الموقع الرسمي يحاور مدير الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير بإقليم جبال النوبة الرفيق كوكاندى كالو شالوكا
الأراضى المحررة: كاودا
حوار: منير بلل
مواصلة لسلسلة حوارته مع قيادات الحركة الشعبية والسلطة المدنية للسودان الجديد وقادة منظمات المجتمع المدنى بالأراضى المحررة، يستضيف الموقع الرسمي اليوم، من مدينة كاودا، ضيفاً مهماً كرس جل وقته وجهده في مجال العمل الإنسانى الطوعى، الرفيق كوكاندى كالو شالوكا مدير الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير SRRA بإقليم جبال النوبة، إلتقيناه رغم إزدحام جدول أعماله وأجرينا معه هذا الحوار المطول، فإلى مضابط الحوار:
الرفيق كوكندى، في البداية نرحب بكم في الموقع الرسمي للحركة الشعبية، أرجو أن تعرف نفسك والوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير لمتابعة الموقع الرسمي:
# أحيي فريق العمل بالموقع الإلكتروني الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وأرحب بكم في مقر الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير بكاودا، أنا كوكندى كالو شالوكا المدير الإقليمي للوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير.
حدثنا عن الوكالة:
الوكالة كانت في البداية عبارة عن مفوضية السودانية للإغاثة وإعادة التعمير قبل الحرب الأخيرة والتى إندلعت فى يونيو من العام 2011م. كان ذلك خلال فترة إتفاق السلام الشامل، وبعد إندلاع الحرب المفوضية حصرت نفسها في تقديم الخدمات وتنسيق جهود العمل الإنسانى الطوعى فى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية فى إقليمى جبال النوبة والفونج الجديد. ومن هنا تمت إعادة تسمية المفوضية بالوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير فى الإقليمي. هذه الوكالة هي الجناح الإنسانى للجسم الحكومى الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، ولديها رؤية ورسالة ولديها أهداف إستراتيجية.
بوصفكم مديرا للوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير، أرجو إعطاء متابعى الموقع خلفية عن الوكالة تأسيسها، مهامها، أهدافها وطبيعة عملها؟
# تتلخص مهام الوكالة فى أربع ركائز أساسية، أولها تنسيق جهود العمل الإنسانى فى الإقليمين. وثانيا، التنسيق بين كل المنظمات العاملة فى الإقليم، الوطنية والمحلية والاقليمية ووكالات الأمم المتحدة وكذلك التنسيق بين المنظمات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة فى المجالات المختلفة كالصحة والتعليم والأمن الغذائى – وتوفير المياه وبناء سلام وغير ذلك. من أجل ضمان تقديم الخدمات بشكل متوازن وعادل لكل المواطنين في المنطقتين وضمان الإستخدام الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للعمل الطوعى الإنسانى، وعدم تمركز الخدمات فى مناطق دون الأخرى. وكذلك لضمان عملية الشفافية والمحاسبية والمسائلة وعملية صنع القرار بشكل جماعى من خلال التنسيق.
وتابع، من مهام الوكالة أيضأ المتابعة والتقييم لعمل وأنشطة المنظمات المحلية والوطنية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة العاملة للتأكد من وصول الخدمات بشكل سليم للمحتاجين، لأن المساعدات لا تكفى لكل المستهدفين ومن خلال المتابعة والتقييم نتأكد من أن الخدمات والمساعدات قد وصلت بالغعل للشرائح الضعيفة، وتأتى أهمية المتابعة والتقييم للتأكد من تنفيذ الخطط والأنشطة والبرامج من قبل المنظمات وفقا للإتفاقيات التى تتم بينها والمؤسسات الحكومية ذات الصلة فى مواعيدها على حسب الحاجة والأولويات وإحتياجات المواطنيين. وبالتالى نحن نقوم بمتابعة وتقييم العمل الإنسانى الطوعى فى عدد (14) مقاطعة واقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، كما نقوم بعملية إستقطاب الدعم الخارجى من المانحين وعملية المناصرة ونقوم بعملية تعبئة المجتمعات على المستوى المحلى والإقليمى والدولى لدعم العمل الإنسانى بالإقليم.
