تحالف قوى التغيير الجذري

بيان

 

دخلت حرب الجنرالات يومها التاسع والثلاثين، وقد قضت على الأرواح والممتلكات، البنى التحتية والخدمات، وتمددت في مدن الجنينة ونيالا والأبيض، مات فيها المئات من بنات وأبناء شعبنا، واغتصبت النساء، وهاجر مئات الآلاف منهم، وما زال الجنرالات لا يرعوون، بل يصرح قادتهم باستمرارها لآخر جندي، والقصد أنهم سيتحاربون حتّى جثة آخر مواطن مدني.
تمدد الحرب في المدن، وبدأت آلة الدمار الإعلامي في تحشيد قبلي مقيت، ويعلن قادة الجيش جهاراً تجييش المواطن، ويطلُبون دعم لجان المقاومة، نفس المواطن الذي قامت الحرب من أجل منعه من ممارسة حقه الطبيعي في الحكم، ونفس لجان المقاومة التي شيطنوها، ويعتقلون قادتها صبحاً ومساء، ويتهمونهم بموالاة الجنجويد! إن قادة القوات المسلحة والمدنيين الّذينَ آزَروهُم والذين سرقوا السلطة وقتلوا الثوار، لا يقلون إجراماً عن ربيبهم قائد الجنجويد في شيء. إننا في تحالف قوى التغيير الجذري نرفض ونحذر من خطورة الزج بالمكونات القبلية في هذه الحرب، ونطالب قواعد القوى الثورية للوقوف بحزم وصلابة ضد هذا التوجه، وتبيان خطورته للجماهير، وفضح المصالح الحقيقية لجنرالات الحرب.
جماهير الشعب السوداني:
في ظل هذه الأوضاع تأتي مفاوضات جدة برعاية أمريكية سعودية، هذه المفاوضات التي تم فيها توقيع إتفاق هدنة لمدة أسبوع رغم أن الطرفين قد أعلنا سابقاً عدداً من الهدنات ولم يلتزما بها، وتأتي تصريحات قادتهم بعد التوقيع لتؤكد مرة أخرى عدم التزامهم بالهدنة الحالية، فما زالت قوات الجنجويد تنتهك كل الحرمات، احتلالاً للمنازل ونهباً للممتلكات، وتقصف مدفعية الجيش مناطق مأهولة بالمدنيين، ومع الأخذ في الاعتبار أن الدول الراعية للتفاوض هي في حقيقة الأمر جزء من الأزمة الحالية، فمصالح هذه الدول هي التي دفعت ومنذ ما قبل الثورة، لعمليات تجميل وتنميق للنظام القابض على السلاح، فدفعت تجاه المصالحة، ثم الشراكة مع العسكر، ثم في عملية الاتفاق السياسي، وغيره من ترتيبات إعادة توزيع السلطة بما يخدم استمرار عملاؤهم في السلطة، عليه فالتعويل على مفاوضات جدة يكون ضرباً من ممارسة دفن الرؤوس في الرمال، والأصح هو أن نستمر ككتل ثورية في تعبئة الشارع لفرض الرؤى الثورية، وتحييد السلاح.
جماهير شعبنا الأبي:
لقد أثبتت مكونات شعبنا الثورية أنها ورغم كل الدمار، قادرة على النهوض والامساك بمطلوبات اللحظة، من هنا نبعث التحيات الزاكيات لجموع الثوار الذين يقومون بمهام جسيمة في ترتيب وخدمة المتضررين من الحرب، حيثُ كوّنوا غرفاً للطوارئ سدت الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ونظموا الخدمات، وتعمل كتلتهم لاستكمال واجبات الدولة بتنظيم أمورها الإدارية، ونخص هنا بالذكر، العاملين في الحقل الطبي أطباءً وكوادر صحية، والمهنيين والعمال في القطاعات الخدمية الرئيسية.
جماهير شعبنا الأبية:
إن إمساك الجماهير بقضاياها هو أول السلم المؤدي لتكوين سلطتها الثورية، والبناء القاعدي الذي انتظم ونظم حوجات الحرب هو الأساس الفعلي لبناء حكومة الحي، صعوداً منها نحو حكومات محلية وإقليمية وقومية، ونحن في تحالف قوى التغيير الجذري، ندعم ونواصل البناء لبسط سلطة القواعد، ونعمل معها في بناء تحالفات جماهيرية، تعالج الأخطاء التي لازمت ممارستنا السياسية وتبني دولة الثورة المنتصرة بالعدالة والسلام والتنمية.

تحالف قوى التغيير الجذري
24 مايو 2023

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.