تفاصيل إنتهاكات جنوب دارفور فى تقرير المنسقية العامة للنازحين

 

المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين

تقرير || حول الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بولاية جنوب دارفور

25 ديسمبر 2022

تواصلت الإنتهاكات الممنهجة ضد حقوق الإنسان بجميع صورها، في دارفور وخاصة شرق نيالا عاصمة الولاية في مشاهد متكررة، إن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، تعتبر هذه الانتهاكات إمتداد لمسلسل جرائم القتل والإغتصاب والإختطاف والسلب والنهب والحرق والتشريد والتهجير القسري، التي لم تتوقف مليشيات الجنجويد عن ارتكابها بصورة ممنهجة، بإعتبار ذلك جزء من مشروعها الإستيطاني في مناطق النازحين واللاجئين.

إن هذه اﻻنتهاكات البشعة تجري على مرئى ومسمع القوات الأمنية السودانية، التي تتمركز بالقرب من مناطق الأحداث، لكنها لم تتحرك لوقف هذه الجرائم البشعة التي لم يتحملها كل ذي ضمير إنساني، أرجو من كل الجهات ذات الإختصاص إعادة النظر إزاء هذه الجرائم اللإنسانية.

أما الأوضاع الأمنية بدارفور، لا تزال تشكل خطراً دائماً علي حياة جميع النازحين والمواطنين، وتنذر بوقوع كارثة إنسانية، لا يُحمد عُقباها، في الوقت الذي ترعى فيه أطراف داخل الحكومة الإنقلابية، (ملشيات الجنجويد) سيئة الصيد، بالتمويل والتزويد بالعتاد الحربي، والدعم اللوجستي، الأمر الذي يشجعها على ارتكاب هذه الجرائم التي يندى لها الجبين الإنساني، وتتم هذه البشائع بطرق مختلفة ويومية وبكثافة، وتلك تعكس حالة الإنحطاط الأخلاقي التي وصلت إليها من هو أعلى في سلم السُلطة في البلاد، والتي تجعلهم يتمادون ويشجعون المنحطين أمثالهم على إفتعال الفوضى الخلاقة التي تؤنب انتهاكاتها الضمير والوجداني الإنساني.

هذه الجرائم ترتقي إلي جرائم (الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب)، التي بدأت منذ عام 2003، وما فتئة مستمرة حتي الآن.

فيما يتعلق بالأحداث الأليمة التي وقعت صبيحة الجمعة 23 ديسمبر 2022، في قرى شمال وجنوب شرق بليل بولاية جنوب دارفور، خلفت اوضاعاً إنسانية صعبة وبالغة التعقيد، وحيث بلغ حتى اللحظة عدد الشهداء 12 شخص و42 جريح بينهم أطفال ونساء كبار سن وقيادات أهلية وعدد من المفقودين.

ونشير إلى أنه تم العثور على تلاثة مفقودين اليوم الأحد 25 ديسمبر 2022، بينهم طفلة، وواحد مقتول في قرية «قشطير» شرق بليل، والثالث حالته سيئة، تم نقلهم إلى مستشفى نيالا، كما بلغ عدد القرى المحروقة 12 قرية وأكثر من 9 منهوبات، ولا يزال حصر القتلى والجرحى والمفقودين جاري، أما جهود الحكومة الإنقلابية فلا تزال فاشلة في توفير الممرات الآمنة للمواطنين للنزوح إلى نيالا وبليل.

فيما يتعلق الجانب الإنساني، هناك مئات الأسر وصلت إلى مباني محلية بليل، ومعسكر دريج للنازحين تم إيواءهم في المدارس، وبعض العوائل توزعت مع أهلهم في سناتر مختلفة في معسكر كلمة للنازحين، ومدينة نيالا في منازل الأسر، وآخرين لا يزالون عالقون، نسبة لخطورة الطرق وانتشار المليشيات في الشوراع المؤدية إلى نيالا وبليل، ويحتاج هؤلاء الضحايا لخدمات إنسانية طارئة تتمثل في الأكل ومياه الشرب والكساء والمأوي والدواء والعلاج، والأغطية وذلك لظروف فصل الشتاء البارد، وخاصة وأن من بين هذه الأسر، فئات الأكثر حوجة، «أطفال ونساء وكبار السن وذوي الإعاقة».

الآن، حكومة جنوب دارفور، تراهن على إبقاء العالقين في أماكنهم الخطيرة، وإجبار الذين نزحوا للعودة مرة أخرى إلى قراهم المنكوبة، وذلك ليتسنى لها اكمال مشروع التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي الذي بدأه المخلوع عمر البشير، بإبادة السكان الأصليين جماعياً، وإبدالهم المستوطنين الجدد الذين بالفعل يسيطرون على أراضي النازحين واللاجئين.

إن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، تجدد الدعوة إلى الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، للإطلاع بدورهم في حماية النازحين واللاجئين، وجميع مواطني الإقليم المنكوب، والعمل الجاد بتطبيق القرارات الخاصة بالوضع في السودان، وتنفيذ المعاهدات والاتفاقات الدولية، ونحذر جميع الجهات ذات الصلة بالشأن السوداني، من مغبة تجاهل نداءات ضحايا الحرب فيما يلي الحماية وتطبيق العدالة والإنصاف والإغاثة الإنسانية.

آدم رجال
الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين [email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.