بحذر على تخوم السياسي (.. عمر واحد لايكفي لمشاهدة هذا السيرك المجاني…الحياة)
خالد عباس
لما القطر صفر شالو
ودموعي من عيني سالو
أغنيه سودانية فيها من طزاجة اللحن و المفردة مافيها… ولو كانت على أيام خروج المستعمر الانجليزي من السودان لقلت أن للطائفيه التي حكمت السودان عقب خروج المستعمر دور في ذلك لكنها في العشق والحنين لا تأتيها السياسة من بين يديها ولا من خلفها. تعبير وجداني صادق وماتع حد الحزن عن الفقد والفراق والحنين.
خرج المستعمر وقامت بديلا لها النخبة المركزية القابضة منذ فجر خروج المستعمر إلى قيام ثورة ديسمبر والتي أتت تحمل بشريات عظيمة هذا قبل أن تقطع عليها ذات النخبة وآلتها الحربية الطريق… النخبة التي تنحرف قليلا في الشكل لكن يتسق فيها جوهر مركزية التفكير. لذا ظلت تتهرب من مطالب الثورة وتستهلك شعاراتها في المنابر لدرجة أن القاتل نفسه يستهل خطابه مترحما على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة داعيا بكريم العودة للمفقودين.
كتب صديقي محجوب كبلو(عمر واحد لايكفي لمشاهدة هذا السيرك المجاني الحياة) والذي تخذته عنوانا فرعيا لهذه الكتابة.
في تسعينات القرن على أيام كان جيش التحالف الوطني بالجارة الشرقية في السرد القصصي كتابة من ثلاثة مقاطع بعنوان ( ثلاثة مقاطع لفخامته أو سباق الحمير مع خالص التحايا للسيد الرئيس) على أيام واجه فيه التجمع الوطني الديمقراطي وجيش التحالف خذلانا بينا لا أدري ماهي ملابساته لأنني لست سياسيا ضليعا ولا مفكرا ثوريا فقط أكتب لأتنفس بشكل صحيح وأقرأ مابين السطور.
هذا النص القصصي تجدونه في الاسافير قام بنشره نفر جميل من الأصدقاء سأكتفي فقط وأستميحكم عزرا على التكرار مكتفيا بإعادة نشر المقطع الأول في متن هذه الكتابة:
مقطع أول (لم تكن العربة ذات السقف الذي يسمح للرئيس بتحية الجماهير قد تم اكتشافها بعد لذا كان العمدة (ود حمد) يمتطي صهوة حماره (الهيكل) الحمار المقصوص الشعر بصورة مختلفة تميزه عن بقية الحمير.. حتى يحظى بالتقديس كصاحبه وتؤهله لمؤخرة السيد النبيل!…. دائما يسير العمدة بين الناس على أربع… يحل مشاكلهم مضيفا لهم مشاكل أخرى ربما!! .. يوزع الأرض للفلاحة … يحضر الزيجات التي تخرج فيها السكين بين غريمين يتنازعان على أمرأة ويتزوج هو ما حلا له من بطون العائلات ذات الصيت دون أدنى حوجة منه لاقتراح المعركة إذ أن العمدة ود حمد فرع مر من شجرة ود حمد الكبيرة… والذي تسمح له بشاعة الدنيا بمشاهدة بمشاهدة… حمار (على السقا) الحمار المتقرح الظهر بفعل السوط والماء سيلاحظ تلك النظرات الحالمة بمؤخرة السيد النبيل… وعلى الرغم ان المثقفين في بلادي كانوا يقولون: ليس علينا أن نستبدل سيد بسيد آخر بل علينا التفكير في حل نهائي وحاسم… إلا أنه رغم كل ما قيل ظل الحمار يحلم بقصة الشعر المختلفة… مؤخرة السيد النبيل واللقب الملكي الرنان) انتهي
لما القطر صفر شالو
ودموعي من عيني سالو
يختلف الدمع باختلاف القطارات… قطار خروج المستعمر وانتهاء عملية التسليم والتسلم… وقطار عطبرة القادم لدعم اعتصام القيادة… وبين القطارين أسىلة للاجابه فالمسافة بعيدة بين دموع الحزن ودموع الفرح والدموع (مفردها دمعة) هي أحد السوائل الجسمية، سائل ناتج عن عمليات إنتاج وافراء واراقة لتنظيف العين. العواطف القوية مثل الحزن أو شدة الفرحة والإثارة، من الممكن أن تؤدي إلى البكاء. وعمليئة التثاؤب من الممكن أن تتسبب في الدموع. وعلينا دوما أن نتحري أي دموع ذرفنا.. هل بكينا حزنا علي شعب جنوب السودان وهو يموت مطالبا بحقوقه في الحرية والعدالة والمساواة؟ ام بكينا لحظة الانفصال على ثرواته التي كنا نقوم باستغلالها منذ خزوج المستعمر وحتى اندلاع الحرب وتدمير الخرطوم التي ازدهت بنفطة وعاجه.. وبانسانه ؟ ام بكينا حزنا على جيراننا وأصدقاذنا منهم إذ صاروا في دولة أخرى ويشق علينا التلاقي؟ أم ترانا حزنا بكينا على انسان دارفور بين الموزع بين الإبادة… والاستغلال والنزوح؟ ام بكينا حزنا ونحن نشاهد فيلم ازيز الانتينوف على جبال النوبة وانسانها وحقه في الحياة الحرة والكريمة؟ أو النيل الأزرق… أحداث كجبار حسكنيتة.. وسرف جداد؟
ام بكينا فرحا ونحن نعانق ثوار عطبرة… وهم يوقعون على دفتر الحضور الثوري الذي مزقته النخبة ب(بتثاوبها) المقيت وهي تحاصص وتحاور وتتامر ؟ … وبما لا شك فيه ان الإنسانية لا تتجزأ وخطاب التشفي الأخرق… هو قمة خطاب الكراهية يملأ النفس حقدا وكراهية ويقوم بعملية تسمم حادة وكاملة يتوقف أثرها النبض الإنساني فيموت الشخص (إنسانيا) ولا تسعفه حينها أجهزة طب الكون جميع
خاتمة مرحلية ونواصل لو بالعمر بقية
(زول يسلف روحي قدرة… زول يناولني الإرادة… زول (يشيل من بالي صوتم… ويمحي من روحي القيادة)