الوضع التنظيمى والدستورى المختل لمجموعة مؤتمر جوبا (2-2)
✍🏿: مقبول الأمين (كوكامى)
فى المقال السابق توقفنا عند رأى الرفاق المختصين من مولانات بعد خبرة طويلة فى مجال العمل القانونى، فى الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وقبلها: حول إختلال الجسم الذى يسمى نفسه ب (الحركة الشعبية لتحرير السودان – مؤتمر جوبا ) و عضويته وقلنا أنه يجب متابعتهم (consouling) و تخفيف حالتهم الشاذة حتى يتسنى لهم مزاولة العمل التنظيمى والإرتباط بالشعب إيجابيا لعكس القضايا الجوهرية و المصيرية وذلك لعدم إلمامهم بأسس العمل التنظيمى.
فى هذا المقال سوف نفرد مساحة للمواقف التنظيمية و الدستورية المختلة لمجموعة – مؤتمر جوبا:
1- عدم مؤسسية الإجتماع الذى إنعقد بمنزل رئيس مجموعة مؤتمر جوبا، لأنه إجرائيا لا يستوفى الأسس والمعايير الصحيحة لتنظيم المؤتمرات، كشرط وجود لائحة، نظام أساسى، تسجيل عضوية التنظيم وتصعيد أعضاء المؤتمر قاعديا من المستويات التنظيمية المختلفة كما فى الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال: (البوما، البيام، المقاطعة، الإقليم ومن ثم المستوى القومى). بل هناك جاء بقصد حضور وليمة ليفاجأ بالمؤتمر، و هذا خلل تنظيمى واضح.
2- العلم الذى تستخدمه مجموعة تلفون كوكو هم لا علاقة لهم به، لأنه علم يخص الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال حصريا. تم تصميم هذا العلم فى ملتقى قيادات الحركة الشعبية بطبانيا يونيو ٢٠١٢ كبديل لعلم الحركة الشعبية القديم بعد أن صار علما لدولة جنوب السودان بعد الإستقلال. وتصميم هذا العلم له معانيه ومدلولاته التى تتفق تماما مع رؤية السودان الجديد والأهداف والمبادئ التى تناضل من أجلها الحركة الشعبية، ولا علاقة مطلقا لمجموعة تلفون كوكو بهذا العلم ومدلولاته.
3 – تكليف الأشخاص من غير علمهم وموافقتهم، و إصدار القرارات بتكليفهم مما يؤكد عدم معرفة المجموعة بعضويتها. ويتضح ذلك جليا في إعتراض الرفيق جمعة محمد الذى تم تكليفه مساعدا للسكرتير العام لمجموعة مؤتمر جوبا بدولة كينيا، ولكن فوجئنا بأنه قد رفض التكليف وإعترض على طريقة إصدار قرار التكليف دون إستشارته وهو لم يكن ضمن أعضاء المجموعة. وأوضح جمعة محمد أن هذا إصطياد فى المياه العكرة، مما إضطره لإصدار بيان توضيحى حتى لا يقع ضحية فى أيدى المجموعة، وأكد جمعة إلتزامه بمشروع السودان الجديد بعيدا عن مؤتمر جوبا الذى لا علاقة له بهذا المشروع الوطنى.
4- أيضا نتابع عن كثب تخبط القرارات الصادرة من مكتب السكرتير العام للمجموعة، كالقرار رقم (1) الصادر من مكتب السكرتير العام لسنة 2021 بتاريخ 7/8/2021 ، وينص القرار على تعيين أمناء السكرتاريات القومية المتخصصة لإدارة العمل التنفيذى على المستوى القومي. هنا نريد أن نسلط الضوء على العضو رقم (8) وهى حنان حسن الزبير تم تكليفها بسكرتارية الشئون القانونية والدستورية، لنفاجأ بقرار آخر رقم (2) ايضآ صادر من مكتب السكرتير العام للمجموعة لسنة 2022 بتاريخ 11/3/2022، وينص القرار (2) على تعيين الرفيق محمد الضاوى ناصر سكرتيرا للشؤون القانونية والدستورية للمجموعة فى تجاهل كامل للمتابعين لتخبط قراراتهم وتجاوزهم للعرف المؤسسى الذى يقتضى إلغاء القرار الأول و إصدار قرار آخر. وهذا يعنى أن هنالك عضوان يشغلان موقعا واحد….عجبا!
