تحالفات الحركة الشعبيــة خطوة صحيحة في تحقيق السلام .

نضال الطيب حامد .

 

 

انخرطت الحركة الشعبيــة / شمال بقيادة القائد عبد العزيز آدم الحلو، في تحالفات سياسية مع عدد من الأحزاب السياسية والقوى المدنية، في تدشين تفاهمات ثنائية مع أطراف مكونات المركز بالخرطوم، ولعل أبرز هذه التحالفات السياسية ماجاء به الإعلان السياسي بين تجمع المهنيين والحزب الشيوعي السوداني، والحزب الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني.. وتعتبر هذه التحالفات بمثابة تحول نوعي في مسار البحث عن السلام، وقضية علاقة الدين بالدولة وحق تقرير المصير التي تطرحها الحركة الشعبيــة في منبر المفاوضات بجوبا.

يجب الإدراك والمعرفة بأن إقامة التحالفات السياسية هو حق أصيل لأي من القوى السياسية، ولها مطلق الحرية في خياراتها التحالفية بما يخدم مصالحها في إطار ما تنادي به من مطالب سياسية وبرامج للشعب السوداني. كان الراحل المقيم د. جون قرن يفضل التحالف مع القوى السياسية التقليدية على الإئتلاف مع القوى الحديثة.. لكن قد عمد القائد عبدالعزيز الحلو على استنباط وتطور منهجاً جديداً في التحالفات مع الحركة الشعبيــة، عبر الجمع بين القوى السياسية التقليدية والقوى الحديثة، وفق توصيات وموجهات المؤتمر العام الاستثنائي، المنعقد في كاودا في الفترة السابقة الداعي إلى مراجعة كل علاقات الحركة الشعبيــة مع القوى السياسية والمدنية في إطار تفاهم جديد.

نجد أنه لا يستطيع أي تنظيم سياسي أو أي حركة سياسية مسلحة أن تعمل عمل سياسي بصورة منفردة وفي معزل عن التحالف مع الأحزاب والتنظيمات الأخرى سواءً كانت تكتيكية مرحلية أو استراتيجية، فهي ذات قيمة سياسية مهمة . فإن العمل السياسي لايمارس في قارة معزولة عن الآخرين، فالتحالفات التكتيكية قد تقودنا إلى خيار التحالف بين خصوم إيديولوجيين لا تربطنا معهم صلة تقارب فكري، مثل ما حدث وتم التحالف مع الحزب الإتحادي الديمقراطي بزعامة مولانا الميرغني، ويرتبط هذا التحالف بسياق سياسي معين برؤية مشتركة حول قضية محددة أو مجموعة قضايا مشتركة لذلك تكون مبنية على ثلاثة مرتكزات أساسية وهي التقارب الفكري، أو مجابهة العدو المشترك أو ضرورة الظروف السياسية المتحولة.

ويأتي حرص الحركة الشعبيــة في هذه التحالفات السياسية مع القوى الحزبية والمدنية، التقليدية والحديثة ليس من أجل تحقيق أهداف ثورة ديسمبر فحسب، وإنما من أجل الحشد والسند ودعم هذه القوى كشرط ضروري من أجل دعم مواقف الحركة الشعبيــة في المفاوضات، ودعم ماتوصلت إليه في إتفاقية المبادئ السته بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والقائد عبد العزيز آدم الحلو للوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل.

إن عملية صناعة السلام تستدعي التوافق مع أكبر قدر من الشركاء في القوى السياسية والمجتمعية، ومشاركتها كشرط ضروري لصياغة واستدامة السلام.. لذلك يجب علينا أن النظر إلى قضية التحالفات السياسية بأعتبارها إحدى عوامل التحول والتغيير الأساسي لتحقيق السودان الجديد في المرحلة المقبلة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.