بيان من اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة حول لقاء توغو

 

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:- لقاء توغو المزمع ل”قيادات سياسية” بخصوص دارفور، محاولة يائسة لأحزاب الحاضنة السياسية لتغيير سرد ما حدث في الإقليم من جرائم حرب إرتكبتها قوات الدعم السريع/ الجنجويد

أجندة اللقاء وصفت ما يحدث من قتل وتشريد وتنكيل وتهجير قسري وإغتصابات بواسطة الدعم السريع/ الجنجويد في دارفور، وصفتها ب”صراع قبلي”

تصدر أسماء أعضاء من تنظيمات الإتفاق الإطاري علاوة على اسم المستشار السياسي لحميدتي قائمة المتحدثين في اللقاء التشاوري يوضح جلياً السعي الحثيث من قبل بعض الجهات السياسية لتوفير غطاء سياسي و”مخرج” للدعم السريع وقادته من جرائم الحرب الأخيرة

 

 

في هذا المنعطف الخطير من تاريخ دارفور، حيث موجة جديدة وعنيفة من جرائم الحرب، جرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي ممنهج نُفِّذ في مدن عدة في الإقليم في فترة وجيزة وبطريقة منظمة بواسطة قوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد التابعة لها، مما أدى الى مقتل الآلاف في مدينة الجنينة بالتحديد، بتقدير ٥٠٠٠ -٨٠٠٠ وتهجير مئات الآلاف من السكان المحليين بصفة اثنية، قسرياً من مدينة الجنينة، تواخيمها والمحليات المجاورة، ليصل منهم من حظي بعد رحلة ٣٢ كيلومتر عبر طريق وعر يتخلله العديد من نقاط التوقيف اختلقها الجنجويد/ الدعم السريع لسرقة ممتلكات الضحايا وأيضاً التنكيل بكل من سلك طريق العبور نحو الحدود إلى تشاد ليصبحوا بين ليلة وضحاها لاجئين (المرجع 1). شهادات الناجين من هذه المحرقة، تُنقل بشكل يومي عبر فيديوهات متداولة تم توثيقها بواسطة المتطوعين في شرق تشاد،. مئات الآلاف من أهل السودان الآن في معسكرات أربعة، وجدوا ترحيب وكرم من الدولة المستضيفة، شعباً وحكومةً. لكن الوضع الحالي المزري فوق الطاقة ويتخطى بكثير الامكانات المحلية. شبح الجوع (المرجع 2)، ونقص الامداد الدوائي، وعدم توفر امكانات الصرف الصحي، علاوة على ذلك الوضع النفسي السيئ الذي نتج من أهوال جرائم الحرب المترتبة، قتل الشباب والرجال، قبرهم بشكل جماعي في محاولة لاخفاء الجريمة، ركل الاطفال كما يُفعل بكرة القدم من قبل الجنجويد/ الدعم السريع كما تحدثت احد الناجيات (المرجع 3). كل ذلك والجاني (الجنجويد/ الدعم السريع) يسعى بكل ما تمكن منه بالقوة وما يتمتع به من غطاء سياسي يمنحه الضوء الأخضر للقيام هذه الجرائم، يسعى جاهداً لإخفاء ادلة الجريمة وطمس الحقيقة وذلك عن طريق جمع الجثامين ثم حرقها وايضاً قتل من تبقى من شهود داخل المدن والقرى حتى لا يتمكنوا من الادلاء بما حدث لاهلهم وجيرانهم.

 

إضافة الى ذلك، تقوم هذه المنظومة ومعاونيها بشكل ممنهج الى بث اعداد مهولة من المواد الاعلامية التي يسعى من خيارها تغيير التعابير، والتعاريف الحقيقية المستخدمة لتوصيف ما يحدث في اقليم دارفور خصوصاً في غرب الاقليم. إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة أصدر بياناً باللغتين الانجليزية والعربية قبل ايام تحدث فيه عن ضرورة ضبط التعابير واللغة والمصطلحات للوصول الى توصيف دقيق وحقيقي للجرائم لمرتكبة في دارفور من قبل قوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد التابعة لها (المرجع 4).

 

كل هذه المقدمة لوصف هذا الواقع المرير، ولتسليط الضوء على العمل الدؤوب الذي يقدمه المتطوعون على الارض لخدمة الضحايا، والنفرات العديدة هنا وهناك من أبناء السودان وأبناء الاقليم بالاخص لدعم أهاليهم في هذا الظرف الكارثي، ولكن لا تزال الفجوة كبيرة للغاية. كل ذلك يقابله الجانب الآخر، عمل في ظاهره دبلوماسي، وفي باطنه يعد توفير غطاء سياسي لقوات الدعم السريع من قبل سياسيين وتغيير سرد ما حدث في دارفور من جرائم حرب الى صراع قبلي.

 

طالعنا في الأيام الأخيرة الماضية إعلان عن لقاء تشاوري لقيادات سياسية وقيادات حركات مسلحة حيث ذكرت ورقة الإجتماع المزمع قيامه في لامى، توغو، بين ٢٣-٢٤ يوليو الجاري – أن اهمية هذا الاجتماع يكمن في مشاركة قيادات سياسية دارفورية تسعى لإيجاد حلول جذرية لطبيعة الصراع ووضع خارطة طريق لدارفور وباقي الاقاليم.

