ثورة دارمساليت – قراءة معاصرة لثورات الجماهيرية

سنغو كجوكين

 

( مقال ١)

الضمير العالمي والحث الانساني تحركت بقوى بعد احداث دارمساليت الاخيرة (محلية كرينك) في يوم ٢٢ ابريل المنصرم التى راحت ضحيتها مائتان ونيف من مواطنين العزل الابرياء من الاطفال والنساء والرجال وكبار السن وفق بيانات هيئة محامي دارفور ووالى ولاية غرب دارفور وتطور احداث في مدينة جنينة يجعل امرآ مثيرآ للاهتمام وتعاطف العالمي والاقليمي ومحلي واصحاب الضمير الانساني الحي من كل ارجاء الارض دعونا ناخذ الامور وفق معطيات تاريخية وتسليط الضو عليها فأن جغرافية دارمساليت لها خصوصيتها التاريخية منذ الرعيل الاول او الجيل الثوري من اباء العظماء الذين قاتلوا ضد المستعمر الفرنسي كاعظم ثورات تحررية جماهيرية في العالم مثل معركة كريندق ودروتي الشهيرتين حتى توجت نضالاتهم بتوقيع اتفاقية قلاني الشهير الذي اعطت دارمساليت حق تقرير المصير ١٩١٩ حقيقة المغيبة في ذاكرة التاريخ السوداني وتمادي الصفوة المركزية (العربفونية) تغييب اثار الوعي الاسود النبيل او تاريخ البشري او الثورات الزنجية السوداء في السودان مازق الذي فرق السودان والسودانين فى شكل جماعات متفرقة متصارعة وسودانيات متعددة من صعوبة بمكان تشكيل وعي جمعي ومصير مشترك لتداعيات المركز في تقسيم السودانين على السادة / الاحرار وعبيد / الخدم واهل البلد / اي المتحضرون / واهل الريف المتخلفون للاسباب متعددة نجلمها في نقاط الالتقاء ؛

اولآ – اسباب تعود لتكوين الدولة منذ بداية تشكلها حيث اعتمدت على الاحادية الثقافية ومعيار الثقافة الواحدة مما جعل المركز يفرض هوية واحدة ولغة واحدة ودين واحد في بلد متعدد الاديان والاعراق واللغات

ثانيآ – تشكل الوعي الثوري لدى الشعوب المهمشة ثقافيآ بشكل خاص وتنمويآ بشكل عام مما جعل المركز يراوده احساس بالخطورة حيث يتزحزح وضعه التاريخي ويتحطم ادوات سيطرتها وينهار ابنية الدولة التقليدية مما جعل المركز يستعين بمليشيات من خارج السودان (نيجر ؛ مالى ؛ تشاد ؛ نيجيريا) تحت مسمى القوات الصديقة (مليشيات فزاعة) وفق وصف محمد جليل هاشم فى احدى ندواته وقبلها قوات مراحيل في جنوب السودان سيئة السمعة من قبائل الحزام المتأخم لجنوب السودان

ثالثآ – تاثير الوعي الاسلاموعروبي لمفاصل السلطة في السودان (الحكومة المركزية) مما جعل شرط قبول الاختلاف من صعوبة بمكان وبنفس المعايير شرع في تكوين تحالفات واسعة مع مجموعات ذات اصول العربية على حساب المجموعات الاخرى اخرها مليشيات قبلية ذات خلفية عربية(مليشا جنجويد) من اخشام بيوتات عربية محاميد نكوذجآ وهندستها باسم قوات دعم السريع من قبل الحكومة المركزية وتيارات ثورية التى وقعت سلام جوبا، سلامآ لم يستفيد اهل الهامش سوى الحرب والدمار وسرقة موارد الهامش السوادني عبر شركات مملوكة لمليشيا الجنجويد(الدعم السريع – شركة الجنيد) الحرب المفروض يجعل اهلهم يسقطون اشلاء واحدآ تلو اخرى دون ادنى حماية من حكومة ولاية غرب دارفور في وقت والى نفسه من ابناء دارمساليت مما يجسد فلسفة عبيد المدن والحقول وفق تنظير مالكوم اكس ؛ لذلك نجزم امرنا بأن خميس كدنج نموذج سئ لعبيد المدن ولا يوازي مواقف المحامي العظيم والثورى النبيل محمد عبدالله الدومة قانوني الضليع