5- تجدهم دوما يتبجحون و يهرجون فى الوسائط الإعلامية بما فى ذلك رئيسهم بأنهم لقنوا القائد الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو درسا فى قاعة فريدوم عندما كان يلقى خطابه فى إفتتاح الجولة الرابعة لمفاوضات السلام أمام جماهير وأصدقاء الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ولجنة الوساطة وممثلى الترويكا ورئيس بعثة يونيتامس الدكتور فولكر بيرتس. يدعون أنهم شكلوا وقفة إحتجاجية قوية أربكت رئيس الحركة الشعبية، بينما كنا حضور و شهود عيان لما تم من تشويش من قبل مجموعة تلفون كوكو لفترة لا تتجاوز دقيقتين ثم تم حسمهم على الفور إذ تصدى لهم رفاق راكزون مما أدى إلى تدخل أفراد التأمين فأخرجوهم من القاعة. للأمانة والتاريخ وبدون أى مزايدة حتى هنالك رفاق بالقاعة لم يدركوا ماذا تم لأنهم لم يشاهدوا شيئا سوى حفنة من الشباب تم إخراجهم وطردهم من قبل الأمن بإعتبارهم مشوشين للبرنامج ليس إلا.
6- إدعاءات تلفون كوكو حول مسودة الإتفاق الإطارى التى دفع بها وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان المفاوض غير موفقة وفاقدة للأنانة والمصداقية. الحركة الشعبية طالبت بإلغاء قانون الذكاء وليس شعيرة الذكاة نفسها كما يكذب ويدعى تلفون حتى لا تقتحم الدولة نفسها فى التشريعات الدينية؛ كما إقترحت الحركة الشعبية أن يكون يوم الأربعاء عطلة نهاية الأسبوع على مستوى الدولة بدلا عن ويوم الجمعة لتجنب إعطاء العطلة صبغة دينية توحى بإنحياز الدولة لمجموعة دينية معينة، ولم تتطرق مسودة الإتفاق الإطارى مطلقا لصلاة الجمعة كشعيرة دينية كما يختلق تلفون الكذب لأغراض معلومة. أيضا إدعى تلفون كوكو أن الحركة الشعبية قد طالبت بإلغاء الأذان وإلغاء الإفطارات الجماعية فى رمضان!! أعتقد أن تلفون كوكو مطالب أخلاقيا أن يتصالح مع نفسه ويعتذر لأتباعه وللرأى العام عن هذه الأكاذيب التى تقدح فى مصداقيته كقائد، لأن الإتفاق الإطارى متاح للجميع بمجرد البحث عنه فى قوقل. لم يحدث أن طالبت الحركة الشعبية بإلغاء الأذان والإفطارات الجماعية فى رمضان، ولكن هذه الأكاذيب والمزايدات الرخيصة تقرأ فى سياق حرب الوكالة، إذ تتوافق أكاذيب تلفون المفضوحة مع أساليب فلول النظام البائد وهى أكاذيب داعمة لخط الإسلاميين فى تشويش موقف الحركة الشعبية التفاوضى وشيطنته بتضليل الرأى العام وتعبئته ضد الحركة الشعبية من خلال دغدغة العاطفة والمشاعر الدينية الدينية (خطاب كيزان). إنه أسلوب شبيه بخطاب الكوز الإسلامى والعنصرى الحاقد الطيب مصطفى الذى نعته تلفون ذات يوم بشيخه (عجبا!!). نذكر القراء بأن مسودة الإتفاق الإطارى متاحة فى قوقل لمن يريد الإطلاع عليها ليتأكد بنفسه من كذب تلفون ويتحرى دوافع هذا السلوك.
خطاب التشويش والأكاذيب والشائعات والإساءات التى لم يسلم منها حتى الشهيد المناضل يوسف كوة، والجماعة يتصورون أن هذه الطريقة يمكن أن تخدم أجندتهم فى شق صفوف الحركة الشعبية. خطاب مجموعة مؤتمر جوبا أصبح خطابا مبتذلا ومنفرا لأنه فاقد للمصداقية وأدب الكتابة، ولذلك نرى تراجع الإقبال عليها والتفاعل معها فى الوسائط الإعلامية والسوشيال ميديا بإعتبارها كتابات فاقدة لأى قيمة سياسية أو فكرية، أو حتى أخلاقية. فالقراء عادة ما يتطلعون لمعرفة الرؤى والأطروحات، وليس لديهم أى إستعداد لإضاعة الوقت فى قراءة الأكاذيب والشائعات والإساءات والأساليب المضللة، إنها أسطوانة مشروخة لا أكثر.