 

هنالك ثلاث مؤشرات من اجندة ومحتويات هذا الاجتماعات تجعل من السهل قراءة ما يريد ان يُخرجه مُعِدّيه إلى الناس:-

اولاً اهداف اللقاء، كما وردت في ورقة اللقاء التشاوري بتوغو “اتاحة الفرصة لقيادات دارفور لمناقشة تداعيات الحرب الدائرة الان بين قوات الدعم السريع و الجيش علي دارفور و السودان عامة وبلورة افكار تفضي الي اتخاذ موقف موحد حيال درء تاثيرات الحرب علي تماسك المجتمع الدارفوري و ايجاد حل جذري للازمة السودانية باكملها”.

تجاهلت الاهداف المذكورة ذكر ما حدث وما يحدث الآن في دارفور من جرائم حرب ضد السكان المحليين من قبل قوة منظمة كالدعم السريع ومليشيات الجنجويد الموالية لها. اختزال اهوال الجرائم التي تحدث عنها العالم في جميع وسائل الإعلام، والتي ما زال الناجون من الضحايا يدلون بشهاداتهم عنها، علاوة عن ما ادلى به مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في إحاطته الاخيرة أمام أعضاء مجلس الامن، عن فتح تحقيقات جديدة عن جرائم حرب في دارفور استناداً إلى تقرير منظمة حقوق الانسان الاخير (المرجع 5)، كل ذلك لم يفضي القائمون على امر اللقاء التشاوري في توغو بوضع هدف واضح يحمل صراحة او في مضامينه سياسة التغيير الديمغرافي الذي تنتهجها قوات الدعم السريع ومليشيات الجنجويد الموالية لها، بل خصو تماسك المكونات وايضاً اتخاذ “موقف موحد لدرء تاثيرات الحرب” وفي ذلك ايضاً توصيف خاطئ لما يحدث وما حدث في دارفور وبالتحديد ما حدث في الجنينة ومستري وزالنجي وكتم وغيرها من المناطق المنتهكة. ما حدث هو استهداف اثني لمكونات افريقية. ومناقشة الحلول دون تعريف الاسباب في حد ذاته يعتبر مظلمة وعملية تعتيم وبُعد عن مناقشة ما نصت عليه ورقتهم.

 

ثانياً، المشاركون في اللقاء كما جاء تعريفهم في الورقة “سوف يحضر هذا اللقاء القيادات السياسية وقيادات حركات الكفاح المسلح من دارفور اللذين يؤمنون بضرورة ان يحدث تغيير جذري لمعالجة الاختلالات، التي أقعدت السودان وافقرت هامشه وزجت به في اتون حروب متطاولة الآماد”.

للأسف، عند النظر الى قائمة المشاركين تجد إن الذي تصدر منهم قائمة المتحدثين ليس سوى المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يوسف عزت الذي أصبح شغله الشاغل هذه الأيام تغيير حقيقة جرائم الحرب التي حدثت في غرب دارفور. كيف لمرتكبي هذا الجرائم ان يكونوا هم الذين يسوِقون افكاراً واجندات تقضي الى حل الازمة كما يقولون “حلاً جذرياً”. علاوة على مشاركة قيادات سياسية تنتمي الى أحزاب او كتل تعمل ليل نهار لمنح الدعم السريع غطاء سياسي يسمح لهم بالعمل في مساحات واسعة، قوة مركزية امتداد للعقلية الابوية القديمة التي تفرض اراءها وتصدر الحرب الى الهامش ولا سيما دارفور.

 

أخيراً، القارئ بين السطور لاجندة وورقة لقاء توغو التشاوري يعرف انها منصة جديد تعمل من أجل اعادة بث روح في جسد الاتفاق الاطاري/ او السياسي الذي ولد ميتاً ويريد سياسة الاجسام المركزية المشاركة في مهرجان توغو لإدخاله للبلاد عبر بوابة دارفور، لطمس الحقائق السابق ذكرها ولتغيير لغة ومصطلحات وسرد ما تم من تآمر وجرائم حرب وتهجير قسري متعمد، اغتصابات، وقتل وما تبعه من مقابر جماعية.

لسان حال الضحايا يقول كفو ايديكم عن دارفور.

 

يؤكد ويكرر إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة أن هناك عددًا من الإجراءات التي يجب اتخاذها بأثر فوري للمساعدة في تلبية احتياجات ضحايا هذا الوضع الكارثي في اللجوء والنزوح وان يكون ذلك اساس اي اجتماع واجندة اي لقاء تشاوري يحمل اسم دارفور، وهذه الإجراءات يمكن تلخيصها في التالي : –

 

تقديم مساعدات إنسانية فورية لأهالي دارفور ، من خلال تأمين ممرات آمنة للمساعدات من بورتسودان إلى المناطق المتضررة ، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى والأدوية وغيرها من الإمدادات الإنسانية. التنسيق مع دولة تشاد الشقيقة لتقصير طريق الامداد فيما يتعلق باللاجئين في اراضيها وذلك من خلال استخدام الطرق الأقصر لوصول الإمدادات إلى اللاجئين في أدري عبر الكاميرون الى تشاد من خلال ميناء دوالا.

