بطريقة برنامج أغاني و اغاني

سامح الشيخ

 

ابتدأ الإعلامي أ. السر قدور برنامج تلفزيونيا ناجحاً في رمضان من العام 2006، ومنذ ذلك الحين صار برنامج اغاني و اغاني برنامج تلفزيوني يقدم بقناة النيل الازرق في كل عام عند حلول شهر رمضان.
الواقع أن البرنامج قد وثق للشعراء والفنانين كما أنه قدم مواهب جيدة، لكنه بعد مرور كل هذه المواسم لم يتطور أو يقدم مختلف عن ما يقدمه طيلة الأحد عشر عاماً الماضية. وعدم تقديم شئ جديد أو مختلف يبدو أنه ما يميزنا كسودانيين و هو أننا نخشى التجديد ونخاف منه كما أننا نحب طريقة التنميط هذه ونسعد بالسير عليها بدليل تقليد جميع القنوات الأخرى برنامج اغاني وإنتاج برامج مشابهة له في الشكل واللون والطعم و الرائحة، و هذه الطريقة هي سبب إنتاج الأزمات وهي التركيز على نوع واحد في اي شيء مع وجود المختلف وتهميشه وعدم التركيز إلا على ما نعتبره هو السائد بسبب التكرار.
فطريقة أ. السر قدور في برنامج اغاني و اغاني هي طريقتنا المثلى في إعادة إنتاج الأزمات فالتركيز على ثقافة اغنية امدرمان كأنها هو النوع الوحيد من الأغاني الموجودة على الساحة الفنية والثقافية وعدم خروج البرنامج عن المألوف وتقديم فنانين من الأقاليم السودانية الأخرى فمن حق أي سوداني لا تعجبه ثقافة اغنية أمدرمان أن يشاهد أغانيه وفنانينه الذين يمثلون وجدانه ويثرونه أن تجد نفس تركيز القنوات الفضائية السودانية لكن ان يركز الإعلام السوداني كل هذا التركيز على نمط واحد من أنماط الغناء السوداني هو نفس تركيز الدولة على ثقافة سودانية واحدة وهي الثقافة العربية السودانية وتهميش باقي الثقافات الأخرى وعدم تطويرها، وعدم عكسها بشكل غير مشوه في الاعلام. ان عكس والاهتمام بكل الثقافات السودانية في الاعلام شيء مهم للغاية ويعمل على تعزيز الثقة وبناء أسس السلام العادل والتعايش. يمكن لبرنامج اغاني و اغاني أن يعود من جديد وان يكسب جمهور جديد إذا غير من طريقته الحالية في عرض ما استهلك من أغنية أمدرمان وان يحاول أن يكون أكثر انفتاحا مع كل طرق الغناء وأنماطه الموجودة بالسودان.

سامح الشيخ

تعليق 1
  1. Sharif يقول

    ليك التحية والتقدير استاذ سامح
    حقيقه التنوع الثقافات شي مهم جدا نتمني ان تتطور برنامج الاغاني الاغاني تصل الي كل اقاليم السودان والريف السوداني غني بالأغاني مختلفه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.