القائد/ عبد العزيز الحلو رجل المهام الصعبة و السلام
بروفايل : حسين سعد :Splmn.net
أعاد رجل المهام الصعبة القائد/ عبد العزيز آم الحلو – للأذهان أنه (رقم صعب) لا يمكن تجاوزه في قضية الحرب و السلام. و في مفاوضات السَّلام كان (الحلو) مُتمسِّكاّ بالوصول إلى حل جذري لقضية السَّلام، و رفض وصف النزاع في دارفور بـ(قضية دارفور). و ذكر إنه لا توجد قضية تُسمَّى قضية (دارفور)، أو قضية (جبال النوبة) و قضية (النيل الأزرق) و قضية (الشرق). و قال (بحزم )في حواري الأخير معه : لا توجد قضية تُسمَّى (قضية دارفور، أو جبال النوبة، أو النيل الأزرق). و إن المشكلة في الأساس هي (مشكلة السُّودان) و تتمثَّل في الأسئلة التَّالية : (كيف يُحكم السُّودان – و علاقة الدِّين بالدَّولة و سؤال الهوية و كيفية إدارة التنوُّع و أضاف كل هذة المشاكل تُعالج بإعادة هيكلة الدَّولة السُّودانية على أُسس جديدة لتسع جميع السُّودانيين و أثناء مظاهرات و مواكب ثورة ديسمبر كان (الحلو) يسند الثورة و (الشفاتا) و (الكنداكات)، و عندما تزامنت ذكرى إعدام الأستاذ : (محمود محمد طه) في خضم الثَّورة مع ذكرى رحيل (عود الصندل) الفنان/ مصطفى سيد أحمد، و الفنان/ محمود عبدالعزيز (الحوت)، أصدرت الحركة الشعبية بيانات بتلك الذكري فضلاً عن دعم الثَّورة بالمواكب الدَّاعمة للثُّوار في مناطق سيطرة الحركة الشعبية التي ظلَّت تصدر البيانات الداعمة و الرافضة لإستخدام العُنف. و عندما أطاحت ثورتنا الظافرة بالطُغاة أعلن (الحلو) و بمُبادرة منه وقف إطلاق النار و العدائيات. و عندما تم فض إعتصام القيادة، أجريت معه حواراً في يونيو (2019) بإسم (الرفيق/ كالو)، حيث أدان (الحلو) جريمة فض الإعتصام و طالب بتحقيق دولي في تلك الجريمة.
الزاهد..
القائد (الحلو) مُثقَّف، زاهد، و بسيط. لكنه في ذات الوقت صلب و مُتَّسِق مع مبادئه. و له سيرة نضالية مليئة بالدروس و العبر، و معطونة بالجسارة و حب الناس. فقد ظلَّ يُناضل قرابة نصف قرن، أتَّسمت حياته بالزُهد و التضحية و نكران الذات فهو خريج الجميلة و مستحيلة (جامعة الخرطوم). لم تغُرَّه حياة الأفندية و الوظيفة، حيث إنخرط مُبكِراً في النضال. يتمتَّع (الحلو) بشخصية قوية و كاريزما، و في ذات الوقت هادئ و مُتَّزِن، يمثل (الحلو) محطَّة تجمُّع ما بين السِّياسي، الإقتصادى، العسكري، و الزاهد، كل هذه الصفات جعلته محبوباً، في الحوار الذي أجريته معه في يونيو 2019، كتبت في مقدمته إن صفحات تاريخ نضالات الثُّوار عامة، و السُّودانيين و المُهمَّشيين في السُّودانيين (شمالاً و جنوباً) خاصة ضد القمع و الإستبداد – دوَّنت صفحات ناصعة من الشجاعة و الجسارة لعدد من الرموز و القيادات ومن بينهم القائد/ عبد العزيز آدم الحلو – رئيس الحركة الشعبية – شمال، ذلك البطل الحقيقي، و السِّياسي، و المُعلِّم و المثقَّف، والمتواضع، قليل الكلام، كثير الفعل. (الحلو) يشابه المُلهم (قرنق) و الجبل رقم (100) المُعلِّم/ يوسف كوة مكي – أولئك العظماء الذين تخطُّوا الكثير من الصعاب، و قاموا بتحقيق الكثير من النجاحات. للـ(حلو) ميزات تفضيلية عديدة حتى صار يُطلِق عليه رجل المهام الصَّعبة. و كثيراً ما ينجِز مهاماً صعبة، و لا يعلم الناس إنه كان مُهندِّسها، وعقلها المُفكر، و أداة نجاحها الحقيقية. و فوق هذا و ذاك يحمل (الحلو) الكثير من الصفات الحميدة و النادرة، و هي قوة الإرادة، الثقة الكبيرة، العمل، المُثابرة، و الصبر. بعكس العديد من السِّياسيين الذين يسعون للظهور الإعلامي، و المُشاركة في كل حدث، و التباهي بإنجازاتهم حتى و إن كانت صغيرة، كان (الحلو) صاحب مواقف واضحة، يقول ما يميله عليه ضميره و مصالح جماهيره من المُهمَّشيين و الكادحيين، و المحرومين الذين يستقبلونه بالأهازيج و الدفوف و الزغاريد لأنهم يحبِّون صدقه و إنسانيته الرفيعة. فهو معهم في الكهوف و الكراكير، و في القري و الأرياف، يأكل طعامهم و يُشاركهم أفراحههم و أحزانهم.
