جنسك شنو ؟!

 

مناظير – زهير السراج
[email protected]

بمناسبة موضوع القبلية الماشي اليومين ديل.. بتذكر مرة اعتقلوني ناس الامن في أواخر سنة ٢٠٠٥ بتهمة الاساءة لرئيس الجمهورية وتقويض امن الدولة والاخيرة عقوبتها الاعدام. قبل التحقيق بيسجلوا معلوماتك الشخصية. سألني العسكري قال لى جنسك شنو، قلت ليو سوداني، قال لى لا قبيلتك شنو، قلت ليو ما عندي قبيلة، وانا فعلا ما بنتمي لاي قبيلة وعندنا في اسرتنا الكبيرة كل القبايل موجودة .. قال لى كيف ما عندك قبيلة، قلت ليو ده الحاصل .. خت القلم وقعد يعاين لى بصرة شديدة مفتكر اني بتلاعب بيو .. قام نهرني يا زول قبيلتك شنو .. فكرت شوية وقلت ليو جعلي، على اساس انو يكون جعلي ويتعامل معاى كويس، لكن جاني احساس من طريقة تعابير وشو انو شايقي واكون دخَّلت نفسي في مشكلة، بسرعة قلت ليو لا ما جعلي، شايقي، قام هز راسو وعاين لى وشطب جعلي وكتب شايقي، قمت قلت يمكن يكون جعلي ما شايقي واتمقلب، احسن اختار حاجة في النص، قلت ليو لا ما شايقي دنقلاوي. خت القلم ونهرني يا زول انت حكايتك شنو مرة جعلي ومرة شايقي ومرة دنقلاوي، قلت ليو لا اصلو انا خلطة جعلي علي شايقي على دنقلاوي لكن اكتب دنقلاوي، قام هز راسو وكتب دنقلاوي وقال لى انت جنسك ما عارفو البتكتب ليها شنو !

“ذكر د. منصور خالد أن الرئيس الأسبق جعفر نميري زار كردفان في بداية السبعينيات بعد فترة من حل الإدارة الأهلية، وقوبل بحفاوة كبيرة، وارتفعت في حضوره العديد من الشعارات الداعمة لحل الإدارة الأهلية، وكان من ضمن الحاضرين لاستقباله (بابو نمر) ناظر عموم المسيرية، فأراد جعفر نميري أن يُسرِّي عنه بقوله: “ان شاء الله ما تكون زعلت من الهتافات بسقوط الإدارة الأهلية؟”، فأجابه الناظر الحكيم: “زي الهتافات دي لا بتودّي ولا بتجيب، انحنا عرفنا الإدارة الأهلية سقطت مما دخل القطر بابنوسة”.

يقول الاستاذ ابوذر الغفاري بشير عبدالحبيب في مقال جميل: “من المستحيل إلغاء القبيلة، فهي كيان حي ماثل لا يمكن استهدافه، وإنما يتعين الاستفادة منه، ومن الضروري منع استخدامه لتحقيق أغراض سياسية في دولة تنشد أن تؤسس نظاماً حكومياً حديثاً يقوم على الولاء للوطن وتغليب المصلحة القومية على مصلحة العصبية الصغيرة”.

ويضيف: “أعجبني التمييز الذي ذكره الاستاذ الجامعي د. (عبده مختار موسى) بين مفهومي القبيلة والقبلية ووضع كل منهما في سياقه الصحيح، فالقبيلة تشير إلى كيان تربط بين خلاياه عدة روابط تتعلق بأصل الدم واللغة أو اللهجة والعادات والثقافة، وهي وجود حقيقي لا يمكن إنكاره أو التقليل منه بحال، ويتعين النظر إلى خصائصه ومميزاته كإضافة إيجابية في نسيج الوطن الكبير بما يخدم قضية التنوع والتعدد، أما القبلية فتتعلق بعصبية تعلي من مصلحة القبيلة على كل مصلحة أخرى وتسخر قوتها لتحقيق لأغراض سياسية واجتماعية (إنتهى).

أختم بالقول، ان لدىَّ ثقة لا تحدها حدود بأن العصبية القبلية في بلادنا الى زوال إن شاء الله، خاصة مع وعى الاجيال الجديدة الذي يزداد كل يوم. كتب ابن شقيقى الطفل حمزة صالح السرَّاج (15 عاما) يقول:

السلام عليكم يا شباب انا اسمي (حمزه صالح السراج)، انا من امدرمان وعايز اتكلم في موضوع مهم جداً اللهو القبلية عندنا، “يعني شنو قبيلة؟”

شوف يا سيدي القبيلة هى العائلة الكبيرة الانت جايي منها (محسي)، (دنقلاوي)، (جعلي)، (نوباوي) ــ لكن لو ركزنا، كل القبايل دي بتجمعها جمهورية واحدة ومستقلة اسمها (السودان)، يعني احنا في الآخر كلنا سودانيين وكلنا ابناء وطن واحد، ولازم نغير التفكير والقبلية العملوها اجدادنا، لو نجحنا في الحاجة دي دي حتكون الخطوة الاولى لتنمية السودان، انا عايز من كل زول يمشي الفيس و يكتب بوست ( # لا_للقبلية)، ( # لا للسؤال _ إنت _ من _ وين)، ونفعل الهاشتاج ده، وان شاء الله هنصلح بلدنا وحنرجعها سلة غذاء العالم.
عاش السودان، عاشت الامة السودانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.