بيان المنسقية العامة حول تصريحات الإنقلابي حميدتي
المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين – السودان
بيان مهم حول تصريحات الإنقلابي/ المدعو حميدتي قائد مليشيات الجنجويد “الدعم السريع”
4 يناير 2023م
تابعنا بالأمس تصريحات الإنقلابي/ المدعو محمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد مليشيات الجنجويد “الدعم السريع” في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور ،التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، والتي وجّه فيها إتهامات كاذبة وباطلة بحق النازحين وقياداتهم وللمنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين الشيخ/ يعقوب محمد عبد الله (فوري).
إننا نعتبر هذه التصريحات بمثابة إعلان صريح للحرب ضد النازحين العزل وقتلهم واستهداف قياداتهم، بغية تصفية المعسكرات التي تُعتبر شاهداً وعنواناً بارزاً لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الهارب من العدالة الدولية عمر البشير وقادة نظامه، وقد كان لمليشيات الجنجويد التي سميت لاحقاً بالدعم السريع القدح المعلي في ارتكاب هذه الفظائع.
يريد حميدتي من وراء تصريحاته وإتهاماته ايجاد المبرر لتنفيذ مخططاته في تصفية المعسكرات وقتل قادة النازحين الذين كانوا شهوداً على جرائمه في محرقة دارفور، وقد تلطخت أياديه الآثمة القذرة بدماء المعتصمين السلميين في الأبيض والخرطوم، وقد قتل وشرّد المدنيين العزل في بورتسودان وكسلا والدمازين وكادقلي ولقاوة والجنينة وكريندنق وجبل مون والفاشر وكتم وقريضة ونيرتتي ومورني وبليل وزالنجي وغيرها مناطق السودان.
إن تصريحات المجرم حميدتي هي مؤامرة على النازحين، ووعيد بإستكمال مسلسل التغيير الديمغرافي وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل الجماعي والفردي والإغتصاب والسلب والنهب والحرق والتشريد والتهجير القسري التي ظلت ترتكبها مليشيات الجنجويد “الدعم السريع ” ،بصورة يومية وممنهجة في سبيل مشروعها الإستيطاني الإستئصالي وإبادة الشعوب الأصلية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها حميدتي تصريحات خطيرة كهذه ، وكأنه لا يعي خطورة ما يهرف به ، فهي تعتبر دليل إدانة له ولمليشياته القبلية، وتكشف نواياه الحقيقة تجاه ضحاياه الذين شردهم إلى المعسكرات ، وقد ظل يهدد ويتوعد قادة النازحين بتصفية مخيماتهم، وظلت مليشياته تطاردهم وتلاحقهم بالسجون والإعتقالات والإغتصابات أينما ذهبوا، وضيق عليهم الخناق حتى باتت المعسكرات على بؤسها سجن كبير، إذا خرج النازح أو النازحة من المعسكر مسافة كيلومتر واحد قد لا يعود مرة أخرى.
إن مثل هذه التصريحات الصبيانية التي لا تصدر إلا من شخص جاهل، قد جربها الدكتاتوري المتغطرس المخلوع عمر البشير، الذي شكّلت له المخيمات بعبعاً مخيفاً وعقبة يريد التخلص من كابوسها وطمس معالم وآثار الإبادة الجماعية التي تمثل المعسكرات عنوانها، فاليوم يريد خادمه حميدتي إتباع ذات النهج القديم، باستغلال كرسي السلطة الزائل لا محالة لتنفيذ مخططه الإجرامي.
إن حملات الإعتقالات والتصفيات الوحشية التي تشنها مليشيات الجنجويد ضد النازحين بأوامر وتوجبهات من قائدها حميدتي، ظلت مستمرة ، وها هو اليوم يؤكدها في تصريحاته بنيالا وزالنجي.
