المخلوع البشير مسيلمة هذا العصر!!
طه مدثر
(1) فى هذا العصر المسربل بالمصائب والكوارث والمحن وسوء الشخصيات التى تدير كل شئوننا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والخ. بكل حالاتها الصلبة والسائلة والغازية والملتهبة. تظهر شخصيات سياسية تحديدا ولا داعى لذكر أسمائها. فهم معلومون بسيماهم وعلاماتهم الظاهرة للعيان. ولدينا سياسي ظهر في العصر البرهاني (ما بقول ليك التوم هجو ولا اردول ولا مناوى ولا عسكوري. والله العظيم مابوريك اسمه) لو ولد هذا السياسى قبل هبنقة المعروف بالبله والبلادة والغباء. لو ولد قبل هبنقه بساعة فإن هبنقه لم يكن ليذكره ويخلده التاريخ فى سجلاته. ولكن كل هذا البله والبلادة والغباء كوم ومن يرد منافسة مسيلمة الكذاب كوم اخر.
(2) فالرئيس المخلوع عمر البشير المتهم ضمن آخرين.بتدبير انقلاب الثلاثين من يونيو 1989. هذا المخلوع مخلوق غريب الصفات والاطوار..واغرب صفة فيه.هو اعترافه الموثق بالصوت والصورة.بانهم قتلوا الآلاف من السودانيين فى كثير من ولايات السودان.قتلوهم لأسباب تافهة.فلم نسمع أو نرى هو ومن جاء به السلطة.انهم يوما ما.قد أعلنوا أسفهم وندمهم.ويحسون بالذنب وعذاب الضمير.لما ارتكبوه من جرائم وموبقات طوال ثلاثة عقود من الزمان.لا نجد شيء نصف به هذه السلوكيات.الا أن نقول انها استهانة بعظم الجرائم التي ارتكبوها.وهذه الإستهانة بالنسبة لهم اسلوب حياة.وسلوك اعتيادى .وعادة من عاداتهم.وصفة من صفاتهم توارثوها جيل بعد جيل.وتتغير مسيمات واجهات تيارهم الاسلامى السياسى منذ جبهة الميثاق إلى الجبهة القومية إلى الحركة الاسلاموية.والى ظهور اجسام جديدة كالتيار الاسلامى العريض أو نداء اهل السودان.وتتعدد واجهاتهم والأذى واحد.
(3) فالمخلوع الذى يتباهى ويتفاخر بأنه مفجر مايسمونه زورا وبهتانا ثورة الإنقاذ الوطني. والتي أطاحت به ثورة ديسمبر الظافرة وبصحبه الفاسدين. كانت أمامه فرصة عظيمة وهو يواجه العالم وعبر جلسات محاكمة مدبري إنقلاب الإنقاذ. والتى تبث مباشرة. كانت أمامه فرصة ليطلب العفو والصفح من أي مواطن ناله الأذى أثناء حكمه . ويعتذر على ضياع ثلاثة عقود من حياة الشعب السودانى. ولكن الله أعمى بصيرته. وظن أن الجالسين أمامه ومن حوله وكاميرات الفضائيات تتجول داخل القاعة. ظن أنه يخاطب حشدا من الحشود التى أدمن مخاطبتها. فوقف وألقى على مسامعنا خطاب نهاية إنجازات العام الحالي. والتعهد بمزيد من الإنجازات!!
(4) وما يهمنا هنا هو إعترافه بأنه هو وحده المسؤول الأول والأخير عن إنقلاب الثلاثين من يونيو. وهو يريد أن يشيل الشيلة وحده. ظانا أننا مجموعة من الحمقى والمغفلين. يجب علينا تصديقه. فهو الرائد الذي لا يكذب أهله!!
(5) ولكن ليس فى الأمر عجب أن يأتي المخلوع بمثل هذه المزاعم. ولكن الأمر الذى يدعو للعجب انه لم يخرج أحد من قيادات الحركة الإسلاموية ويقول للمخلوع قف يارجل. اصمت أيها الكاذب . لولا نحن لم يكن لك ذكر بين الورى. ولم تكن لك سيادة على وطن عملاق كالسودان. بل لم تكن تحلم بالمرور من أمام القصر الجمهورى. نحن من جئنا بك وجعلناك سيدا.
(6) نعم الحركة الإسلاموية.هي من علمت المخلوع البشير الرماية.ولما أشتد ساعده رماهم داخل السجون . ووقعت المفاصلة الشهيرة التي كانت بينه وبين عراب الإنقاذ حسن عبدالله الترابي. أي المفاصلة بين القصر والمنشية.
(7) لذلك نقول إن المخلوع البشير لو ولد قبل مسيلمة الكذاب بنصف ساعة فلم يكن لمسيلمة مكان فى التاريخ. فالمخلوع هو مسيلمة هذا العصر. والشواهد والادلة لا تحصى ولا تعد. وأيضا تقول غالبية الذين كانوا يحكموننا طوال ثلاثة عقود. كانوا يحفظون الحديث الشريف (كل بنى ادم خطاء وخير الخطائين التوابون) ولكن من عمل منهم بهذا الحديث؟ وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم ..!!