهمومه الخاصة.

بينما تصدح أصداء الصواريخ البعيدة من غزة وجنوب لبنان وطهران، تتجاوز هذه الأرض المنسية – مكان تُرك في ظلام صامت، غير مسموع وغير مرئي. مياه النيل الأزرق، التي كانت رمزًا للحياة، تحمل الآن بذور المعاناة، قاتل صامت في مكان حيث الكآبة هي الشيء الوحيد المتوفر بوفرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.