ميلاده و تعليمه :
و في تدشين الحملة الإنتخابية للحركة الشَّعبية في إنتخابات 2011 كشفت القيادية بالحركة الشعبية وزوجة المُلهم الدكتور/ جون قرنق – مدام (ربيكا قرنق) و حافظة أسراره، كشفت عن وصية الجبل رقم (100) يوسف كوة مكي – قبل رحيله الدواي – حيث ذكرت إنه قال : (ما داير أموت قبل ما يمشي الحلو إلى الجبال). و في مقال له بعنوان : القائد/ عبد العـــزيـــز آدم الحلو – أُســطورة المهام الصعبة، و أمـل المُهمَّشين. كتب (عبد الوهاب الأنصاري) إن (الحلو) المولود بقرية (الفيض أم عبد الله) بالمنطقة الشرقية لجبال النوبة التابعة لمحلية رشاد، تلقَّى دراسته الأولية بمدرسة (دلامي) الأولية، و المتوسِّطة بمدرسة الدلنج المتوسطة، و الثانوي بمدرسة كادقلي الثانوية العليا العريقة (تِلَّو)، و كان قد أكمل دراسته الجامعية بجامعة الخرطوم أم الجامعات السودانية، الجميلة و المستحيلة زمانها، و العصية علي غير المُتفوِّقين أكاديمياً (زمن البوكسن). تخرَّج منها فى العام 1979، ثم عمل بالهيئة القومية للكهرباء و المياه حينها، لم تسلبه الوظيفة و بريقها و إمتيازاتها و صفويتها و مكانتها الإجتماعية المرموقة، لكن (عبد العزيز الحلو) كان كالعهد به نسيج وحده بخيوط إنسانية مُطرَّزة بالأدب الجم و التواضُع النبيل.
رفقة الجبل رقم (100) :
يمضي عبد الوهاب بقوله : أثناء الدراسة الجامعية إلتقى عبد العزيز الحلو بيوسف كوه مكي الذى درس معه فى نفس الكلية – الإقتصاد بجامعة الخرطوم – حيث إكتشفا إنهما بجانب إنتمائهما لنفس المنطقة – جبال النوبة فإنهما ينتميان لنفس المدرسة الفكرية و السياسية، فقاما بتأسيس رابطة طلاب جنوب كردفان بجامعة الخرطوم، و بعد تخرُّجهما – نشطا فى تعبئة شباب و خريجى جبال النوبة حول قضايا الإقليم، فأسفرت تلك الجهود عن تكوين تنظيم (الكمولو) الذى يُعتبر النواة و الرافد الرئيسى للحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السُّودان – إقليم جبال النوبة، و قد ساعد القائد/ عبد العزيز آدم الحلو رفيقه و قائده/ يوسف كوه مكي على تأسيس الحركة الشَّعبية و الجيش الشَّعبي لتحرير السُّودان بجبال النوبة.
خليفة كوة :
و يقول عبد الوهاب – عندما إشتَّد المرض (سرطان البروستاتا) حيث كان يوسف كوه يتعالج فى بريطانيا، أوصَّى يوسف كوه د / جون قرنق وصيته الأخيرة بتعيين القائد / عبد العزيز آدم الحلو الموجود آنذاك بشرق السُّودان حاكماً لجبال النوبة خلفاً له قائلاً : (قاربت أيامى على النهاية، و لكننى لن أكون مستريحاً فى قبري ما لم أسمع بإن عبد العزيز الحلو تم تعيينه حاكماً لإقليم جبال النوبة) فكان له ما أراد. و جاءت توصيته لمعرفته الجيِّدة لـ(عبد العزيز الحلو) و رؤاه و أفكارِه، و حنكته السياسية و القتالية و الإدارية. كما إنه كان يدرك جيداً إن (عبد العزيز الحلو) هو الشخص الوحيد القادر على توحيد أبناء النوبة حول أهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان، و قيادتهم إلى بر الأمان في الحرب و السلم.
