تابت و مرور ستة سنوات من الجريمة

حب الدين حسين اسحق (حبو ارسطو)

 

فى مثل يوم 31 اكتوبر من عام 2014 ، اغتصب افراد الجيش بحامية تابت بشمال دارفور اكثر من (200) فتاة وامرأة منهن قاصرات وتلميذات بمرحلة الاساس ، حيث قام الجنود بضرب السكان، واعتقال الرجال، واقتادوهم إلى احدى الوديان بالقرب من تابت وحبسهم فيها ، فيما كان اخرون ينتقلون من منزل الى منزل ، ويقومون باغتصاب النساء والفتيات بزي القوات المسلحة ! وعلى رغم من مرور ستة سنوات من الحادثة الاليمة ما زال الجناة طلقاء يمرحون كأنهم لم يفعلوا شئ ! علمآ استخدمت الدولة المركزية الإغتصاب في دارفور كسلاح لقهر المجتمع المستهدف كي يسلم امره للدولة المركزية وكاذلال للرجال ونعتهم بإنهم فشلوا في حماية اعراضهم .

وحتى بعد سقوط البشير في ١١ أبريل ٢٠١٩م الا ان اللجنة الامنية للبشير التي ادعت انحيازها للثورة وبمشاركة احزاب السودان القديم سجلت في دارفور منذ ١١/ ابريل اكثر من مائتين حادثة اغتصاب من قبل مليشات الجنجويد والجيش ضد النساء ، ويتم الاغتصاب على اساس تصنيف عرقي اي ضد مجموعات الإفريقية كالتطبيق حرفي لهدف التطهير العرقي الموغل في ذهن المجندين (الجنجويد ).
وفي ظل هذه المعطيات ما زالت الحكومة الإنتقالية تتحفظ بالبشير وزملائه المجرمين في مكان امن بدلآ من تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية بغية تقديمه للمحاكمه عادلة ، لذا فالضحايا في مناطق الحرب ينظرون بان التغيير لم يحدث وما حدث هو صعود الجنجويد ومهندسي الجنجويد للسلطة بوجه اخر لإعادة التحكم في الاوضاع باكثر حزم بعد استحالة بقاء نظام البشير بشكله القبيح التي استنفداغراضه وشروط بقائه بشكله القديم.
لذا ما تم ما هو إلا إعادة إنتاج ايدلوجيا الإبادة بطريقة جديدة وقديمة كما حدثت ابان انتفاضة أبريل واكتوبر ، وعلى الرغم من توقيع قوى الجبهة الثورية مع حكومة أمر الواقع اتفاق السلام في ٣ اكتوبر دون تضمين حقوق الضحايا وانصاف المغتصبات بعد إدعاء تمثيلهم طيلة ١٧ عام والنضال بأسمهم ،حيث لا أحد منهم عار إهتمام وسع إلي تضميد الجراح بمحاسبة المسؤولين عن تلكم الجريمة البشعة ، فهم غنوا ورقصوا أكثر من مرة وبل رسلوا وفود مقدمة للخرطوم أكثر مرة ولكن ظلت قضية تابت وعشرات الضحايا منسية عندهم وفي رفوف الدعاية وفي المذكرات القديمة.
رغم من تلك المأساة ستظل قضية تابت وغيرها من قضايا العنف ضد المهمشين قضايا عادلة لا يمكن نسيانها او دفنها بتسوية مع الجنجويد وببقية القوى المركزية بغرض السلطة، ومن يؤمنون بمعاناة المهمشين سيواصلون النضال من أجل إعادة اعتبار لهن مهما قسوة طريق النضال.

النضال مستمر والنصر أكيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.