القفز فوق حقائق الواقع والتاريخ دعوة مغرضة
✍🏿 بقلم: باب الله كجور
بعث إلي شخص يتوارى خلف إسم مستعار (نوبة بس) برسالة على الواتساب وقرات الرسالة فإستوقفتنى فقرة قال فيها: (الحركه الشعبية تنظيم معيق لوحدة شعب النوبه، والحلو مسيطر ورؤيه السودان التى قاتلتم من أجلها اصبحت بالية وعفى عليها الزمن، وأن المبادئ والأهداف صارت لا تفى بالغرض ومجهودات التى بذلتموها فى الحرب العبثيه أختطفت من قبل الدخلاء….هذه دعوة لك ولكل أبناء النوبة لتحرير انفسكم من أجل الوحدة)، إنتهى. لكل شخص فينا أفكاره التى يؤمن بها ويدافع عنها، ويظل الإختلاف شئ طبيعى واحترام الرأى الآخر ضرورة، والعداوة والصداقه فى السياسه لاتدوم ولاتبقى فى حالة ثبات وضبط النفس فى المواقف الحرجه مطلوب للاتزان وعدم الإفلاس أو التفوه بالعبارات التى تسيئ للنيل من الخصوم فى لحظات إنفعال وشطط وتشويه مضمون ماقيل وإخراجه عن السياق وتحريف الجوهر.
إن وصف الحركة الشعبية كتنظيم معيق لوحدة النوبة فيه ظلم وتجنى ومغالطة لحقائق الواقع والتاريخ، بل وتطاول على جميع أبناء النوبة فى الأراضى المحررة وفى مناطق سيطرة الحكومة وفى بلاد المهجر الذين تنادوا ولموا الشمل بكاودا فى صيف العام 2003 فكان مؤتمر كل النوبة الذى كسر حاجز العزلة بجمع النوبة على كلمة سواء، وذبحت القطيعة قربانا للإنعتاق والخلاص ومهدت الطريق للمطالبة بالحقوق المشروعة بعيدا عن باطل التسويف والمبرارت الغير الموضوعية وترهات مايسعى إليه الأوصياء وينادى به الأدعياء من قيادات الغفلة. فعلاقة الحلو كرئيس لحركة ثورية تحررية، وقائد لجيش منظم وسكان المناطق المحررة قائمة على التوافق والإحترام، والحلو إلى جانب تاريخه النضالى الناصع لديه من القدرات التى جعلت الرفاق يقفون خلفه كقائد. فالسيطرة فى فلسفة ومفهوم السطلة بمعناها العام ليس خضوع وإخضاع بالقوة، ولا تسخير الأضعف لخدمة أغراض الأقوى كما تظن.
إن التمسك بمبادئ السودان الجديد هو المصل الواقى من الإنتكاسة، كما أن التمسك بالأهداف ترياق ضد الهبوط فى مستنقع القبلية. أما الحرب التى وصفتها بالعبثية هى نتاج مشكلة لها جذور عميقه ومتلازمات وتعقيدات وصراع طويل بين مركز ظالم وهامش مظلوم ومضطهد وهى رواية لم يكتب فصلها الأخير بعد، ورحلة مضنية ومليئه بالمنعرجات والمنعطفات والتضحيات وفى محطاتها أسرار كامنة ظلت طئ الكتمان ستفصح عنها الأيام. وبين بدايه الشرارة والإشتعال ونهاية الحريق بقايا رماد تحتها وميض نار وشد وجذب مستمر. ورفاق السلاح والكفاح الذين نتعتهم بالدخلاء الخاطفين هم ليسوا كما تزعم وتدعى، وهو قول مردوظ وليس به أى جديد نستشرف به المستقبل ولاقديم تالد نتذكر به الماضى ودعوتك النوبة للتحرر لهو مزايدة ومجرد دعوة لتثبيط هم الثوار، ولذر الرماد فى عيون كل من يناضل من أجل الحرية ويعيش فى جبال النوبة ( الحاضنه) التى ثهفو إليها قلوب الأحرار فقد استحدث من خصيتهم بدعوتك المغرضه لتحرير أنفسهم وطوروا مفاهيم وأدوات وعى وذاكرة حاضره للتعاطى مع كل جديد ومواجهة كل من يحاول اللعب على حبال الإثنية والقبلية بدغدغة المشاعر ومخاطبة روح النوبنة فى المنتمين لأكبر حركة ثورية فى السودان.
رجاءا ألعب غيرها، لأنه لا مجال لهذه الأفكار الرجعية والمتخلفة فى وسط رفاق النضال. كما أن الوحدة المربوطة بإقصاء الآخر لا تعنينا فى شيئ.
2 فبراير 202 تيما
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.