تسعة طويلة في التحليل (3-2).
✍🏽: حذيفة شنكران
الظلم قد يذهب بنا إلى جحيم الدنيا عمداً تكبلنا النفوس غابت شروق الشمس.
القارئ الكريم مواصلة لموضوعنا عن إحدى الجرائم المفتعلة فى الدولة السودانية والتى قد بينا فى المقال السابق أن هناك قسم من الأقسام الخاصة بإفتعال الأزمات بجهاز الأمن والمخابرات، أضف لذلك أن الساسة باتوا يلعبون على هذه الأوتار (إفتعال الازمات وإيجاد الحلول)وهذه ضمن الإستراتيجيات العشر للتحكم فى الشعوب والتى تحدث عنها الفيلسوف ناعوم تشومسكى، إذ أن الحكومة تصرف الشعب وتلهى الشباب وتغمرهم فى ظلام دامس لكى تسيطر على الساحات وتعيد إنتاج الفرد فى طاعتها.
في المقال السابق تحدثنا عن كل الإشارات والدلائل على أن الظاهرة الإجرامية المنظمة من الحكومة للنيل من الشعوب وتصفية الحسابات السياسية ليست وليدة اليوم، خاصة وأن ما فعل لأخوتنا الجنوبيين من كل أنواعها باتت تمارس اليوم على الشعوب المقهورة كما إستحدثت في أشكال مختلفة وخطيرة مما قد يعبد الطريق لميلاد وعى تلك الشعوب للمطالبة بفك القيود ومما يمكن أن يولد أجنة بأسنانها الدولة السودانية.
تسعة طويلة كما اسلفنا سابقا عن أسبابها التى تمحورت حول تراكم القهر والظلم والإضطهاد الممنهج ضد الشعوب المهمشة وكنوع من نتاج التراتبية الإجتماعية والفوارق الإقتصادية التي صنعت بفعل الحكومات المتعاقبة ولا زالت تواصل حكومات اليوم مما يجعل الفرد المقهور والمعدوم أرضية خصبة لمسارح الجريمة البسيطة والمفتعلة، خاصة أن الحكومات فى السودان بتعمد منها لم تقم بإنشاء مراكز إصلاحية لتعمل مع السجون (السجون والإصلاح) بل عملت على أن تسجن دون أن تصلح وتحول طاقة المسجون السلبية للإيجابية بفتح مراكز تدريب مهني والتعليم الأكاديمى والحرفى للمساجين ،وكل ذلك يجعل العود او التردد للسجون وإنتشار الجريمة أمر طبيعى لمن يفقد البوصلة ومن تصارعه الظروف والأوضاع وهذا ما تريدها الحكومات لتمرير أجندتها ضد الشعوب وشرعنة قوانينها وبث سموم العنف الرمزى ضد الشعوب المهمشة المقهورة.
تسعة طويلة نموذج لعمل يدار خلف الستار من قبل الحكومة لشرعنة أفاعيلها وخاصة المراسيم والقوانين والقرارات الصادرة.
لم يولد الإنسان مجرماً وليست هناك جينات إجرامية لإستئصالها بل الهدف إستئصال نسل بعض الشعوب من خارطة الوطن وممارسة العنصرية عليها ووصفها بشكل جغرافى وجهوى والغريب أن الفاعل الرئيسى الذى يحدث الفوارق هى الحكومة نفسها بعدم التخطيط السكني لبعض مكونات الشعوب وقطع الخدمات الضرورية منها الكهرباء والماء وغيرها وليست هناك مبررات تحول دون إستحقاقهم مثلاً طالما أنهم سودانيون يمتلكون حق المواطنة، ولكن الظلم القاسى الذى يؤكد أن هذه الحكومات لم تريد ان يخلق وجدان مشترك الشعوب السودانية.
الحديث،عن مظاهر قولبة الشعوب كثيرة ولكن تذكروا. يا شعب السودان قد تبكون غداً لذهاب بعضكم عنكم وهذا ما تفعله الحكومة الآنية فى الخرطوم ولديكم تجربة جنوب السودان الذى لاتزال دموعكم تسيل فى حواسكم كالدماء فى الشرايين، فهؤلاء يعبدون للشعوب طرق الشتات وستذكرون أفيقوا ولا تكونوا جزءاً من حمامهم الزاجل لنقل وإيصال سمومهم .
إلى كل مظاليم بلادى الفجر قادم قد لاحت بوادره وفى النفس شوقاً لنبقى يقتل الدجى.
SPLM we are