تفوق خطاب المركز التعبوي ..!

✍️ سامح الشيخ

 

كتبت الأستاذة عائشة البصري والتي كانت قد عملت سابقا ناطقا رسميا باسم بعثة حفظ السلام الاممية بالسودان وهي من المغرب . كتبت في احد مقالاتها (بالرغم من أن نظام البشير ظل طوال عقود يمارس على أهالي دارفور شتى ضروب التنكيل والإبادة الجماعية باسم التعالي العروبي المقيت.)

كتبت الأستاذة عائشة البصري هذا الاقتباس ما بين الأقواس منتقدة صمت المثقفين العرب عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية .

كما كتبت أيضا في اخر مقالاتها

(على عكس ما تروجه الرواية الرسمية التي تلخّص مأساة دارفور في مواجهة مسلحة بين الحكومة والحركات المتمرّدة، قاد النظام البائد ثلاث حروب في هذا الإقليم المنكوب، وفي آن واحد. بالإضافة إلى الحرب المُعْلَنة التي خاضها ضد المتمرّدين، فقد قاد حرباً عنصرية استهدفت القبائل غير العربية، راح ضحيتها ما يزيد على 300 ألف مدني، وشرّدت الملايين داخل البلاد وخارجها.)

 

هذه هي الأستاذة عائشة البصري التي قدمت أروع أنواع الشجاعة بالمجاهرة برأيها مما ادى بها للتضحية بوظيفتها الاممية المرموقة وما زالت حرة تقول رأيها بشجاعة وتعري وتفضح تواطؤ المنظومة الدولية وعدم إنصاف الضحايا. كما هي أيضا ومن ناحية أخرى تعري عقليتنا التي تهرب من الواقع وتستسلم لخطاب المركز الذي يسيطر بالعنف عبر ازدواجية عربي ومسلم ونحن نرفض فكرة أن الصراع هو صراع عرب أفارقة في شقيه الحالي وقبل انفصال الجنوب عبر أيديولوجيا الجهاد الاسلاموعروبية والذي يسمى محليا عرب زرقة لكن يجبن كثيرين من تسمية هذا المسمى الحقيقي للمشكلة بالسودان رغم أن الضحايا يؤكدون هذه الحقيقة.

 

لن يقوى خطاب الهامش مالم يقر بفشل محنته عبر بحثه المستحيل عن وحدة هامش بدون ايدلوجيا مقابلة الأيديولوجيا العربية الإسلامية أن الهروب من أن أسباب الصراع ليست أسباب ثقافية يجعل من الصعوبة بمكان وحدة المهمشين السودانيين فالخطاب الايدلوجي العربي الإسلامي يوحد المركز دون جهوية أو اثنية على اساس جميع المكونات العربية الإسلامية لذلك يكمن ضعف خطاب الهامش السوداني في انه يبحث عن وحدة اقاليم مهمشة واثنيات مهمشة تعيش مع أصحاب امتيازات من نفس الإقليم حصلوا على امتيازاتهم من واقع أنهم عرب ومسلمين والآخرين اما زنوج أو مسلمين زنوج أو علمانيين وهذا هو سبب الحرب لذلك تجد أن أصدق خطاب مركزي هو الذي يدعو لوحدة جميع المكونات العربية الإسلامية بالسودان ويستطيع تعبئتها بسهولة ضد الآخرين وهذا هو ما يسمى خطاب أهل القبلة بالسودان وهم الذين لهم اشواق للدولة الإسلامية العربية أو كما أسموها الدولة المدنية وهم يملكون ويسطيرون على الامتيازات بالسودان وإن بدا أن هناك مكون جهوي هو المهيمن على الثروة والسلطة. واهل القبلة كما وصفهم من قبل مسؤل أهل القبلة بالحركة الإسلامية بولاية الخرطوم من قبل

“ عباس الخضر قائلا في مؤتمر صحفي عقدته الحركة بمنبر سونا “لدينا اهتمام بكل السياسيين وهم موجودون في أهل القبلة حتى الشيوعيين لو دايرين. وأكد الخضر استعدادهم لاجراء حوار مع حزبي البعث والشيوعي وأضاف: “ماعندنا قشة مرة والشيوعيين يصلون ويصومون ويتزوجون على طريقتنا، وهم جزء من أهل القبلة ولا نعتبرهم كفار.. ومن قال غير ذلك فقد أخطأ”

 

على المهمشين السودانيين تبني فكرة الدولة العلمانية والمواطنة المتساوية وإن لا يكونوا جزر معزولة عن بعضهم البعض فهذا يوحدهم على مستوى كل السودان ليثبتوا أن يبحثون عن التعايش مع الاخر ند الى ند وانهم ملوا من الإذعان والقتل على اساس الهوية والدين وإن ما يجمعهم مع كتير من السودانيين الاخرين برغم من أنهم عرب ومسلمين لانهم يطالبون بعلمانية الدولة وبالتالي يطالبون بهيكلة الدولة على اساس تنوعها المعاصر والتاريخي بعدالة وهذا هو خطاب الهامش القوي الذي يقارع خطاب المركز حجة بي حجة وانهم ليسوا اثنية أو جهة بل هم مواطنيين احرار موجودين في جميع أنحاء السودان وتجمعهم الفكرة والمطالب المشتركة بحثا وامل في التعايش على اساس المواطنة المتساوية وانهم ينوبون عن بعضهم ويمثلون بعضهم البعض ولا يمكن أن يمثلهم من اشترك معهم في الاقليم أو حتى جمعته بهم الاثنية لانه في حال رفضه التعايش على اساس المواطنة والحقوق المتساوية و علمنة الدولة هو يمثل اخرين من شتى أنحاء السودان ممن يعرفون أنفسهم باهل القبلة و يتفق معهم في احاديتهم الثقافية . وهذا هو معنى العيش المشترك على اساس متنوع ومتعدد لذلك على المهمشين السودانيين الباحثين عن دولة المواطنة التي تحترم تنوعهم البعد عن التحالفات السياسية التكتيكية التي تضم أهل القبلة وإن يكون الاستراتيجي لديهم مبدا لا يمكن التهاون به ولا يعميهم عن ذلك اي تكتيك وإن كان به مصلحة آنية .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.