القائد الراحل كارلو تريلا.. شجاعة وإخلاص وتفاني للقضية

القائد الراحل كارلو تريلا.. *شجاعة وإخلاص وتفاني للقضية

بروفايل.. حسين سعد : Splmn.net

قصة حياة ومسيرة القائد الراحل كارلو تريلا كوكو مدير الاستخبارات والامن يجب التوقف عندها كثيراً .
القائد كارلو كان يراوغ الموت في الغابات والخيران والجبال ، وينجو بأعجوبة من نيران العدو وقذائف طائرات الانتنوف وينقذ معه جنوده وشعبه ، وسط أهوال الحرب ولعلعت الرصاص وسقوط الشهداء والجرحى كان القائد كارلو حاملاً لراية النضال مرددا.. النضال مستمر ياكمرد والنصر أكيد. ولاتزال الراية في يده ملوحاً بها للمعلم والجبل رقم (١٠٠) القائد يوسف كوة مكي في رقدته الأبدية في قمة جبل لويرى قائلا له.. نحن حافظين للمسؤولية وسنبني جبال النوبة الجديدة. كما كان كارلو في خط الدفاع الأول لمد الحركة الشعبية والجيش الشعبي بكل تحركات العدو يجمع تلك المعلومات ويحللها ثم يدفع بها للقيادة لاتخاذ الخطوات والتحولات اللازمة ووضع الخطط المحكمة في مواجهة العدو؛ القائد كارلو كان خارقاً واسطورة عاشت بين أهل الجبال مدنيين وعسكريين رجال ونساء وشباب وأطفال؛ وكان معطاءاً مثل خريف جبال النوبة ، كان كارلو شجاعاً وبسيطاً ومحبوباً وجريئاً كرقصة الكمبلا والكرنق وهتافات الثوار في الخرطوم وبري وعطبرة والعباسية ومدني ودارفور.. “حرية سلام وعدالة”
القائد كارلو الذي راوغ الموتَ في كل الجبهات التي شارك فيها، بذل نضالات حققت احلام شعبنا في الحرية والسلام والكرامة وبناء سودان جديد ، هذه الحياة الحافلة بالتضحيات للراحل لم تنكسر أو يصيبها الإحباط واليأس؛ ولم تخبو جمرة الحلم في مورالات الجيش الشعبي وأناشيد المدارس. ودعوات وصلوات المساجد وترانيم الكنائس .

سيرة النضال والكفاح

وتقول السيرة الذاتية الناصعة للبطل الراحل الرفيق القائد كارلو تريلا كوكو أنديلي انه من مواليد منطقة (تاجورو – لمون) في العام 1963. والرفيق متزوج من زوجتين (السيدة/ أورشليم كوكو – السيدة / كني نبيل) – للفقيد عدد (9) من البنات والبنين وهم (دانيال، خميس، مارثا، تومبي، جوجو، كالينا، أموجا، كوجيما، تريلي).

تلقى البطل الراحل المراحل التعليمية حيث درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة الخرطوم الإبتدائية (1970 – 1976 و
المتوسطة في كمبوني الأبيض (1977 – 1980) اما الثانوي
فقد درس في كمبوني الأبيض حيث نال دبلوم التجارة (1981 – 1984) وبدأ البطل حياته
العملية حيث عمل معلماً بمدرسة كمبوني بورتسودان (1986 – 1987).وتحكي مسيرته النضالية جسارة باهرة.
إلتحق الراحل بالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في العام 1987 وتخرَّج ضمن الدفعة الثانية ثم إلتحق بالكلية الحربية للجيش الشعبي في منطقة (إيسوكي) وتخرَّج برتبة : ملازم ثاني في العام 1991.وعمل بإقليم الإستوائية ضمن ضباط الجيش الشعبي
عمل بشركة (كمولو) للإستثمار. ثم عمل مُراقباً بالمفوضية العسكرية المُشتركة (JMC) بعد إتفاق سويسرا لوقف إطلاق النار بجبال النوبة في العام (2002 – 2005).ولاحقا عمل مديراً لمفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج (DDR) خلال الفترة الإنتقالية بعد توقيع إتفاق السلام الشامل في العام (2005 – 2011).وقبل رحيله الفاجع عمل البطل مدير الإستخبارات بهيئة أركان الجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال (2017- 2020).وكان قد تدرج في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السُّودان حتى رتبة القائد.

مقبرة الابطال..

وفي تشييع كارلو بمقبرة الابطال بقمة جبال لويري قال القائد عزت كوكو انجلو رئيس هيئة اركان الجيش الشعبى لتحرير السودان /شمال في كلمته القصيرة في مراسم التشييع التعازي لقيادة وجماهير الحركة في كل مكان واضاف كارلو ذهب وترك الف كارلو من خلفه من الشباب فقط عليكم التمسك بمشروع السودان الجديد لان هناك التزام لوصية القائد يوسف كوة بحتمية تحقيق السودان الجديد ولازال العهد قائم وهذه مسئوليتكم لتحقيق هذا الهدف ،واشار عزت مخاطباً الحضَور ان كارلو ورفاقه سلموكم هذا المشروع عليكم حمايته والمحافظه عليه.