وما هى رؤية الوكالة ورسالتها والمبادئ والقيم الهادية لإنجاز مهمتكم؟
# رؤيتنا فى الوكالة هى أننا (نحلم بمجتمع قوى يتمتع بحياة كريمة ومعتمد على نفسه بحلول العام 2040) ورسالتنا هى إنقاذ حياة الناس والتقليل من المعاناه وزراعة الأمل فى نفوسهم على أساس تحقيق التنمية المستدامة لشعبى الإقليمين. أما هدفنا الإستراتيجى فهو ضمان التنسيق الجيد وتسهيل عمل المنظمات الوطنية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة لتخفيف معاناه الناس بالإضافة إلى تسهيل وتنسيق العمل الإنسانى الطوعى فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية وإستقطاب الدعم والمناصرة للمحتاجين وعملية الإتصال مع المجتمع الخارجى والمانحين لضمان تقديم الخدمات الإنسانية والمتابعة والتقييم من خلال سياسات وموجهات الوكالة وترقية وتقوية مستوى الوكالة والإدارات والأجهزة الحكومية وتنظيمات المجتمع المدنى من خلال التدريب وإعادة بناء المؤسسات.
وأضاف نقوم أيضاً بجمع المعلومات وبناء قاعدة بيانات من المجتمعات المتضررة والعائدين والنازحين وهذا يتم بشكل جماعى بين السلطات المحلية والمنظمات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة والوكالة. كما لدينا القيم والمبادئ التى تضبط سلوك العاملين فى الوكالة لتحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية، وأهم هذه القيم هى الإنسانية، فكلنا بشر متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الإختلافات الأخرى هذه قيمة عظيمة نؤمن بها. وهناك المحاسبية والمساءلة والكرامة والإعتماد على الذات والشفافية والشراكة.
ماهو الفرق بين الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير العاملة بمناطق سيطرة الحركة الشعبية ومفوضية العون الإنسانى بالسودان؟
#هذا سؤال موضوعى ومهم. الفرق طبعا كبير بينهما من حيث القيم والمبادئ الخاصة بالوكالة السودانية، فالمفوضية السودانية مفوضية تعمل علي تسييس الخدمات الإنسانية ونحن على عكس ذلك نؤمن بالإنسانية وخدماتنا لكل الناس بغض النظر عن إختلافاتهم. مفوضية العون الإنسانى بالسودان توجهة الموارد الخاصة بالعمل الإنسانى الطوعى لتحقيق المكاسب السياسية كما نجد أن المفوضية تقهر المنظمات الدولية وتبعدها وتعيق عملها وتتدخل فى شؤونها ولا تحترم حقوق الإنسان ولا تعترف بالمواثيق الدولية، ونحن معترفين وملتزمين بأعراف العمل الطوعى الإنسانى.
كيف تنظمون عمل المنظمات الوطنية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة العاملة بالإقليم؟
نحن لدينا قانون العمل الطوعى الإنسانى المجاز من مجلس التحرير القومى فى أغسطس من العام 2020.
