الطفيلية والإختلالات الإجتماعية
✍🏿: كمال ضيفان بابكر
الطفيلية ٱفة خبيثة تتغلغل داخل الأوساط المعافاة وتفسدها وتسبب أمراض خطيرة يصعب معالجتها والتحرر منها سواء على الصعيد السياسي أو الإقتصادي أوالإجتماعي أو الثقافي كحال السودان، ومثلها مثل ديك العدة لو خليته يكسر ولو طردته يكسر فالسؤال : ما هو سبب فشل كل الحكومات الأجنبية والوطنية في حل جذور الأزمات السودانية وحسم هذه الأوضاع الخاطئة؟
كتجربة الحكومات الأجنبية: الحكومات الأجنبية غير محاسبة علي إخفاقاتها في الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، لأن جل همها هو إستغلال الموارد ونهبها بكل الصور والإستقرار بجميع أنواعه ليس من أهدافها الإستعماريةوهذا ظاهر عند الحكومات التركية والبريطانيا والمصرية، فأما المهدية: رغم ثوب الإسلام الذي كانت تتوشح به إلا أنه غلب عليها الأطماع التوسعية بلا رؤى سياسية أو إقتصادية أو تنموية، بل كانت تركية أخرى قائمة على جمع الجبايات والإسترقاق (راتب المهدي، الجيوش الرقيق) السلطنة الزرقاء: رغم أنها سميت بالسلطنة الزرقاء الإسلامية إلا أن قادتها كانوا إقطاعيون بنوا جيشا لإرتكاب مجازر ومحارق من أجل التمكين والسيطرة، وتمدد نفوذهم بدون رؤية وخطط تساعد في الإصلاحات السياسية والإقتصادية والتنموية.
هذه الأزمات لم تحل وظلت مصاحبة للأوضاع السودانية بعد المهدية والسلطنة الزرقاء، وحلها لايفلح فيها إلا ذوي الوعي العالي من رجال الفكر والساسة الوطنيين والسودان طيلة الفترات السابقة والحاليه لم يحظي بأى من الفئتين وغياب الإنتماء الوطني واضح لا يخفي على أي شخص، فالرؤوساء الذين مروا علي السودان فشلوا فى تقويم المجتمع والتقليص من عناصر أزماته وتمهيد الطريق الصحيح للمستقبل، فالرئيس السوداني إسماعيل الأزهري في أول خطاب له أمام البرلمان أعلن أن السودان دوله عربية رئيس الوزراء السوداني د. الجزولي دفع الله أعلن في التلفزيون القومي محذرا بنات وأبناء الشعب السوداني من مؤامره عنصرية إفريقية مسيحية تستهدف العروبة والإسلام. رئيس الوزراء السوداني سر الختم خليفه وقراره برفض تسجيل إتحاد عام جبال النوبة كحزب سياسي ووصفه بأنه مثل إتحاد كرة القدم أو الجمعيات.
الرئيس السوداني جعفر محمد نميري و قراره بحل إتحاد عام جبال النوبة والإدارات الأهلية والإبقاء علي بعض الأحزاب.
رئيس الوزراء السوداني الصادق المهدي ووزير دفاعه برمة ناصر والحاكم الإقليمي الفاتح بشاره وأعلان الحرب ضد النوبة وإعتبارهم متمردين.
الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعلن الحرب الجهادية على النوبة وقال قولته المشهورة سوف نلاحقهم جبل جبل، كركور كركور.
الإستقلال لم يعبر عن أي فهم للوحدة والتضامن الوطني لأن عناصر متدنية الوعي هي التي تسيدت المشهد السياسي في السودان
وكما أشرنا ولفترات طويلة لم تتمكن من تقويم المفاهيم وتصحيح إختلالات البنية السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية، والسؤال الموضوعي والمنطقي : لماذا لا ترضى النخب السودانية وأصحاب الإمتيازات بنظام حكم مؤسس علي رؤية السودان الجديد ورؤوساء من الهامش السوداني؟