الهجوم علي الحركة الشعبية حصان السلام الرابح.. لماذا؟

فاروق عثمان

 

ظلت الحركة الشعبية شمال منذ إندلاع الحرب الأخيرة في 2011 المفتعلة من قبل مطلوبا الجنائية الدولية البشير وهارون،ظلت تدافع عن شعب وإنسان وأرض النوبة والفونج بثبات مذهل وعزيمة صلدة تكسرت أمامها كل متحركات الجنجويد، فلم يصلي البشير في كاودا ولم يقترب من أسوارها حتى ألقت به جموع الثوار في كوبر ذليلا مدحورا.
المتابع بدقة لأراء ورؤي الحركة الشعبية فيما يخص أزمات البلاد، طيلة الفترة التي تلت إنتصار الثورة يري بصورة جلية لا لبس فيها أنها الأكثر حرصا على إكمال نواقص الثورة وسد الثقوب العديدة التي وقعت فيها القوي السياسية بعيد توقيع الوثيقة الدستورية المعيبة، فهي أول من تكلم بشكل واضح وصريح لا لبس فيه أو غموض أو لجلجة عن ضرورة النأي عن أسلوب المحاصصة سوا في تشكيل الحكومة أو في اتفاقيات السلام، وتري أن مشكلة الوطن تتمثل في حل جذري شامل ومتكامل ونهائي يخاطب جذور المشكلة السودانية بوقف الحرب لمرة واحدة والي الأبد ، ويقوم على إعادة هيكلة وبناء الوطن علي أسس جديدة، بعيدا عن حلول التجزئيات والترضيات المتمثلة في علاج الأزمة بالقطاعي والتي ظلت تمارسها النخب في الخرطوم مدنية كانت أو عسكرية ، من خلال إختزال مطالب أهل الهامش في مناصب وأمتيازات ينالها قلة من القادة بينما ترزح الكتل البشرية الممثلين لها هؤلاء القادة إفتراضا تحت الفقر والمرض والموت المجاني، فقد ظل الإنسان في دارفور والشرق يموت جماعيا لأتفه الأسباب دون أن تحقق اتفاقية جوبا وقفا لهذا الموت، و المفارقة أن الإنسان في مناطق سيطرة الحركة ينعم بالأمن لأنه تحت حماية سلطة مرتبة ومهيكلة وجيش واقعي مدرب وخبير في القتال. لذا يتضح أن توقيع الإتفاقيات المنقوصة وغير المخاطبة لجذور المشكلة يظل حبرا علي ورق.
كانت الحركة الشعبية واضحة في مسألة حل المليشات والقوي المسلحة وتكوين جيش مهني موحد وواحد وبعقيدة قتالية وطنية جديدة تستسصحب واقع السودان المتعدد والمتنوع والمتباين، كما تحدثت بشكل أكثر وضوحا وتبيانا عن ضرورة إبعاد الدين من الشأن السياسي حتي لا يشوه الدين وتدين السياسة، لأن في تديين السياسة المدخل الأكبر لفعل كل المؤبقات من قتل ونهب وسرقة وفساد ومحسوبية ومن ثم تعليقها في عنق الدين والدين منها براء، وهذا الشي لا يمنعه بشكل نهائي وحاسم إلا قيام دولة يفصل فيها الدين عن السياسة، ولنا في طالبان أفغانستان وداعش العراق وسوريا وشباب الصومال وكيزان السودان أسوة سيئة تجعل من إقفال هذا الباب واجب الوجوب، لأن إدخال الدين في السياسة نتيجته الحتمية والمنطقية الطالبانية او الداعشية او الإخوانية.
تحدثت الحركة عن اللامركزىة والتنمية الحقيقية المتوازنة والعدالة وجبر الضرر والتعويض للضحايا وإصلاح الاجهزة الأمنية والخدمة المدنية، ونلاحظ أن كل ما طالبت به الحركة خرج الثوار مطالبين به في مواكبهم المطالبة بالاصلاح ، أي هناك تطابق وتماثل كبير بين أشواق وآمال جموع الثوار، وما ظلت تنادي يه الحركة، لأنها مطلوبات أساسية لتحقيق قيم الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.
إن محاولة الهجوم علي الحركة الشعبية بإختزال مطالبها أو اجتزائها وتسويق خطاب النظام البائد المكرر والمعاد، ومتبنيه الجدد من أعداء الحركة، سوا الملفوظين من قبل قواعدها أو الخائفين من عودتها للساحة السياسية لما تمثله من ثقل جماهيري نوعي وكبير، نجدها تستلف ذات عبارات النظام البائد من أن الحركة تريد تدمير الدين وأن قادتها ينفذون أجندات الخارج، والصحيح أن الدين في كاودا أصدق وأنقى وأكثر اتساقا، وأن قادة الحركة هم الأكثر وطنية وحرصا علي بقاء السودان لأنه و فعليا الآن الحركة تحكم مساحات بحجم رواندا وبورندي مجتمعتين، وما أسهل أن تعلن قيام دولتها من جانب واحد لو أرادت ذلك أو كان تسعي لإنفصال، وكما تم تشويه د. جون قرنق لعشرين عاما من قبل آلة المركز الرسمية والإعلامية ، وحين عاد إستقبله الملايين بكامل الصدق وعميق العفوية، فإننا الآن أمام ترقب لعودة القائد الحلو بذات الزخم ونفس التفاصيل، لو صدق من يقودون البلاد الآن ووضعوا الوطن أولا وقبل كل شي.

تعليق 1
  1. كوة يقول

    SPLA وييييييي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.