يحدثنا تاريخ تلفون إنه مليئ بالمواقف المخزية والمحاولات اليائسة لتثبيط همم الثوار وهزيمتهم معنويا منذ إنعقاد المجلس الإستشارى فى دبى ١٩٩٢ حيث روى الراحل يوسف كوة موقف تلفون الداعى للإستسلام أثناء إنعقاد المجلس الإستشارى فى دبى (مقابلة يوسف كوة مع الصحفى نانى أوبى فى بلندن قبل أسابيع من رحيله)، وهو ذات الرواية التى أكدها القائد يوسف كرة هرون فى حواره مع الموقع الرسمى، كما رواه غيره من القيادات والرموز الذين كانوا حضورا فى ذلك المؤتمر ومعظمهم ما زالوا على قيد الحياة وبذاكرة متقدة، مرورا بكتاب تلفون: (الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى وجهان لعملة واحدة) الذى مثل خلاصة موقفه من الحركة الشعبية والذى عبر عنه بوضوح فى سلسلة مقالاته المنشورة فى جريدة رأى الشعب التى تمثل المنصة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبى أم الحركة الإسلامية، وهذا دليل على توجهات تلفون كوكو ومن يقف خلفه. أيضا لا يفوت علينا دعم النظام البائد لترشح تلفون كوكو ضد الحركة الشعبية فى الإنتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان ٢٠١٠ بهدف تشتيت الأصوات. إذا ما يقوم به تلفون حاليا ليس بجديد وهذا ما يفسر زيارة الجنرال شمس الدين كباشى رفقة عميد أمن عبدالله ميرغنى قنصل السفارة السودانية بجوبا لتلفون كوكو فى منزله رغم نفى تلفون كوكو أن الزيارة تعنى أنه ينتمى للإسلام السياسى ولكن يظل اللبيب بالإشارة يفهم (بلاش غلاط وطق حنك ساى). فتلك الزيارة تؤكد هى الأخرى من يقف خلف تلفون كوكو، ومهما حاول تلفون نفى ذلك، إلا أن ما يقوم به يظل عمل مرصود ومكشوف.
سبق وأن سخر تلفون كوكو من قدومنا للتنظيم كخريجين، وكجيل حريص على إستمرار مشروع السودان الجديد. جيل قادم فى إطار تواصل الأجيال يحمل زخائر متنوعة، وساهم عمليا فى تطوير الحركة الشعبية وتوعية جماهير الهامش، كما ساهم فى إزالة بعض المفاهيم السلبية بالداخل كالعمل في الأعمال المهينة لكرامة إنسان الهامش و الحفاظ على إرثه التراثى الأصيل. ذهب تلفون أبعد من ذلك فوصفنا بالإنتهازيين والهتيفة وكسارى الثلج والعاطلين عن العمل، وكأن الإنضمام لقضايا جماهير شعبنا المشروعة ودعمنا لها سبة وشيئ معيب وخصما على النضال وثورة التحرير (إنه أسلوب تلفون للتنمر على الشباب وتنفيرهم من الحركة الشعبية وهو ما نرفضه بشدة). هكذا إستخدم تلفون آلياته فى نقد وتدمير الحركة الشعبية وتشويش قيادتها وعضويتها حتى نفذت زخيرته، إلا أن النتيجة أنه فشل فشلا ذريعا، بينما تزداد الحركة قوة وصمودا يوما بعد الآخر غير آبهة بترهات المخزلين وفاقدى البوصلة الذين يدعون أنهم يملكون سفينة نوح.
وفى الختام، نحن كأعضاء معنيين بالدفاع عن الحركة الشعبية وقيادتها والتصدى لأكاذيب وشائعات وتجنيات تلفون وأتباعه، ولكننا نلتزم فى الرد عليهم بأدب الإختلاف وأدب الكتابة، ونربأ بأنفسنا من إنتهاج الكذب وبث الشائعات والإساءات وكيل التهم جزافا كما يفعلون لأنه أسلوب لا يشبهنا ولا يخدم قضيتنا. لكن إذا وضعنا فى الإعتبار أن تلفون كوكو قد ناضل فى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ إنضمامه فى العام (1985 – 2005)، فهذا تاريخ نحترمه ونحفظه له. لكنه إنقلب للأسف على الحركة و إنتقدها منذ العام (2005 – 2022) (17) عاما وما يزال، إذا بئس المنقلب وبئس المصير، لكم أن تقيموا وتحكموا أيها القراء على هذا التاريخ، ناهيك عن موقفه فى إجتماعات المجلس الإستشارى.