جريمة إستباحة العاصمة تتجاوز قدرة المشرع الضليع على تحديد عقوبتها !.
جعفر عبد المطلب.
لا اعتقد ان الذي حدث للعاصمة المثلثة حدث لاي مدينة ،وقعت فيها حرب المدن ،مهما بلغت اهوالها واوزارها !
لم يحدث في اي بلد أبتلى بالحرب مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها، ان غابت الدولة برمتها ،وتخلت عن مسؤوليتها في الدفاع عن الوطن ،وحماية ارواح المواطنين، وممتلكاتهم، واعراضهم وبيوتهم ، مثل ما حدث في السودان !
كيف تركت هذه الحملات المخططة والمدروسة والمنظمة من مرتزقة “ملاقيط ” أجانب وعصابات متخصصة في النهب والسلب والسرقة بقوة السلاح ، حتى تمكنوا من إفراغ العاصمة المثلثة من اغلب سكانها على مدي ثلاثة أشهر هذا امر غريب !، إما بالقتل او السلب والنهب أو الطرد من بيوتهم بقوة السلاح ،وقاموا بالسكن فيها ، ثم جاءت من بعدهم عصابات متخصصة فقط في حمل السيارات، ثم تركوا الابواب مشرعة فدخلها مجرمون من نوع آخر لحمل المتاع والاثاث والملابس !
ما من مبرر ولاسبب ولا مسوغ يمكن أن تتذرع به الدولة في فشلها المريع وعجزها الفادح في توفير الأمن والأمان لسكان العاصمة المثلثة، فلا يقل لي قائل إنها حالة الحرب، فليس هذا سببا مقنعا ! في كل الدول التي قامت فيها حروب المدن من حولنا ظلت الدولة باقية ،وبيوت المواطنين محروسة ، آمنة وسليمة !
هل في كل قوانين السودان القديمة والحديثة من مواد ونصوص من شأنها ان تتعاطي مع ما حصل للعاصمة وسكانها من جرائم وموبقات ! هل في مقدور اي مشرع مهما بلغ من العبقرية ان فكر اوقدر أن يات زمان تتم فيه إستباحة العاصمة المثلثة بهذه الوحشية والبشاعة حتى يضع لها قانونا ويحدد ماهية عقوبتها !
أي العقوبة التي تكفي هؤلاء الذين تركوا حبل العاصمة على غاربه لهؤلاء المرتزقة الاجانب من فاقدي الهوية والاوطان، والاسر ابناء العدم والجريمة والقتل المأجور الاوباش، الذين تمكنوا من نهب كل ما صادفهم في بيوت سكان العاصمة، ونقلوه الي دول افريقية، يعشش فيها الفقر وتتفشى فيها عمليات النهب والسلب والسرقة بالسلاح. أي عقوبة يا ترى ستشف غليل هؤلاء الضحايا الذين فقدوا الارواح والاعراض والمقتنيات والبيوت وشردوا الي بلاد لم يدخلوها من قبل !
اكاد أجزم ان مأساة العاصمة المثلثة تتجاوز في فداحتهاوقبحها ،قدرة اي شاعر او كاتب دراما او فنان تشكيلي او موسيقار او سينمائي او مسرحي، ليجسدها في منتوج إبداعي ! فقط الله وحده يعلم ما حل بسكان العاصمة المثلثة ، هو وحده القادر ان يلطف بهم ويتولاهم برعايته في صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية، ويردهم سالمين تامين الي بيوتهم مهما كانت خالية و ” مشلعة “
. اللهم آمين .