 

الضغط على قيادة قوات الدعم السريع وربط اسماءهم بما يجري على الارض لوقف العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في مناطق سيطرتهم. وسيساعد هذا من ناحية المنظمات الإنسانية في جمع بيانات حقيقية عن عدد القتلى وكذلك يساعد في دفن الجثث المنتشرة على الأرض في الجنينة ومستري، ومدن أخرى مثل كتم (المرجع 6) وزالنجي (المرجع 7).

 

إنشاء مناطق آمنة في دارفور حيث يمكن حماية المدنيين من مليشيات الجنجويد. لا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال تمكين قوى السلام القائمة وتزويدها بتفويض واضح.

 

إعادة تنشيط الفصل السابع فيما يتعلق بدارفور. من الضروري أن يقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التحرك الفوري للقيام بذلك لوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تحدث أمام أعين العالم. كل يوم يتم الإدلاء بشهادة من الناجين من التطهير العرقي الذين تمكنوا من الفرار من الجنينة. قتل جماعي وترك الجثث على قوارع الطرقات. من الجلي ان ما يقوم به الجنجويد وشركائهم بشأن خطتهم فيما يتعلق بدارفور يمكن تلخيصه في خلق الفوضى وإرتكاب الفظائع زايدة على التهجير القسري وذلك لاحداث التغيير الديموغرافي.

 

حماية هؤلاء النازحين الذين لا مأوى لهم في هذه اللحظة بالذات في دارفور.

 

يحذر إتحاد دارفور في المملكة المتحدة من أن عدم إتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بالوضع في دارفور ، سيؤدي إلى سلسلة من القتل وانتهاكات جسيمة فيما يتعلق بحقوق الإنسان (المرجع 8) وكارثة إنسانية لا مثيل فيها.

 

تسببت الطغمات العسكرية والجنجويد وحلفاؤهم من الأحزاب السياسية في الوسط في هذه الحرب، والتي يعاني منها أهل السودان في دارفور على وجه الخصوص ما هي الا نتيجة مباشرة للجشع السياسي الذي يبرر وسائل تحقيق هدفهم الاهم الا وهو الحصول على السلطة المطلقة، وهذه المرة عبر بوابة دارفور كما يفعل المجلس المركزي الآن عبر حليفهم الدعم السريع، وفي ذلك مقارنة ومواصلة لما كان يحدث في ظل نظام عمر البشير (المرجع 9).

 

على المؤتمرين في هذا اللقاء المزمع بلامى، توغو، ان يسمو الاشياء بمسمياتها، ويقوموا بدعم التحقيقات الجارية من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الواقعة في غرب دارفور ومدن عدة بالإقليم، عليهم محاسبة المجرم الا وهو قادة الدعم السريع/ الجنجويد، عليهم دعم اهل السودان الذين يعانون الامرين في اللجوء والنزوح. دارفور ليست بالحظيرة الخلفية لتجربة افكاركم الخربة.

 

إن من الشجاعة بمكان ان تسمى الاشياء بمسمياتها وان تضع ضحايا الحرب اولاً عند القيام بمشروع يحمل في طياته إسم دارفور في هذا التوقيت وايضاً ان تضع اجندة يتصدرها طرح ما يحدث على الارض وتعريف الجرمية والمجرم والضحية بشكل شفاف وصريح. وان يتحدث بند كامل عن التحقيقات الدولية كجانب مهم لملف العدالة، علاوةً الى التطرق الى الوضع الإنساني. لكن من الواضح ان عملية توفر غطاء سياسي للمجرم وتغيير السرد هما أس ما حملت ورقة/ اجندة لقاء توغو التشاوري للقيادات السياسية، وهذا لا يمكن وصفه الا بشيئ واحد، خيانة، خيانة للضحايا، واهل الوجع والدم، وفي ذلك خيانة الوطن.

 

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة

الموقع: http://darfurunionuk.wordpress.com

إيميل: [email protected]

تويتر: @darfurunionuk

 

المرجع 1:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/18/darfur-union-in-the-uk-latest-in-adre-chad-regarding-the-sudanese-refugees-fleeing-from-atrocities-in-elgeneina/

 

المرجع 2:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/13/1767-57/

 

المرجع 3:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/08/4234-23/

 

المرجع 4:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/06/1397-55/

 

المرجع 5:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/14/1833-35/

 

المرجع 6:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/06/14/darfur-union-in-the-uk-what-is-happening-in-kutum-is-a-war-crime/

 

المرجع 7:- https://darfurunionuk.wordpress.com/2023/07/02/1245-34/

 

المرجع 8:- https://tinyurl.com/yeyuxcb3

 

المرجع 9:- https://www.icc-cpi.int/darfur/albashir

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.