قتال بشجاعة :
القائد/ عبد العزيز الحلو – هو من القادة النادرين الذين قاتلوا فى جميع الجبهات تقريباً، تدرَّج فى الجيش الشعبي بعد تخرُّجِه مُباشرة من الكلية التدريبية للجيش الشعبي برتبة (النقيب)، ذهب إلى جبال النوبة برفقة القائد/ يوسف كوة مكي بكتيبة “البركان” حيث قاتل فى جبال النوبة (الجبهة الرابعة) فى عِدَّة محاور و مناطق، و الجبهة الأولى (أعالى النيل)، و الجبهة الثانية (بحر الغزال) أثناء التقدُّم إلى دارفور في العام 1991. و الجبهة الثالثة (الإستوائية)، و الجبهة الخامسة (النيل الأزرق). و عندما تأسَّس لواء السُّودان الجديد فى المنطقة الشرقية – كان (عبد العزيز الحلو) قائداً لقوات الجيش الشَّعبي. و ظلَّ هُنالك حتى وفاة القائد/ يوسف كوه مكي في 31 مارس 2001 حيث تم تكليفه حاكماً لجبال النوبة خلفاً له. و بعدها عاد إلى الجبال مرة أخرى،. و قد أوكِلت إليه مهام قتالية في غاية الخطورة أشهرها حملة دارفور الشهيرة برفقة الشهيد/ داؤود يحيى بولاد عام 1991م. و هي الحملة التي وجدت نجاحاً كبيراً فى بدايتها. و عندما عاد إلى الجبال في يناير 2001 شنَّ النظام البائد حملة ضخمة بمُتحرِّك ضم (8) آلاف جندي بهدف إسقاط (كاودا) حيث كان الهجوم من خمسة محاور، و لكنه بصلابته المعروفة و حُب الجنود له، و ثقتهم فيه، إستطاع أن يُكسِّر هذا المُتحرِّك و يُلحق به هزيمة قاسية أجبرتهم على الفرار و الإنسحاب حتى تم توقيع إتفاق سويسرا لوقف إطلاق النار فى العام 2002.
هدوء و تواضع :
يقول عبد الوهاب : إن (الحلو) رجل يُجيد الإستماع بصورة هائلة رغم مكانتِه و مركزه السِّياسي و العسكري، تجده يجلُس مع الجميع حتى حديثي العهد بالعمل السياسي و صغار الجنود، و يستمع إليهم و يقبل آرائهم و يعمل بها إن كانت جيدة، و أحياناً تجده في مزرعته يزرع مع جنوده، و هو رجل بسيط و مُتواضِع، لا يحمل الحِقد و الضغائن في صدره، و في ذات السياق يقول الكاتب : (أتيم ياك أتيم) في مقاله : (وقائع الغابة يوسف كوة : عائداً لجذوره) الذي ترجمه (عبد المنعم الجاك) – إن (الحلو) رجل مليئ بالتواضُع، ذو سِجل نادر من البسالة خلال العمليات العسكرية في جبال النوبة و جنوب السُّودان و شرق السُّودان، و في دارفور، و يقول الكاتب : بالرغم من إتِّصاف (عبد العزيز الحلو) بالهدوء، إلَّا انه رجل يُجادل من أجل قضيته بصبر و إقناع مُجرَّد من إستدرار العاطفة.
الإتِّفاق المُشترك :
و عقب توقيع (حمدوك) و (الحلو) علي الإتِّفاق المُشترك في العاصمة الأثيوبية (أديس أبابا) الخميس الماضي، ضجَّت الأسافير ببيانات التأييد و الدَّعم و الترحيب بالإتِّفاق من القوي السياسية و مُنظَّمات المُجتمع المدني و المنظمات العالمية. و في الخرطوم تدافعت جماهير الحركة الشَّعبية – شمال إلى مطار الخرطوم لإستقبال رئيس مجلس الوزراء الدكتور/ عبد الله حمدوك ظهر الجمعة. و إصطفَّت جماهير الحركة في باحة المطار الخارجية، و هي تحمل لافتات مكتوب عليها (حمدوك و الحلو) أمل السُّودان، و لافتة أخرى مكتوب عليها السُّلام أولاً، و أخرى سلام الشجعان و أخرى العلمانية تضمن وحدة السُّودان، و كان الإتفاق المُشترك (إعلان المباديء) قد نصَّ على وجوب إعتماد دستور السُّودان لمبدأ : (الفصل ما بين الدِّين و الدَّولة)، و في حالة غياب هذا المبدأ يجب إحترام حق تقرير المصير. و أقر الإتِّفاق بأن يحتفظ جبال النوبة و النيل الأزرق (المنطقتين) بوضعهم الرَّاهن بما في ذلك الحماية الذاتية لحين الإتِّفاق علي ترتيبات أمنية جديدة بين الطرفين و التحقُّق من التَّطبيق الكامل لمبدأ (فصل الدين عن الدولة). كما شدَّد الإتِّفاق على عدم جواز تحديد دين رسمي للدولة. كما لا يجوز التمييز بين المواطنين على أساس ديني.
