تسييس المناهج.!!

شمائل النور 

 

أكبر جرائم الإنقاذ أرتكبت في التعليم، وطالما لا سبيل للمحاسبة فالحق يعود بإنقاذ التعليم بإصلاح المناهج أولاً وإصلاح السلم التعليمي وتأهيل المدرس وبيئة التعليم، وذلك لن يتأتي إلا بميزانية مستحقة تضع بند التعليم متقدماً أعلى الميزانية.

حكت إحدى الأمهات قصة لخصت حال التعليم في عهد هوس الإنقاذ، تقول الأم إن طفلها الذي يدرس في الصف الخامس أساس دخل في نقاش مطول مع مدرسته في الصف، المدرّسة كانت تتحدث في الحصة عن مناطق العورة، فأشارت للتلاميذ إلى مكان العورة عند الرجل، ومضت في الشرح، أما المرأة فكلها عورة، من رأسها حتى قدميها، احتار الطفل، ودخل في نقاش مع مدرسته، خلص النقاش إلى أن رفض الطفل حديث المدرسة ولم يقتنع به، وقال لها ما يعرفه أن (ماما ما عورة).

المعارضة الشديدة التي صاحبت تغيير المناهج وعلى نحو خاص كتابي التاريخ والجغرافيا على مستويين، الأول ينطلق من منطلقات مهنية بحتة وهي ما ينبغي أن تكون في وضع الاعتبار.

أما المستوى الثاني والذي يسيطر على المشهد ينطلق من منطلقات سياسية بلبوس الدين وقد عبر عن هذا المستوى بعض رجال الدين والذين انتهج بعضهم التحريض المستمر من على المنبر ضد كل ماهو مرتبط بالثورة مستنجدا بشكل درامي علني أو مبطن بالمكون العسكري (المسلم) لينقذ له الدين من أيدي المكون المدني (الكافر).

أما البعض الآخر والذي ظل ينتهج السفاهة من على المنبر فهو عكس تشوهات أخلاقية ونفسية مترسبة، فهذا يستحق العلاج سريعا لا الرد عليه هجوماً، لأن هذا الخيال الجنسي الواسع في صورة طفلة في غلاف كتاب لا ينتج إلا جرائم اغتصاب الطفلات والأطفال.

معركة المناهج قديمة، والإقرار على خطل مناهج الإنقاذ جاء على لسان أبرز قياداتها.  في حديث نشر في صحيفة الرأي العام عام 2016 تحدث مصطفى عثمان إسماعيل عن الحاجة لمراجعة المنهج التعليمي من الابتدائي وحتى الجامعي لخلق مُجتمع قائم على الأخلاق نعم قالها “الأخلاق” وقال “إن صورة التعليم بالقطيع خلقت شبابا غير قادر على التفريق بين الصالح والطالح ويجب تشجيع التعليم باستخدام العقل”.

وقبل مصطفى عثمان كان عراب ثورة التعليم العالي؛ إبراهيم أحمد عمر يجأر بالشكوى أمام أعضاء حزبه خلال مؤتمر حزبي إذ وصف المناهج بـ “الحشو”.

المعركة ضد القراي لن توقف المعركة ضد التغيير والتي تبدأ من التعليم، ذهب القراي أو بقي في موقعه التغيير حتمي.

ابتداء ينبغي وضع قضية المناهج في موضعها المهني البحت وإخراجها من بؤس السياسة وتصفية الحسابات بين القوى السياسية المحنطة غيرالقادرة على تغيير خطابها.

تعليق 1
  1. عباس عبدالله ابراهيم يقول

    هكذا، ماقام له الدكتور القرآني هو السبيل الوحيد الذي يستطيع يخرج به الشعب السوداني إلى بر الأمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.