تعليق على مقال ” ابراهيم اسحق ” و مجاملته لـ رشا عوض
كتب / على كمنجة
كتب إبراهيم إسحق أبكر ، مقال بعنوان ( تعليق على نقاش عبد العزيز الحلو ورشا عوض رئيسة تحرير صحيفة التغيير الإلكترونية .. ) ، قبل ان ندخل في محتوى ما كتب ، نتساءل ، من هو إبراهيم إسحق أبكر ، هل هو إسم لشخص حقيقي وموجود ، أم هو إسم مستعار ؟! فكل من يخفي إسمه ويكتب بأسم مستعار ، في الغالب هو شخص ” مشوش الافكار” او كما يقول الفرنجة ” he don’t know what he talking about “ ، ولذلك يضع إسم مستعار ليكون بمثابة ( باب للطواري ) ينسحب عبره من النقاش في اي وقت متى ما دعت الضرورة ، فلن يعرف احد من هو ؟! ومن اين اتى؟! والى اين ذهب ؟! ومهما يكن ، فان التخفي خلف اسم مستعار يقلل من مصداقية الكتابة .
ذكر المدعو إسحق في مطلع مقاله ” كتبت الأستاذة رشا عوض بأن حركات دارفور لا يمكن وصفها حركات ثورية ، فرد عليها القائد عبد العزيز الحلو بسرد تاريخي عن حركات الاحتجاج في الهامش ” . علماً بأن المقال الذي نشره القائد / عبد العزيز ادم الحلو ، بعنوان “من الذي صنع حركات الكفاح المُسلَّح في دارفور؟” لم يكن لا من قريب او بعيد رداً على انتقاد رشا عوض للحركات المسلحة التي ظهرت في مشهد دارفور بعد الالفينيات ، ، هذه الحركات لها كوادرها وعضويتها هم احرص من القائد عبد العزيز الحلو للرد على هجوم وانتقادات رشاء عوض. مضمون المقال الذي كتبه عبد العزيز الحلو كان حول ما ذكرته رشا عوض عن ( عدم وجود ثورة في دارفور) ، ولا اريد ان اكرر هنا ما ذكره الحلو بخصوص هذه النقطة ، لكن قطعاً ان ما ذهبت اليه رشا عوض كان مجافياً للحقائق ، حيث لا ينططح عنزتان بان الثورة و حركة المقاومة الشعبية ضد دولة 56 ظلت جزوتها قائمة ومتقدة في معظم المناطق المهمشة في السودان منذ الاستقلال ، في دارفور وشرق السودان وجبال النوبة والنيل الازرق ، فقد عبًرت مجتمعات هذه المناطق عن مقاومتها بطرق ووسائل مختلفة ، لكن جميعم كانوا يحتجون على اختلال بنية الدولة التي نشأت في السودان بعد الاستقلال ، وقد تناول هذا الموضوع عدد من الكتاب ، كيف ان هذه الشعوب قاومت القهر والاقصاء والظلم الذي مارسته الحكومات المختلفة ، وبالتالي فأن اطلاق الحديث على عواهنه ، بأنه لا توجد ثورة في دارفور ، هو حديث ينكر ويتجاهل حقائق الواقع ، وينقل تصور خاطئ عن ما يجري في السودان ، ونحن في وقت في اشد الحوجة الى إعلاء تاريخ المقاومة الشعبية ، كتجارب نستفيد منها في سعينا الى تأسيس دولة جديدة ، بدلا من التعامل بعقلية الإقصاء والتقليل من الجهود التي قام بها الاخرين .
ذكر المدعو اسحاق في فقرة اخرى من مقاله “هذه الحركات ليست على صلة بقيم العصر الإنسانية، ليست ذات صلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمؤسسية والشفافية والمحاسبية. ولهذا ايدت بلا اختشاء وبلا احساس بأي ذنب انقلاب ٢٥ أكتوبر. وسبق وشاركت غالبها نظام الإنقاذ الاجرامي في السلطة؛ وتشترك الحركة الشعبية باعتبارها الحركة الام مع هذه الحركات في هذا النقص القيمي الفادح ” . انتهى الاقتباس
بخصوص هذا الاقتباس الاخير ، اقل ما يمكن ان نقوله ان الكاتب ” حاول بائساً ” أن يهاجم الحركة الشعبية ، لكنه وقع في شر اعماله ، حيث قال ” حديثاً جزافا ” والجزاف يعني الظن والتخمين بمعنى ألقى قوله جزافا دون تريث ومعرفة .