وما هى أهم ملامح هذا القانون؟
# أهم ملامح هذا القانون أنه أعطى الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير التفويض الكامل في تنسيق جهود العمل الإنسانى الطوعى ومراقبة وتقييم أداء المنظمات وتنسيق جهود العمل الطوعى، كما ألزم القانون كل المنظمات التى ترغب في العمل بالإقليم بأن تكون لديها الصبغة القانونية عبر التسجيل ولدينا مسجل قانونى هو المعنى بتسجيل المنظمات المحلية والوطنية والدولية، بإشثناء وكالات الأمم المتحدة لا تسجل ولكن القانون ألزمها بتوقيع مذكرات تفاهم مع الحكومة والتوقيع على إتفاقيات فنية مع الإدارات ذات الصلة وكل منظمة ليس لديها الصفة القانونية (غير مسجلة) ليس من حقها إستقطاب الدعم باسم بالإقليم. وألزم القانون كذلك المنظمات الوطنية والدولية بأن تكشف الخطط والبرامج وتنفيذها بالتنسيق مع الإدارات ذات الصلة والوكالة حسب الحوجة ويلزم القانون المنظمات بكشف مصادر تمويلها لأننا نعيش فى وضع يمكن لبعض المنظمات المشبوهة أو الإرهابية إذا لم تجد المتابعة والرقابة الكافية يمكن لها أن تدخل الإقليم وتنفذ أجندتها، لذا على كل منظمة كشف مصادر تمويلها.
وتابع، حدد القانون شروط لتسجيل المنظات وذلك بوجود مجلس إدارة وهيكل إدارى ودستور كأهم الشروط لتسجيل المنظمات. كما يوضح القانون سياسات تنظيم العمل الإنسانى الطوعى. فى تقديرى هذا القانون جيد ويساعد فى تنسيق جهود العمل الإنسانى الطوعي فى الإقليم.
لقد تعرض المواطنون فى المناطق المحررة لإستهداف ممنهج من قبل النظام، هل لك أن تحدثنا عن الأوضاع الإنسانية فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية؟
# الأوضاع الإنسانية فى الإقليم كما هو معلوم لديكم منذ إندلاع الحرب في يونيو من العام 2011م حيث منعت حكومة النظام البائد المنظمات الإنسانية من الدخول إلى الإقليم وتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب ورفضت دخول الغذاء والدواء حتي أمصال تطعيم الأطفال مما أدى إلى تردى الأوضاع الإنسانية فى المنطقتين، ولكن ظلت إرادة الشعوب هى الأقوى دائما، فطوال فترة الحرب والتى إستمرت لمدة عشرة سنوات ظل المواطن يعتمد على نفسه فى توفير غذائه وإستطاع ان يعيش دون الحصول معونات و مساعدات حتى هذه اللحظة. صحيح أن هناك منظمات قدمت خدمات، ومع أنها ليست بالشكل المطلوب لكنها ساعدت المواطن أن ينتج ويعتمد علي نفسه.
ويتابع، الوضع الإنسانى. من ناحية الغذاء المواطن يجتهد في توفير غذائة، ولكن تظل الخدمات الصحية واحدة من التحديات الكبيرة طوال هذه الفترة وليست هناك أية مساعدات فى هذا المجال وهنا لا يفوتنا أن نشكر أبناء وأصدقاء شعب النوبة ونشيد بدورهم الكبير لمساعدتهم لشعب الإقليم ببعض الأدوية المنقذة للحياة، مع أنها غير كافية بشكل عام، ونتيجة للإعتماد على النفس الوضع ليس بالسيئ ونسعي لإستقطاب الدعم من المانحين وأصدقائنا فى الخارج لتقديم الخدمات الأساسية للمواطن.
ما دور المنظمات الدولية والوطنية العاملة فى الإقليم، وما هى الخدمات التى تقدمها فعليا فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية؟
#أولا، ليست هناك منظمات دولية عاملة بالإقليم، وهنا لابد من الإشادة بالدور الكبير الذي تقوم به المنظات الوطنية بالإقليم والتى إستطاعت أن تطور نفسها ومواردها وأن تستقطب الدعم من المانحين، وبالتالى ساعدت المواطنين طوال فترة الحرب. معظم الخدمات التى تقدم هى خدمات أساسية فى مجال التعليم والصحة والمياه والزراعة والأمن الغذائى وصحة الحيوان وبناء السلام والحماية المجتمعية.
