المكاشفي يوصى قضاة محاكم الطوارئ: “قطّعوا العبيد، قطّعوا العبيد”
أزهري بلول [email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
” ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها، و غَضِبَ الله عليه و لعنه و أعدّ له عذاباً عظيماً”
صدق الله العظيم
في مجلس ضمّ قاضي محاكم الطوارئ السابق الدكتور إبراهيم خالد المهدي، والدكتور صلاح الزين وشخصي، قال لنا الدكتور إبراهيم المهدي إنه إبان فترة عمله كقاض في محاكم الطوارئ: ” كان المكاشفي يمرّ علينا ويقول لنا: قطّعوا العبيد، قطّعوا العبيد.” ويواصل دكتور إبراهيم المهدي حديثه، ويقول عن نفسه إنّه لم يصدر قط حكماً بالقطع طيلة فترة عمله في محاكم الطوارئ.
إن المكاشفي طه الكباشي لا يتورع في أن يخالف الشريعة الإسلامية صراحة حين ينادي بتطبيق حد القطع على من يراهم عبيداً!!! والمكاشفي يدعي زورا وبهتاناً ودجلاً أنه يطبق شرع الله!! إن المكاشفي وبقية قضاة محاكم الطوارئ تنطبق عليهم مقولة شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه: “عاشوا على الإسلام طول الوقت، و ما عاشوا ليهو أي وقت.. ” ( محاضرة الاستقلال وقضايا الشعب- دار الحزب الجمهوري، الموردة 31 ديسمبر 1968م)
بعد أن أعتقل الأستاذ محمود ومعه عدد من الإخوان الجمهوريين بسبب إصدار منشور “هذا أوالطوفان”، قدم الأستاذ كلمته المشهورة أمام مهزلة “محكمة” المهلاوي في 7 يناير 1985م:
“أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة، وللإسلام، أكثر من ذلك فإنها شوّهت الشريعة وشوّهت الإسلام ونفّرت عنه، يضاف إلى ذلك انها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله، ثم إنها هددت وحدة البلاد، هذا من حيث التنظير.
أما من حيث التطبيق فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا، عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين. ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكَّرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت ان تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين.” (حديث الأستاذ أمام مهزلة المهلاوي، 7 يناير 1985م) (موقع الفكرة دوت أورق)
غني عن القول إن الإسلام يرفض العنصرية، فالله سبحانه وتعالى يقول: “يا أيها النّاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير.” و يقول النبي (عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم): ” إنّما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.”
ففي الوقت الذي كان يدافع فيه شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه و تلاميذه عن الإسلام والسودان وأصدروا منشور “هذا أو الطوفان” كان المكاشفي طه الكباشي يعمل على تشويه الإسلام والتنفير عنه، ويعمل على بث العنصرية.. وبعد كل هذا فهو لا يتورع في أن يتجاوز القانون ويقحم حكما بالردة على الأستاذ محمود محمد طه وهو حكم نقضته المحكمة العليا السودانية في عام 1986م.
ورد في منشور هذا أو الطوفان: “غايتان شريفتان وقفنا، نحن الجمهوريين، حياتنا، حرصا عليهما، وصونا لهما، وهما الإسلام والسودان.. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب، من كرايم الأخلاق، وأصايل الطباع، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة، التي لا مفازة لها، ولا عزة، إلا في هذا الدين العظيم.. ”
قال الأستاذ محمود في من يدعون الحكم بالشريعة الإسلامية: “لو كان نحنا ناسنا مخلصين للشريعة السلفية في أخلاقهم، وفي معايشهم، وفي التزامهم، نحنا ما بنلومهم… نحنا ما لايمنهم إنهم ما قدروا يفهموا ما هو أعلى من ده…لكن لايمنهم لأنهم في المستوى ده هم ما صادقين، و ما هم مخلصين، وأنهم باستمرار استعملوا الدين مطية للسلطان..” (محاضرة بيننا و بين محكمة الردة -نادي الهدف عطبرة 25 مارس 1969م) (موقع الفكرة دوت أورق) وهذا هو حال المكاشفي، وحال جميع من شارك في قوانين سبتمبر “هم ما صادقين، وما هم مخلصين وأنهم باستمرار استعملوا الدين مطية للسلطان..”
التحية مجدداً لشهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه والخزي والعار لكل من شارك في هذه الجريمة النكراء.
أزهري بلول [email protected]