الفتنة النائمة في السودان من أيقظها ..؟

مايكل ريال كرستوفر

 

منذ فترة ظلت الانطمة التي تعاقبت علي حكم السودان ،تعبث بامن الدولة لاهداف ومصالح حزبية ضيقة ولا تبالي مطلقا بامر المواطنين ،وتثير المشكلات هنا وهناك خاصة في اطراف السودان ،مستخدمة سياسة ( فرق تسد ) كأسلوب لها في البقاء في السلطة لفترة طويلة حتي وان ادي ذلك الي دمار شامل ..

وشهدنا ذلك خلال حربها مع الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان حيث استخدمت بعض ابناء الهامش في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ،واعتمدوا علي الاستهبال وكانت شعاراتهم زيف حيث زجوا الدين في حربهم لاستثار عاطفة الشعب السوداني باسم الجهاد .. واستمر هذا الوضع حتي تاريخ انفصال جنوب السودان ، وكنا نظن ان دولتي السودان سوف تشهد استقرار سياسي وامني ولكن إستمروا في بث خطاب الكراهية وسط شعوب الهامش واستعانوا بقوات خارجة عن القانون لتنفيذ مخططاتهم ،وسرعان ما اختلت الموازين وتبدلت المواقف ،وانتقل الصراع فيما بينهم والكل يريد ان يثبت احقيته في حكم السودان ،وانشطروا داخل كيانهم الاسلاموية ( مؤتمر شعبي ، ومؤتمر وطني ) وبعد سقوط نظام البشير كان هناك نافذين داخل المؤسسة العسكرية يمارسون نفس الاساليب ،لتشتيت وحدة السودان واحاكو المؤامرات ضد ارادة الشعب السوداني وانقلبوا علي الثورة وانقلبوا علي انفسهم ..

وهذا السيناريو كان متوقع وكان الشارع العام والاحزاب الحقيقة تنادي طيلة السنوات الماضية بخروج العسكر الي الثكنات ،وحل الجنجويد ولم تجد دعوات الشارع اذان صاغية ،واخيرا تضاربت المصالح واختلفت المواقف وتازم الوضع الداخلي وخرجت شعارات التكفير والجهاد وسمعنا اتهامات للطرف الاخر يصفوه بالعمالة والتمرد و و و الخ .وهي نفس الالفاظ التي كان يرددها الاسلامويين في حربهم مع الحركة الشعبية التي شيطنوها اعلاميا وغبشو وعي الشارع لربع قرن من الزمان

في الايام الفائتة تابعنا بقلق شديد التوترات بين قائد قوات الدعم السريع ورئيس مجلس السيادة السوداني وما حدث سبقه وتم تخطيطه بعناية ،من ثم خرجت من جحورها للعلن في شكل حرب بيانات ، ويقف وراء دون شك قيادات نافذة من اتباع النظام السابق الذين لديهم وجود داخل المؤسسة العسكرية .هؤلاء هم من ايقظوا الفتنة النائمة في السودان.وفي لحظة الصفر انفجر الصراع داخل العاصمة الخرطوم اليوم الثلاث علي التوالي تدور معارك كر وفر وسقط خلالها العشرات من الابرياء .

ومن يظن ويعتقد من اهلي في جنوب السودان ان ما يحدث اليوم في السودان هو ( شان داخلي ) فهو بدون شك واااهم ولا يمتلك بعد نظر

لان الأوضاع اذا تطورات في مقبل الايام فمن المرجح ان الاضرار سوف تشمل كل السودان وستامل نيران الحرب الاخضر واليابس ، وستفتح الباب عريضًا لتدخل دول من الخليج تدعم الطرفين ومن المؤكد بان هناك دول في الاقليم مستفيدة من عدم استقرار السودان ، ستحاول تمرير اجنداتها ، وسيجد المجتمع الدولي الفرصة للتدخل الخارجي ،ونحن في دولة جنوب السودان سنكون من اكثر الدول المتضررة من عدم الاستقرار الامني والسياسي ..

ليس بالدس فقد وقفنا مع الثورة السودانية السلمية التي أقتلعت نظام الإنقاذ من جزوره، وكنا نظن أن فجر الثورة سوف يزيح ظلام التغبيش الا ان ذات العقلية الماكرة ظلت تدس السم في دسم الثورة، وكانت الفتنة نائمة وتشخر حتى جاء من أيقظها من النوم وحدث ما يحدث الآن، دعواتنا أن يحفظ الله السودان وأهله ولعنة الله، على شياطين الفتنة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.