تسعة طويلة فى التحليل (1-3)

✍🏽: حذيفة شنكران

 

برزت ظاهرة تسعة طويلة معرفاً بهذا اللغز الرقمى كظاهرة فريدة متمددة حتى عم السودانين الشمالى الجنوبى، ليترك لنا ألف إستفهام حول ماهى، دوافع وأسباب بروزها الشاذ وتمددها، وهل هناك أيادى خلف ذلك؟

دعونا نحلل هذه الظاهرة وفق إحدى النظريات التى تجسدها وتتطابق معها هذه الظاهرة وهى (نظرية النافذة المكسورة) والتى يعود سياقها إلي حيث أن أجرى “فيليب زيمباردو” أحد خبراء علم النفس الإجتماعى تجربة فى عام 1969 أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر التجارب في دراسات علم الجريمة بشكل خاص وفى العلوم الإجتماعية على نحو عام. فقد قام بترك سيارتين بأبواب مفتوحة ولوحات أرقام مفقودة في منطقتين مختلفتين إحداهما فى حي فقير، والأخرى فى حي غنى حيث بدأ المارة فى الحي الفقير بسرقة وتخريب السيارة فى بضع دقائق وتم تدميرها بالكامل في غضون ثلاثة أيام، بينما تطلب الأمر وقتا طويلا للمارة فى المنطقة الغنية لبدء تدمير السيارة مما أرغم زيمباردو على التدخل وكسر إحدى نوافذ السيارة ،فبدأ الناس بكسر المزيد من النوافذ وسرقة السيارة وإستغرق الأمر وقتاً مشابها للمنطقة الفقيرة لتحويل السيارة بالكامل لخردة في بضعة أيام.

كذلك ظاهرة تسعة طويلة في السودان أشبة بالأمر نفسه اولاً ظهرت بعد أن ساءت الأحوال الإقتصادية مع وجود فجوات أمنية (نوافذ) من قبل بعض منسوبى الأجهزة النظامية دعك من أن هناك قسم خاص معنى بإفتعال الأزمات يتبع لجهاز الأمن وأضف إلى ذلك بعضهم فى الأجهزة الشرطية كما أثبت ذلك إعتراف العديد من معتادى شبكة 9 طويلة الإجرامية التى مفادها أن هنالك ضب يتعاونون معهم وبنسب مهمتهم تضليل المواطن وتعطيل الإجراءات الأولية للبلاغ ليحول دون الوصول إلى مراحل الفصل القانونى.

أيضا نجد أن معظم هؤلاء الشباب هم نفسهم لايكترثون هذه المغامرة الإجرامية خاصة وأنهم من فقراء الدولة الذين هم ضحايا التراتبية الإجتماعية المصطنعة تاريخيا بسبب عوامل الحكومات المتعاقبة التى مارست سياسة الإفقار على بعض الشعوب مما يساهم ذلك الفقر فى إنتشار الجريمة خاصة وأن الدولة ينعدم فيها مراكز الإصلاح التي يجب أن تعمل مع السجون لتأهيل النزيل لا عقابه فقط.

لذلك فى الموضوع غموض تشير إلى وجود أيادى تلامس من البعد قد يذهب بنا إلى الإستراتيجيات العشرة للتحكم في الشعوب للفيلسوف “ناعوم تشومسكى”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.