إستقبال بالخرطوم و مواكب بكاودا :
و في الاثناء أيَّدت منظمات المُجتمع المدني بالأراضي المُحرَّرة / جبال النوبة الإتِّفاق المُشترك، و قالت المُنظَّمات في بيان لها ممهور بتوقيع رئيسها (كجو شاين أباجو) نُعلِن دعمنا و تأييدنا للإتِّفاق المُشترك بين (حمدوك و الحلو) و ندعو للدِّخول في المفاوضات المُباشرة بناءً على المبادي الستة، و أكَّدت المُنظَّمات إنها تتضامن مع كافة مُنظمات المُجتمع المدني داخل و خارج السُّودان التي تعمل بشفافيه و صدق من أجل سلام عادل و شامل في السُّودان و أوضح البيان أن الإتِّفاق المُشترك بين حمدوك و الحلو يفتح آفاق جديدة للدخول في مفاوضات حقيقية بين الحكومة الإنتقالية و الحركة الشَّعبية لتحرير السودان – شمال لإستناده على (ستة مبادئ) تقوم عليها المفاوضات القادمة، و من أهمها (فصل الدين عن الدولة) و إن السلام العادل يستند على أساس متين من المواطنة المُتساوية بين كافة المواطنين. و تساءل البيان : ماذا نريد لشعبنا ؟ و أجاب البيان : (نريد سلاماً يُلبِّي مطالب شعبنا الذي إنقطع عن حركة العالم لأكثر من 30 عاما) و تابع : (نُريد سلاماً يُعالج المظالم التَّاريخية التي لحقت بشعوب الهامش في السُّودان) وزاد : (نُريد سلاماً يكفُل الحُرِّيات الدِّينية و كافة الحُرِّيات الأساسية المُختلفة) و في تلك الأثناء و في مشهدٍ بهيج و على أنغام (الوازا) و أهازيج (البلونقر) تدافعت يوم الأحد – آلاف الجماهير من كافة أرجاء إقليم الفونج بالأراضي المُحرَّرة مُعبِّرين عن فرحتهم بالإتِّفاق المُشترك الذي تم توقيعه بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) الخميس الماضي. حيث تعالت الأصوات بالهُتافات (الحلو وييييي، علمانية ويييي، سودان جديد وييييي كل المُهمَّشين وييييي) كما حملت الجماهير لافتات مكتوبٌ عليها : (العلمانية أساس الوحدة، عزَّتنا في هويتنا، نعم لمخاطبة جذور المشكلة، تقرير المصير حق إنساني و ديمقراطي لكل الشعوب) .. و غيرها من الشِعارات التي قدّموا من أجلها أرتالاً من الشهداء.
حيث كانت في مُقدِّمة المواكب مُنظَّمات المُجتمع المدني، الشباب، الطُلَّاب، المرأة، الإدارات الأهليه الأعيان، و رجالات الدِّين الإسلامي و المسيحي، و كريم المُعتقدات الإفريقية. و خاطب الحشد الجماهيري مُحافظ مقاطعة الكرمك/ محجوب نمر، و سكرتير الحركة الشعبية / عبد المنعم الحاج عبد الله، و في ختام المُخاطبة الجماهيرية بميدان الحرية في يابوس تحدَّث حاكم إقليم الفونج الأستاذ/ داؤود إدريس نصر. الذي عبَّر عن فرحة شعب الإقليم بهذا الإتِّفاق و دعمهم لقيادة الحركة الشعبية في سعيها لتحقيق سلام عادل، و أكَّد تمسُّكهم برؤية السُّودان الجديد نهجاً و سلوكاً كما أكَّد إلتزام قيادة الحركة الشَّعبية في الإقليم بالمُضي قُدماً في طريق الثَّورة و النضال حتى تتحقَّق آمال و تطلُّعات المُهمَّشين.
صناعة السلام تحتاج الي ارادة قوية وشخصية قوية ذات تاثير قوي ومباشر شخصية تواجهة الاس الحقيقي للمشكلة وليس القشور وهذا ما يتوفر في قيادة الحركة في شخصية الرفيق القائد الحلو والحركة كمؤسسة قوية بكوادرها ورؤيتها
نعم عبدالعزيز آدم الحلو رجل بقامة وطن انه رئيس السودان القادم وأمل المهمين وكل السودان وفخر كل الشعب السوداني
قائد
لديه رؤية وحكمة وقوة في المواقف..
من الوطنين القلائل
له التحية والتقدير