بيان حملة دعم العلمانية الديمقراطية بمناسبة يوم السلام

 

في يوم السلام، نحن في حملة دعم العلمانية الديمقراطية نؤكد على أهمية العمل الجاد والمستمر لتحقيق السلام في السودان، بلد يعاني من تاريخ طويل من النزاعات والحروب الأهلية

الحرب الحالية، التي بدأت في 15 أبريل 2023، تمثل تصادماً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي ليست إلا مظهراً من مظاهر الصراع الأوسع الذي يعود جذوره إلى مشكلات عميقة داخل المجتمع السوداني. هذا الصراع، رغم كونه يبدو كصراع على السلطة والموارد، إلا أنه يعكس الاختلافات العميقة في الهوية والتمثيل الاقتصادي والسياسي.

التاريخ يعلمنا أن السودان لم يجد بعد الطريق نحو السلام الدائم، لأن الأساليب التقليدية في معالجة النزاعات لم تنجح في معالجة جذور المشكلة. الأحزاب والقوى السياسية من نخب السودان تواجه صعوبات في تقديم حلول جذرية وفعالة، وغالباً ما تعيد تدوير الفشل بطرحها نفس الحلول القاصرة التي لا تعالج الأسباب الأساسية للصراع.

من الضروري، إذن، العمل نحو بناء نظام علماني ديمقراطي غير مركزي يُدار بواسطة مدنيين، يكفل المواطنة المتساوية لجميع السودانيين. هذا النظام يجب أن يعترف بحقوق جميع مكونات الشعب السوداني ويحترم التنوع الثقافي والعرقي والديني الغني الذي يزخر به السودان.

أمثلة من التاريخ، مثل اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب في البوسنة والهرسك، ومسارات السلام في جنوب إفريقيا التي تجاوزت نظام الفصل العنصري، تظهر أن السلام ممكن حينما توجد الإرادة السياسية والدعم الدولي لبناء نظام يضمن العدالة والمساواة للجميع.

دعونا في هذا اليوم نجدد التزامنا بالعمل من أجل السلام، ليس فقط من خلال وقف القتال، ولكن عن طريق السعي لحل جذري للمشكلات التي تؤجج نيران الحروب. فقط من خلال العدالة الاجتماعية والتاريخية والمواطنة المتساوية ونظام حكم يشمل الجميع، يمكن للسودان أن يحقق سلاماً دائماً ومستداماً.

لنعمل معاً نحو سلام يليق بغنى وتنوع السودان، ويعيد بناء الوطن على أسس من العدل والمساواة.

حملة دعم العلمانية الديمقراطية
2024/21 /سبتمبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.