النسوية السودانية من منظور أفريقي (٢)
بقلم/ بدرية سعيد الطاهر
باحثة اجتماعيه مهتمة بشئون المرأة
مواصلة في كتابات النسوية السودانية من منظور أفريقي، سوف نبدأ بسؤال حق العمل عندما تطرحه النسوية السودانية دون وضع الاعمال التي تقوم بها النساء في الهامش في الإعتبار على سبيل المثال ( الزراعة، الرعي، العمل فى المنازل…الخ).
لان الفكرة نفسها يتم طرحها من منظور النساء الحرائر ، فبالتالي العبدات لا تناقش قضاياهن. وعندما نتحدث عن العبودبة أتحدث عن العبودية بشكلها الحديث القائم على الإستعلاء العرقي والعنصرية.
وما يدفعني الى هذا القول هو أن نفس النساء رافعات شعار حقوق المرأة يمتلكن خادمات في بيوتهن ويقضضن الطرف عنهن، وهذا نتاج النظرة الدونية التي هي نتاج العبودية التي تبرر لهن حق ممارسة القهر على النساء الاخريات ويؤكد ذلك ما ذهبت اليه توني مريسون في روايتها ( العيون الأكثر زرقة ) جسدت هذه الوضعية في شخصية كولي التى كانت خادمة لدي إمراة بيضاء ترفض إعطاءها الأجرة كاملة وفي نفس الوقت تطلب منها أن تطلق من زوجها وتوعدها مقابل ذلك الإستمرار في العمل وترد كولي قائلة ( لماذا أترك زوج أسود مقابل إمراة بيضاء ) هذا ما يقودنا الى التحليل الهرمي لالكيس ووكر ( الرجال البيض في اعلى الهرم تليهم النساء البيض ثم الرجال السود أما النساء السود في قاعة الهرم.
نفس هذه الوضعية تنطبق على السودان. الرجل الكمبرادور في أعلى الهرم تليه المرأة الكمبرادورة ثم الرجل المهمش والمرأة المهمشة في قاعة الهرم.
لهذا السبب تزغرد ( مهيرة بت عبود )تصبح بطلة وفي نفس الوقت تناضل العازة محمد أحمد ومندي بت السلطان عجبناولا يذكرهن التاريخ الا في كتابات الرحالة الأجانب. هذا الوضعية لها اثار سلبية ناتجة عن القهر الشديد ولفترات طوية.