رابعآ – الارض المحروقة والاستيطان والتغير الديمغرافي (ثالوث الجهيم ) شرعت حكومة المركزية في طمس الهويات الثقافية والمعالم الاثرية التاريخية للشعوب الاصيلة وصلت حد الابادة الجماعية والتطهير العرقي في سبيل نفي العناصر الزنجية من الوجود وما يحدث في كرينك ومسترى وجنينة ومناطق اخرى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق امتداد مفاهيمي لتطبيق مشروع مخطط مسبقآ وبعناية فائقة لذلك تصدى لتلك سياسات وتوجهات الاحادية الثقافية والتحرر الثقافي واللغوي عامل مهم لتشكل انسان يعبر عن كينونته واناه الذاتية بشكله الطبيعي واعادة مسار التاريخ الطبيعي وفق رؤى كوامى تورى لذلك وفق تقديري ثورة دارمساليت نموج معاصر لثورات تحرر الجماهيرية ويجب على شعب دارمساليت اخذ نماذج ثورات تحررية مثل ثورة الناميبية والانغولية وغينيا بساو يجب علينا التحرر من اغلال العبودية الذهنية والفكرية والتبعية العمياء لنشحن نضالنا رصيدآ من الطاقة الحيوية والايجابية لمزيدآ من الصمود والنضال فشعبنا الرافض للظلم لن يعود مرة اخرى للوراء وسوف يحقق النصر عاجلآ ام اجل

“”فالاسلاموعروبية بات عامل المؤثر في صراعات دارمساليت نموذج قائم على سياسة عرب الاحرار مقابل عبيد الخدم – العب – امباي بسب معانة هؤلاء المليشيات الاسلاموعروبين وانفصامهم ما بين مواقفهم الايدلوجية واشكالهم الظاهرية العيانية مما يجعلهم يعانون امرين من عقد النفسية ومرض الغارة ذات تاريخ ملئ بصفحات غاتمة جراثيم تخلف في قرن الحادى والعشرين وموروث من مورثات اصور غابرة في القدم من البربرية والبدوية والهمجية

لكيما نجعل من المقال متوافق مع تحليل اعلاه وعنوان المقال نجمل قولآ بأن نموذج دارمساليت انبل لطالما يحركهم حنين والانتماء السامى لذاكرة تاريخية مهمة من تاريخ حركات التحررية في السودان وعموم افريقيا لذلك رفض الاستيطان والاحتلال الممنهج ومشرعن من قبل الحكومة المركزية يجعلنا ندعم بصدق خطوات تقرير المصير وفق بيان مجلس فرش دارمساليت اذا حزفنا الجزئية الاخيرة الذي يتأسف كاتبي البيان انجرارهم وراء حق تقرير المصير والحقيقة الاسلم حق تقرير مصير حق انساني لا يقبل المساس فالمرؤ يجب عن يكون حرآ ويجب عليه ايضآ التحرر بصدق من اغلال العبودية الفكرية والذهنية والسيطرة المركزية

ختامآ
يجب علينا (كشعب دارمساليت) التحرك بقوة وبشكل اقوى من اي وقت مضت في سبيل تحرير دارمساليت وضرب اطماع الجنجويد ضربة ضربة ووحدة المصير عامل حاسم لكل الذي يعانون نير الحرب المفروض وليس لدينا ما نخسره سوى اغلال العبودية والتبعية وفهلوة واستهبال المركز فالثورة مستمر والنصر اكيد

والمجد للرفاق في درب الاسود النبيل دمتم سالمين ومنتصرين ولنا في الحديث بقية وحتمآ نعود

٢ مايو ٢٠٢٢

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.