ما هى أبرز التحديات والصعوبات التى تواجه عمل الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير؟
أهم التحديات الأن ونحن فى وضع اللاحرب واللاسلم هى منع المنظمات الدولية من الدخول إلى الإقليم مما أدى إلى تردى الأوضاع، كذلك بعد إجازة قانون العمل الإنسانى الطوعى. نحتاج لوقت حتى تتفهم المنظمات وجود قانون وحتمية التعامل معه وتطبيقه. كذلك إتساع الرقعة الجغرافية للمناطق المحررة بالإقليم حيث لديناعدد (14) مقاطعة وشح وسائل الحركة والإتصالات وعدم وجود كادر مدرب ومؤهل بالعدد الكافى حتى يغطى كل الإقليم. كما تعانى الوكالة من عدم وجود دعم حتى تستطيع القيام بدورها كاملا، فمحدودية الخدمات وقلتها دون توقعات وطموحات المحتاجين.
علمنا أن هناك ورشة عمل تم تنظيمها مؤخرا بمدينة هيبان بتنسق من الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير بحضور وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية، هل لك أن تحدثنا عن أهداف و مخرجات تلك الورشة؟
# صحيح، إنعقدت ورشة عمل مشتركة بين الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير والإدارات الحكومية المختلفة ووكالاات الأمم المتحدة بمشاركة الرفاق فى إقليم الفونج الجديد. الهدف من الورشة هو الوقوف على الإحتياجات والأولويات لدى المواطنين، ولقد تمكنا من تحديد الأولويات فى خمسة قطاعات هى التعليم، الصحة، المياه، الزراعة، الأمن الغذائى والحماية المجتمعية. ولقد إتفقنا على أهم خمسة برامج كأولوية لكل قطاع وصممنا خطة إسعافية لمدة عام وكان من المترض أن يبدا تنفيذها إعتبارا من شهر سبتمبر الماضى، ولأول مرة تستطيع المنظمات الوطنية والمحلية ووكالات الأمم المتحدة، وتحديد أولويات وضع خطة مشتركة لمدة عام. الجدير بالذكر انه حتى الآن ليس هناك أى إتفاق فيما يخص العمل الإنسانى الطوعى، الشيئى الذى تم بين قيادة الحركة الشعبية – شمال وبرنامج الغذاء العالمى هو عبارة عن تبادل خطابات وموافقة قيادة الحركة الشعبية بإستضافة وكالات الأمم المتحدة. و على هذا الأساس تمت عدة زيارات من وكالات الأمم المتحدة وعقد عدة إجتماعات وتحديد أولويات الإقليم.
الرفيق كوكندى، هل من رسالة أخيرة فى خواتيم هذا الحوار؟
رسالتى لشعبى الإقليمين جبال النوبة والفونج الجديد، وللشعب السودانى عامة أن التغيير آت لا محالة، ويجب أن نضع مصالح المواطنين فوق كل شئ، ويجب أن نعمل على تقديم الخدمات الأساسية لهذا الشعب. رسالتى لشعبى الإقليمين أن يتمسكا بوحدة الصف بإعتبار الوحدة واحدة من مصادر القوة المطلوبة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الحرية – العدالة – المساواة). كما أوصى بالإهتمام بالتعليم لأنه أيضا من مصادر القوة المطلوبة. ورسالتى الأخيرة للمواطنين يجب الإعتماد على النفس بدلاً من الإعتماد على المساعدات الخارجية ويجب أن نكتشف الموارد الموجودة فى مناطقنا ونستغلها الإستغلال الأمثل من أجل العيش بكرامة ورفاهية. وختاما أشكر الرفاق فى الموقع الرسمى على إجراء هذه المقابلة المهمة، وأتمنى أن يتحقق السلام العادل الشامل الذى يخاطب ويعالج جذور المشكلة ويوقف الحرب دون رجعة، ويحقق العدالة والحرية والمساواة لكل الشعوب السودانية.