الحركة الشعبية تمتلك رؤية واضحة منذ تأسيسها وهي إعادة تاسيس الدولة في السودانية على اسس جديدة ، اهمها توافق وتعايش الشعوب السودانية على اساس المواطنة دون تمييز بسبب الإنتماء الاثني او الديني او الثقافي اواو.. الخ ، وهذا يعتبر اس الديمقراطية وحقوق الانسان ، التي ذكرها الكاتب واشرنا اليها في الاقتباس اعلاه . اهم ما يحسب الى اتفاقية نيفاشا التي كانت الحركة الشعبية طرفا اساسيا فيها ، انها حققت نقلة كبيرة على مستوى الوعي والممارسة في هذا الصدد ، ولا اعتقد اننا مخطئين اذا قلنا ان اتفاقية نيفاشا ساهمت مساهمة كبيرة في وضع مسألة المواطنة في قلب اجندة السياسة في السودان ، ووفقاً لإتفاقية نيفاشا مارس السودانيين الجنوبيين حقهم في تقرير المصير وهذا في تقديرنا يصب في مصلحة تعزيز قيم وثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان في السودان ، هذا ما ناضلت الحركة الشعبية لتحرير السوان من اجله ، وما انجزته كمكاسب للشعوب السودانية خلال الفترة التي كان فيها القائد عبدالعزيز الحلو نائباً لحاكم جنوب كردفان ، وهو ما يحسب لصالح الحلو وليس ضده كما حاول ان يفعل ذلك المدعو اسحق ، عندما ذكر في مقاله ” لم يجد الحلو سابقا اي حرج في أن يكون نائبا لأحمد هارون” ، او كما يعتقد هو بحسب انه لا يرى ابعد من ارنبة انفه .
فيما يتعلق بموقف الحركة من انقلاب 25 اكتوبر ، حاول الكاتب ان يصور الحركة بأنها دعمت الانقلاب ، مشيراً الى حديث ادلى به الحلو في لقاء مسجل مع الاعلامي شوقي عبدالعظيم ، ذكر فيه ان اولئك الذين ينتقدون توقيع الحركة الشعبية على تفاهمات مع تحالف الحرية والتغير ” الكتلة الديمقراطية ” هم يتمسكون ” بالقشور ” ويتجاهلون ” لب القضية ” ، في سياق تعقيبه على ما يردده البعض ، عن كيف توقع الحركة الشعبية مع مكون كان من الداعمين لإنقلاب البرهان !! . في هذه الفقرة حاول الكاتب ان يزايد على الحركة الشعبية ، ويشكك في مواقفها ، فهل يعلم هو ان الحركة اصدرت بيان بعد 3 ساعات من إذاعة بيان البرهان اكدت فيه ادانتها للانقلاب ودعمها للإنتقال الديمقراطي والثوار في الشارع ، وتمسكها بأهداف الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة ، جاء في مطلع البيان ” الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال تدين الانقلاب العسكري الكارثي وتدعو الشعوب السودانية لمقاومته سلمياً ” بل ذكر الحلو في ذات اللقاء ان انقلاب البرهان هدفه الاساسي كان التنصل من اعلان المبادئ الذي وقعه عبدالعزيز الحلو مع البرهان في 28 مارس2021 ، فكيف يستقيم ان تدعم الحركة خطوة هي في الاساس ضد مكاسبها التي حققتها .
الشئ الاخر ، يتحدث الجميع الان عن ضرورة التوافق بين مختلف القوى السياسية التي شاركت في إسقاط نظام البشير ، كل الكتل الموجودة في الساحة الان سوى الحرية التغير ” المركزي ” او الحرية والتغير ” الكتلة الديمقراطية ” و العسكرين والمبادرات الاخري تُجري تفاهمات وحوارات فيما بينها ، بعضها في العلن وبعضها في الخفاء ، ومعلوم ان كل هذه المكونات في نهاية المطاف ستكون جزءاً من الحكومة الانتقالية المتوقعة قريباً ، فلماذا يتضجر البعض عندما تفعل الحركة الشعبية ذات الشئ ؟!، اليس من حق الحركة ان تجرى حوارات وتفاهمات مع كل المكونات الموجوده على الساحة كما تفعل التنظيمات الاخرى ؟! . والاهم من ذلك ، في الوقت الذي وقعت فيه الحركة مع تحالف الكتلة الديمقراطية ، التي يُزعم انها دعمت انقلاب 25 اكتوبر ، كان معظم القوى السياسية قد توصلت بالفعل الى تفاهمات واتفاقيات مع اصحاب الانقلاب انفسهم ( العسكرين ) ودوننا الاتفاق الإطاري وغيره ، فمالكم كيف تحكمون ؟!
وكما ذكرنا في مطلع هذا المقال ، ان الهدف الاساسي الذي تناضل الحركة الشعبية من اجله ، هو تاسيس عقد اجتماعي جديد بين مؤسسات الدولة والشعوب السودانية ، يقوم على مبدأ المواطنة كأساس للحقوق والواجبات ويرتكز على قيم العدالة والديمقراطية والحرية والسلام ، وهذا لا يتاتي الا من خلال الحوار والنقاش مع كل الاطياف السياسية والاجتماعية الموجودة في السودان ، واخيرا نقول لـ ابراهيم اسحق ابكر ، يمكنك ان تجامل رشا عوض كماء شئت لكن فضلاً لا تزايد على احد .