الطب المؤدلج:من الطيب سيخة إلى طارق ملتوف

محمد عبد الملك

 

تفرِّق إتفاقيات جنيف (Geneva Conventions) تفريقاً واضحاً بين دورَيْ الطبيب والجندي في أرض المعركة،إلى الحد الذي يجعل أحدهما مناقضاً للآخر؛ فدور الجندي في أرض المعركة هو أنْ يقتل ويصيب الخصم/العدو بالأذى؛ ذلك هو الدور الذي تمَّ عليه تدريبه، وأدَّى عليه القسم؛ وهو الدور الوحيد الذي يجب عليه أن يؤديه حتى وإنْ كانت نتيجته الراجحة مقتله، هو شخصياً،وذلك وفقاً لعقيدة الأمر العسكري القاطعة :(Go and die and don’t say why) ورغم ذلك فإنَّه مقيَّدٌ في التعامل مع أسراه بأعراف وقوانين دولية؛ بينما يكون دور الطبيب في أرض المعركة، وإبَّان النزاعات المسلَّحة، هو دوره ذاته الذي تأهَّل له وتدرَّب وأدَّى عليه قسم المهنة (قسم أبقراط أو ما في حكمه) ذلكم: حفظ الحياة؛ فبينما يكون على الجندي أن يقتل الخصم/العدو ويسبِّب له الأذى؛فإنَّ على الطبيب أنْ يُسعف ويمدُّ أسباب الحياة؛هذا التفريق يشير ببساطة إلى أنَّ الطبيب،في مهنته؛ لا خصم له ولا عدو سوى الموت ومسبَّباته،لذلك فإنَّ قانون مهنة الطب، إضافة لإتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني،قد أرست جميعها مدونةَ قواعدٍ للسلوك(Code of Conduct)تجعلُ من يخرقها مخالفاً لأخلاقيات المهنة، وبالتالي غيرُ جديرٍ بممارستها ،من تلك القواعد التي تحدِّد دور الطبيب في أرض المعركة وإبَّان النزاعات المسلَّحة؛ تذكر الدكتورة سوزان نيوهوس بجامعة أدليدي بأستراليا:

١- يجب أنْ لا يشارك الطبيب في الاحتراب إلَّا لحماية مرضاه (They may not partake in acts of war-although they may use weapons to protect their

patients)

٢- يجب التعامل مع كل المصابين استناداً على حاجتهم للعلاج دون النظر للجنس أو الدين أو القومية،والأهم: دون تصنيف عدو/صديق (enemy status )

٣- الطبيب ملزم بالقانون أنْ يتحدَّث عن الفظائع والانتهاكات الواقعة،من كل الأطراف المتحاربة، على الجسد الإنساني،بالتقرير عنها طبياً.

حساسية وتميُّز مهنة التطبيب ،في وقتي السلم والحرب،تجعلان منها المهنة الأكثر إنسانية في الأوقات التي يتهدَّد الحياةَ فيها الخطرُ الأكبر:النقص الذي ربما ينتهي بالموت.

لذلك فإنَّنا مطالبون بالوقوف أمام كل من ينتهك مدونة قواعد سلوك وأخلاقيات هذه المهنة الحسَّاسة؛بتسميته،تعييره والتشهير به(Name & Shame) ثمَّ بإلغاء تسجيله في المراكز التي تنظَّم المهنة، بل ومنعه من ممارستها، ذلك ما حدث للأطباء الَّذين تعاونوا مع محاكم الهوس الديني،أيام المكاشفة والمهلَّاوي، فقطعوا أطراف الفقراء باسم الحدود، والدبَّابين من فئة الدكتور الدبَّاب خليل إبراهيم وغيرهم كُثر.

من بين غُثاء الفيديوهات الكثيرة التي يبثها الطبيب طارق الهادي، وهو في زيٍّ عسكريٍّ أحياناً، وأحياناً في زيٍّ طبيٍّ(Medical Scrubs)؛ أدناه ڤيديو يصف فيه لمتابعيه،وكأنه يكتب روشتة،كيف تصنع الملتوف بالطريقة الناجعة/القاتلة!

هذه الفيديوهات تعتبر بينةً كافيةً ضده في خرق مدونة قواعد السلوك المهني (Code of Conduct)؛ اسمعه،هنا، وهو يوصف للناس كيفية صنع الملتوف محرِّضاً على القتل،وفي غيره يحرِّض على قتل زملائه في اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء واصفاً إيَّاهم بيهود بني قُريظة( وبنو قريظة في مخيال الكوز/الداعشي/المسلم المؤدلج هم خصومٌ وأعداء يجب قتلهم”حيثما ثقفتموهم”)وأخرى واصفاً فيها اعتقال زميله في المهنة بالعملية النوعية(نعم؛عملية عسكرية نوعية؛لا لتحرير حلايب أو شلاتين؛إنما لاعتقال فرد أعزل نائماً في بيته!)إضافة لاتِّخاذه موقف الخصم المتشدِّد من طرفٍ في الحرب الدائرة الآن.

هذه الفيديوهات تضع هذا الطبيب “المتعمِّد” طارق ملتوف ،في رتبة واحدة مع سلفه الطالح العميد طبيب الطيب سيخة، وهي تمثِّل بيَّنة كافية لإلغاء تسجيله من أي مجلس طبي محترم وحرمانه من ممارسة المهنة (وأخصُّ في الوقت الراهن المجلس الطبي البريطاني”GMC” إنْ كان ما يزال مسجَّلاً به، والمجلس الطبي السوداني متى قامتْ الدولة المدنية التي ننشد ).

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.