إن الشيخ يعقوب محمد عبد الله فوري قد انتخبه النازحون واللاجئون منسقاً عاماً لمعسكرات النازحين واللاجئين ولم يأت لهذا المنصب بإنقلاب عسكري ولم يصنعه عمر البشير، وهو أحد ضحايا جرائم النظام البائد والناجين من محرقة مليشيات الجنجويد، وهو ليس لصاً أو جنجويدياً قاتلاً، إنما يدافع عن حق شعبه في القصاص والعدالة والحرية والحياة الكريمة وبناء دولة لكل السودانيين، ويواجه مع شعبه كل صنوف العذاب من تشرد وجوع ومرض، وإنتهاكات الجنجويد اليومية من قتل واغتصاب وتشريد، بصدور عارية إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم ونصرهم المؤزر، فإذا كانوا يمتلكون دوشكات ورشاشات كما يدعي الأرعن حميدتي، لما استطاع التجول في مدن وقري دارفور ويعربد فيها كما يشاء، ولما تشرد النازحين واللاجئين من قراهم ومناطقهم إلى المعسكرات!.
إن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين تؤكد الآتي:
أولاً : إن حميدتي هو زعيم مليشيات الجنجويد سيئة الصيت، التي ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور، لذا ندعو المنظمات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي وجميع الحكومات والشعوب المؤمنة بالحرية والعدالة وكافة شرفاء السودان في القوي السياسية والمجتمع المدني والقانونيين والحقوقيين والإعلاميين بأخذ تهديدات حميدتي للنازحين مأخذ الجد، وفضحها للرأي العام المحلي والدولي قبل أن يرتكب جريمته بحق النازحين العزل وتصفية المعسكرات، كما ندعو المجتمع الدولي إلى تنفيذ كافة قراراته المتعلقة بدارفور، خاصة القرار رقم 1556 الصادر من مجلس الأمن عام 2004، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتعلق بحل المليشيات الحكومية ومن بينها مليشيات الجنجويد.
ثانياً: نحذر دكتور الهادي إدريس الذي أصبح دمية في يدّي قائد مليشيات الجنجويد من خطورة ما يقوم به من مهام ضد أهله وشعبه، لا سيما النازحين ، من أجل البقاء في كرسي السلطة والحصول على رشاوي من حميدتي نظير الصمت على جرائمه بل المساعدة في ارتكابها والتغطية عليه والمحاولات اليائسة لتحسين صورته أمام شعب دارفور، كرجل يسعى للسلام والتعايش بين المجتمعات.
نخشى عليك من التورط أكثر في جرائم حميدتي، بحق المواطنين والنازحين ومعسكراتهم وقياداتهم، فأنت كنت حاضراً وشاهداً على تصريحات وتهديدات وإتهامات حميدتي للنازحين العزل ، فلو كانت فيك ذرة من شجاعة أو أخلاق أو كرامة، لقلت له أمام الجموع أنت كاذب يا حميدتي، ولحجزت لنفسك مكاناً في قلوب شعب دارفور وعموم السودانيين، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه!.
نذكرك وانت سيد العارفين بأن وعيد وتهديد قائد مليشيات الجنجويد يترتب عليه تبعات قانونية، وأي إعتداء او جريمة سوف تقع بحق النازحين وقياداتهم فإن حميدتي ومن كانوا معه من قيادات حكومة الإنقلاب هم المسئولين عنها ويتحملوا نتيجتها.
لا تورط نفسك ومجموعتك مع حميدتي وتكون بيدقاً في يد هذا الجنجويدي القاتل، فالتاريخ لا يحرم.
لن تستطيع انت أو غيرك من قادة الحركات إقناع أحد في دارفور وعموم السودان بأن حميدتي داعية سلام ومحبة، فالمعسكرات والقرى المحروقة والقبور تقف شاهدة على جرائمه وإنتهاكاته وفظائعه بحق أهلنا.
ثالثاً: إن مليشيات الجنجويد هي صناعة نظام البشير وجهاز أمنه ومخابراته ، ومهمتها الأولي والأخيرة هي إرتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، باسم الحروب القبلية والعنصرية ، وأغلب منسوبي هذه المليشيات قد تم جلبهم من خارج السودان بمن فيهم حميدتي نفسه، فالجرائم والفطائع التي ارتكبوها من قتل للمواطنين وحرق للقرى واغتصاب للنساء وقتل للشيوخ والأطفال بصورة بشعة، لا تشبه الشعب السوداني وقيمه وأخلاقه، فهي ثقافة دخيلة على السودانيين ولم تحدث من قبل إلا بعد وصول هذه المليشيات العابرة للحدود.
رابعاً: إن مليشيات الجنجويد قد ظلت ترتكب الجرائم والإنتهاكات بحق المواطنين والنازحين العزل منذ 2003 وحتى اللحظة ،بشهادة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي (يوناميد) والعالم أجمع.