مناضل فريد..

الرفيق القائد النور صالح البادل حاكم اقليم جبال النوبة وصف الراحل كارلو بانه احد المناضلين الاشاوس وهو مناضل من طراز فريد عاش قويا ومات كالعظماء وفي السياق شكر الرفيق دانيال كارلو تريلا نجل الراحل جماهير الحركة الشعبية باروا وجوبا وايدا وجبال النوبة لوقفتهم الصلبة وقال نيابة عن الاسرة نشكر هذه الوقفة التي اكدت لنا مقام الراحل وسط رفاقه؛ الجدير بالذكر أن من بين القيادات الذين شكلوا حضورا مهيبا في وداع الراحل كان هناك السكرتير الاول للسلطة المدنية الرفيق ارنو نقتولو لودي ، الرفيق رمضان ابراهيم شميلا قاضي المحكمة العليا للسودان الجديد ،والقائد ابراهيم الملفا مرة قائد الجبهة الاولي مشاه ، وعدد من السكرتيرين علي المستوي القومي والاقليمي.

وحدة المهمشين..

وفي تأبين الرفيق الراحل كارلو الذي خاطبه القائد عزت كوكو انجلو رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي لتحرير السودان /شمال بمنطقة كركر مسقطراس الفقيد وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين يتقدمهم القائد ارنو نقتلو لودي السكرتير الاول للسلطة المدنية للسودان الجديد والقائد النور صالح البادل حاكم اقليم جبال النوبة والرفيقة حواء مندو اسماعيل رئيس مجلس التحرير القومي بالانابة وقادة الالوية وقادة الوحدات الفنية بالجيش
الشعبي وعدد من المسؤلين في الاجهزة السياسية والتنفيذية واصدقاء واسرة الفقيد؛ حيث حيا الرفيق عزت كوكو نضالات وتضحيات القائد كارلو تريلا وجدد التعازي لقيادة وجماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان في كل العالم؛ وقال ان كارلو كان رجل يدعو لوحدة المهمشين في السودان وله اسهامات وبصمات في مسيرة النضال الطويل منذ انضمامه للحركة الشعبية وحتي رحيله ومهما تحدثنا لن نوفيه حقه .
سنواصل المشوار..

ومن جانبه تعهد الرفيق ارنو نقوتلو لودي بمواصلة النضال وقال.. نحن نجدد التزامنا لك ايها القائد باننا سنواصل في مسيرة النضال ولن نتخازل و سنحقق الهدف الذي من اجله قاتلنا وناضلنا وفي الأثناء قال النور صالح البادل ان كارلو تريلا كان معلماً لنا جميعا وكان حكيمنا ونحن لن ننسي مواقفه في الثورة كان شجاعاً صادقاً وله مبادئ كما تحدث في المراسم الرفيق دانيال كارلو ابن الفقيد نيابه عن الاسرة.

من المحرر..

اما نحن أيها القائد الشجاع نقول لك وانت ترقد رقدتك الأبدية اطمئن النضال مستمر والنصر أكيد وسنحقق وصية قائدنا ومعلمنا الجبل رقم ١٠٠ يوسف كوة مكي وسنكون سندا ودرعا ورمحا وسيفا وقرطاسا وقلما لرئيس الحركة الشعبية القائد عبدالعزيز الحلو الذي قال يوسف كوة في وصيته إلى بطل ثورة المهمشين الدكتور جون قرنق انه ما داير يموت قبل يذهب الحلو إلى الجبال وهاهو الحلو وانت يا كارلو قبل أن ترحل قد كنت مع الحلو في الجبال جبل جبل وكركور كركور مدافعين عن شعبنا محققين الانتصار تلو الانتصار حتى شهدت قبل رحيلك الفاجع توقيع الحلو وحمدوك للاتفاق المشترك في أديس أبابا ومن ثم توقيع اعلانات وبيانات سياسية مع أحزاب سياسية ومنظمات واجسام مطلبية ومكونات الولاية؛ أيها القائد كارلو سوف نخيط اكفاننا بأيدينا دفاعاً عن الوصية والكرامة ودعما لقائدنا الحلو وسنرسم صور شهدائنا على سفوح الجبال، وانت واحدا منهم ونتذكر في بيوتاتنا كارلو الذي أعطي عمره ، غير منقوص، لهذه القضية؛ وظل طوال حياته المعطونة بالنضال لا ينام كارلو كما ننام نحن ليس خوفاً ، فهو جسور ومشهود له بالشجاعة وثبات قلبه، لكنه إنساناً يحمل على كتفيه قضية جبال النوبة والسودان الجديد ، وهذا يفسر قلّة كلامه ، ومحبته التي وسعت كل شي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.