القصة ليست انقلاب…. (  2/2)

بقلم : عبدالعزيز ابوعاقلة

بقلم : عبدالعزيز ابوعاقلة
# لم يكن اختلال الدولة السودانية صدفة بل هو تاريخ طويل من اللامبالاة السياسية للنخب عملياً في بذل اي مجهود يذكر في اي مشروع وطني قومي جاد لكل الناس لينتشل الوطن الكبير من كبوته التاريخية المزمنة ما بعد فترة الاستعمار وحتي المشاريع الوطنية المتقدمة التي نشأت بمجهودات لكي تنقل الوطن الي الضفة الأخرى. تم تجاهلها ووأدها بالتآمر عليها قبل أن تبلغ رشدها ..والحقيقة الماثلة علي ارض الواقع الان أن كل ذلك ما هو الا صراع كراسي مكرر حول السلطة وتمدد نفوذ ومصالح خاصة لكل المجموعات التي وضعت يدها علي السلطة الان ( قحط/ والجبهة الثورية بشقيها ) ومن معهم . وجميعهم لم يدركوا ضل الضحى و ساروا علي نفس الاساليب المجربة القديمة البالية في كل الفترات الانتقالية السابقة بتغير الوجوه بل مؤخرا في ثورة ديسمبر المجيدة 2018 م تفجاؤا بالتغيير الذي صنعته الجماهير بنضالها اليومي الدؤوب في كل شوارع الوطن الكبير لإسقاط النظام الفاشي عملياً بينما هم في الساعة 25 يتحالفون حول حصص الهبوط الناعم لا من اجل الوطن بل من اجل المحاصصات السياسية والاجندة الخاصة ويتجنبون كل المسائل المفصلية التي تساهم في بناء الدولة السودانية الديمقراطية المدنية الحديثة علي اسس سليمة وحكم عادل رشيد والتوافق حول دستور دائم يؤدي الي سلام عادل مستدام والنهوض بمعيشة لقمة العيش اليومية للناس مما يجعل الباب مفتوحاً علي مصراعية لأي ردة للتحول الديمقراطي المدني الذي ترتضيه الجماهير وخاصة بعد انكشاف اقنعتهم بعد وضع مجموعة منهم بعد انقسامهم يدها مع المكون العسكري ( نخب الجيش/ ومليشيا حميدتي ) وهذا مما يغري اي مغامر للانقضاض علي السلطة ممن يبحثون عن السلطة (عسكريين / مدنيين ) .
# القضية الاساسية الدائرة في هذا الصراع الأني هو أنها صراع قشور فقط (سلطوي ) لم يلامس اصل وجذور مشكلة الدولة السودانية ولا هواجس واحلام الشرفاء في الوطن وتأسيس الدولة السودانية التي ظلت تعاني منذ استقلالها من حكم الفاشية العسكرية و من توجيه بوصلة تقدمها من قبل النخب رجوعاً الي الوراء والاساليب الملتوية ( متلازمة فشل التحول الديمقراطي ) بتدخل الجيش في السياسة بمعاونة نخب سياسية لها مصالح وامتيازات في ذلك عقب كل انجاز لانتفاضة وثورة ينجزها ابناء الشعب السوداني بدمائهم الغالية وخاصة لمن يقرأ كتاب الفترات التاريخية الماضية بعينين وعقل مفتوح لكل فترات الانتقال الديمقراطي اثبتت بذلك فشل العبور الي انتقال سلس أمن . مما اتضح هذه المرة بعد انجاز الشعوب السودانية ثورتها زادت قضية التآمر والتدليس علي الثورة والثوار بوجود مليشيا ( حميدتي ) في شراكة (ضيزي ) غير مستحقة في الفترة الانتقالية الحالية بل شرعنتها ومباركتها من نخب الجيش وبعض السياسيين الانتهازيين . ومن المؤكد أنه في كل تجارب الدول التي وجدت فيها مليشيات مصنوعة لم تساهم في اي انتقال ديمقراطي بل كانت عامل اساسي للفوضى الامنية والقتل والسحل وبث الكراهية والعنصرية لسبب بسيط لانها لا توجد لديها عقيدة قتالية منضبطة وتربيتها التنظيمية قائمة علي حماية مصلحتها فقط و ليست مصلحة الوطن .
# الجماهير التي خرجت من قبل واخيرا في 21 اكتوبر 2021 في كل المدن والقري والطرقات والشوارع في لوحة نضالية زاهية وطنية بإرادتها الحرة ارادت ان ترسل رسالتها الي من هم في السلطة بانها ماضية في فروض ثورتها المجيدة الي نهاية استكمال شعاراتها التي طرحتها من قبل بالدم والدموع في كل الشوارع عنوانها خيار الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة ولا عودة نهائيا للظلاميين من الفلول والمتحالفين معهم من نخب الجيش ومليشيا حميدتي وان الثورة باقية ما بقي الشعب السوداني وان عهد الخداع والوصاية علي الشعوب السودانية من قبل النخب السياسية قد ولي وصولا الي وطن جديد مستحق لكل الناس خالي من التهميش الاثني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي وان فبركة تقسيم السودانيين قد مضي وان المواطنة الحقة التي تبقي وان منطقة الوطنية ليست محتكرة لجماعات او احزاب او نخب سياسية او عسكرية , وان المظالم التاريخية في هامش الوطن مستحقة والمطالبة بها حق ودماء شهداء الوطن لن تضيع هدرا والجناة لن يفلتوا من العقاب المستحق عاجلا ام اجلا وعقارب الساعة المستقبلية سوف تسير في صالح الثورة والثوار والوطن والسودان الجديد اتي لاريب فيه .
عبدالعزيز ابوعاقلة
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.