خامساً: إن كافة الجرائم والإنتهاكات بحق النازحين والمدنيين العزل في شرق السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان وولايات دارفور بما فيها مجزرة فض الإعتصام بالقيادة العامة بالخرطوم قد إرتكبتها مليشيات الجنجويد “الدعم السريع” ، بشهادة منسوبي هذه المليشيات ، ، وقد وثقوا لجرائمهم بالصوت والصورة وهم يلبسون زي مليشيات جنجويد الدعم السريع، ويركبون سياراتها، و يتحدثون بنفس لهجة الجنجويد الذين نعرفهم، وحميدتي نفسه قد اعترف بإرتكابهم لهذه الجرائم، وقال انه أعتقل بعض منسوبي مليشياته للتحقيق، وللأسف ليس التحقيق حول الجرائم التي ارتكابوها، إنما بسبب تصويرهم ونشرهم لهذه الفظائع التي ورطته حتى أذنيه، وبات يتحدث دون وعي ، وكلما أراد مخارجة نفسه ورطها أكثر!.
سادساً: نناشد الشعب السوداني الأبي، بمختلف فئاته ومكوناته، لا سيما المؤمنون بالتغيير الجذري ، بضرورة الوحدة والعمل المشترك لإسقاط الإنقلاب ومحاكمة كافة المجرمين، وحل المليشيات القبلية ومحاسبة قادتها على جرائمهم وانتهاكاتهم بحق شعبنا الأعزل، وإعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة السودانية بما فيها القوات المسلحة التي نعتبرها السبب الأساسي في صناعة المليشيات القبلية، وتكوين جيش قومي واحد بعقيدة عسكرية جديدة، مضمونها حماية الأرض والشعب والدستور وليس شن الحروبات على المواطنين وعمل الإنقلابات.
سابعاً: لابد من إحلال سلام حقيقي، شامل وعادل ومستدام، يخاطب جذور الأزمة التاريخية، يحس فيه المواطنون والنازحون بالأمن والأمان، ويوقف القتل الجماعي والفردي والإغتصاب، وليس السلام من أجل الوصول إلى السلطة والمال.
ثامناً: نحمل الحكومة الإنقلابية الولائية والمركزية وعلي رأسها المجرم حميدتي مسؤولية سلامة النازحين وقياداتهم والمدافعين عن حقوق الإنسان في المعسكرات، فإن أي مكروه يحدث لهؤلاء في الأيام والشهور القادمة فإن حميدتي هو المسئول الأول، ونحمله كافة التبعات القانونية والأخلاقية والوطنية.
تاسعاً: سوف نرسل خطابات فورية للأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحاد الأفريقي والمنظمات الحقوقية الدولية، وكافة الجهات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والقضية السودانية ، بصدد تصريحات حميدتي وتهديداته للنازحين باستهداف قياداتهم وتصفية المخيمات ، فإن فرية وجود أسلحة دوشكات ومدافع في المعسكرات هي إعلان حرب على النازحين ومبرر لدخولها بالقوة.
سوف نرفق مع الخطابات كافة الإنتهاكات والجرائم التي إرتكبتها مليشيات الجنجويد “الدعم السريع” مع الصور والتسجيلات والفيديوهات التي تؤكد ذلك ، وكشف يحوي أسماء قادة هذه المليشيات الذين ارتكبوا الانتهاكات والجرائم ، ونطالب بلجنة تحقيق دولية حيال جرائم حميدتي وجنجويده.
وندعوهم كافة هذه الجهات الإطلاع بدورها الأساسي في حماية النازحين وجميع المواطنيين في السودان عامة وإقليم دارفور خاصة.
عاشراً: نحذر جميع الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالشأن السوداني، من مغبة التهاون وتجاهل هذه التصريحات والتهديدات التي يطلقها قائد مليشيات الجنجويد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو ، الذي تمادى في ارتكاب الجرائم والإنتهاكات في عموم مناطق السودان، دون أن يجد من يردعه ويحاسبه على أفعاله وممارساته، ونطلق مجدداً نداء ضحايا الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالحماية الدولية وفرض القانون الدولي الذي يحميهم، قبل أن يتفاجأ العالم بجريمة إبادة أخري يخطط لها حميدتي، وحينها لن تفيد بيانات الإستنكار والتضامن.
آدم رجال
الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين