الشهيد حسن إبراهيم..قدرك عالي ياسامي المقام
بكاه:حسين سعد
قال البطل الثائر تشي جيفارا(كنت أتصور أن الحزن يمكن أن يكون صديقا لكنني لم أكن اتصور أن الحزن يمكن أن يكون وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته)
مرة أخري حصد الطغاة أرواح عزيزة في مجذرة موكب ١٧ يناير حتي بلغ عدد الشهداء منذ الانقلاب وحتي اليوم ٧١ شهيدا.لم تندمل جراح شعبنا الصامد علي استشهاد خيرة شبابه حتي جاءتنا فاجعة موكب ١٧ يناير ونحن في جنوب الحزام جرحنا النازف بسبب استشهاد قاسم ترس لم يندمل بعد وبالامس الاثنين في مجذرة ١٧ يناير استشهد المناضل الجسور حسن إبراهيم وشكل خبر استشهاده فاجعة وصدمة كبيرة لقد كانت حياة الثائر حسن القصيرة حافلة وغنية بالنضال والجسارة ولم يكن أحد سواه يستطيع القيام بما قام به،وفقد كان شهيدنا شجاعا ومقدما في كل المواكب ومع هذا الرثاء لبطلنا نرفق صورة من احدي المواكب التي كان بطلنا دوما يتقدمها حيث حمل لافتة كتب عليها.. نحن ادخرناك لليالي الحالكات وللزمان المر
وساعات الخطر
،لقد ساهم وخطط ونفذ الثائر حسن في إعداد العشرات من المواكب وخفف اوجاع الكثير من الثوار الذين صاروا نموزجا للصدق والالتزام ، اليوم يحملوا رايته التي حملها سنيناً عددا جيلا بعد جيلا، مجددين العهد ياحسن بأنهم علي الدرب ماضون وماشين في السكة نمد لن نتراخي أو نتهاون فاليوم ياحسن وانت ترقد رقدتك الأبدية جاءت الي منزلكم تنسيقية لجان مقاومة جنوب الحزام (الناس التمام) شفاتا وكنداكات وأعينهم من النحيب وطول السهر اكتست حرقة وألم باسل مفجوع وعباس يبكي بحرقة وسعد يجدد الالتزام واشجان كانت حضورا اما راشد عباش فقد قطع رحلته الي الشمالية بينما كان فضيل جسورا كعهدك به فاليوم ياحسن فقد كان استشهادك استفتاء لشعبيتك وحب الناس لك فقد شكل سرادق العزاء لوحة رائعة لسودانا الجديد بتنوعنا وتعددنا بطلنا الراحل حسن انت خاويت رجالا ونساء كلهم فراس منقودين نقد من كافة الاجناس
فاليوم يا بطلنا حضرت اسرة رفيقك الشهيد قاسم ترس حيث خففت علينا مصابنا الجلل وايضا حضر اهلك يامناضل ياجسور من نهر النيل وشندي أعطونا الثبات واليقين لفراستهم وجسارتهم وهم يشدوا علي ايايدنا بأن نواصل المشوار نعاهدك ياشهيدنا بالدفاع عن القضية ونقدم فداؤها الشهيد تلو الشهيد وسنحكي للتاريخ شجاعتك و القيم النبيلة التي غرستها فينا سنحملها وندافع عنها نحن شفاتا وكنداكات لجان جنوب الحزام،وقبلنا يحملها الشعب السوداني المعلم ، وتحميها الأفئدة ، وتدافع عنها الأرواح. ولا نملك الا ان نقول في رحيله كما قال الشاعر قاسم ابوزيد:
ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻀﻮﻯ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻨﺎﺩﻳﻞ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻤﺪ ﺿﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺳﺠﺎﺩﺓ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻣﺰﺍﻭﺭﻳﺔ
ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻨﻚ ﻭﻳﻮﻣﺎﺗﻲ
ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﻮﻱ
ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺧﺎﻝ
بطلنا حسن لم تفقده أسرته وأهله بل فقدناه نحن في لجان جنوب الحزام فقد كان بطلنا حسن ركناً أساسياً وقائداً جسوراً سطر التاريخ إسمه بأحرف من نور. حيث إختار شهيدنا طريقو عديل تجاه الغلابة والمحرومين،وهو ذات الطريق الذي عناه شاعر الشعب محجوب شريف بقوله:
لكن ﻃﺮﻳﻘﻮ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺑﺪﺍً ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ
ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻏﻤﺎﻡ
ﻳﻨﺰﻝ ﺭﺯﺍﺯ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ
ﻭﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺗﻠﻤﻊ ﻫﻨﺎﻙ
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
،لقد كان بطلنا شخصية فريدة في كل شئ حيث جسد اسمى معاني الوفاء والتضحية والبذل والعطاء، وهب كل حياته للجان،وأعاد استشهاده الي ذاكرتنا ماقاله الشاعر النمير محمد زين بقوله:
نحن بنمرق في الهجيرة الكاتمة ونحن المابنخاف زولا في كلمة حق
ونحن صغيرنا يركز للعنج يندق
نحن شقاقين دروب الليل سوادو دماس
كان بطلنا مثلما قال شاعر الشعب الراحل محجوب شريف..
ياشعبنا تسامي ياهذا الهمام تفج الدنيا ياما وتطلع من زحامها ذي بدر التمام قدرك عالي ياسامي المقام همة وعبقرية ذمة وفنجرية ضد العنصرية وتحلم بالسلام
واليوم ونحن نودع شهيدنا حسن نقول للذين لم يلتقوا بك بطلنا كان ومازال من خيرة قيادات اللجان وأصلبهم جسارة قاوم وناضل بشرف كان وفياً وأميناً للقضية اتذكرك يابطلنا في تلك الليلة الشاتية حيث حضرت برفقة باسل في السلمة مربع واحد لحضور فيلم جنرلالات وشعوب اتذكر عندما صافحتك برفقة عباس والفاتح وايوب وراشد ومدثر كنت بشوشا وكنت مستمعا جيدا للنقاش.ومثلما قال الشاعر الصادق الرضي في رائعته(العزلة ضد العزلة)
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻻﻳﺘﺨﻴﺮ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﺛﻴﺎﺑﺎً
ﻛﻲ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻣﻴﺲ ﺑﻜﺎﺀً
ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﻤﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻗﻴﻦ
ﻳﺎﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ
ﻳﺎﺻﻤﺖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ
ﻧﺤﻦ ﻓﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﻭﻣﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﺠﻴﻌﺔ
بطلنا حسن رفاقك باسل وفضيل وبقية الرفاق يقولون لك كما قال الشاعر نزار قباني في وداع البطل جمال عبد الناصر:
يا أيُها المعلّمُ الكبيرْ..كم حزنُنا كبيرْ.وكم جرحُنا كبيرْ..لكنّنا ..نقسمُ باللهِ العليِّ القدير..أن نحبسَ الدموعَ في الأحداقْ..ونخنقَ العبرهْ..ونحفظَ الميثاقْ فالحزنُ مرسومٌ على الغيومِ، والأشجارِ، فأنتَ في رائحةِ الأرضِ، وفي تفتُّحِ الأزاهرِ،وفي كتبِ الأطفالِ، في الحروفِ، والدفاترِ،وفي صدرِ كلِّ مؤمنٍ، وسيفِ كلِّ ثائرِ
تعازينا في استشهاد حسن وبقية الشهداء الي شعبنا المعلم والي اسرة حسن الممتدة التي كانت لنا شمسا تهب الضياء ولاتغيب فقد كان بطلنا حسن عطاء بلا حدود ونهراً متدفق، يعز علينا فراقه في وقت نحتاج فيه الى امثاله من الشفاتا والتروس الأوفياء الصادقين . ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفي بطلنا حسن حقه لما قدمته ، وغرسه فينا من أخلاق وقيم فاضلة من المحبة والخير.
ومثلما قال الشاعر صلاح حاج سعيد:
ماكنت قايل نفسي يوم
أرثيك يا أصدق خليل
أنا كنت داير الدنيا تمهلنا
ورحلت ما كان ده الأوان
رحت وحرقت حشا الغنا
خليتنا لى الزمن الهوان
كم هي قاسية لحظات الوداع التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الفجيعة ، ونختنق بالدموع ، ونحن نودع ترس راكز مثل بطلنا وشهيدنا حسن ابراهيم
أخيراً(نم) مرتاح البال والضمير (البطل حسن ابراهيم) فقد أديت الامانة وقمت بدورك على أحسن وجه فالمناضلون الصادقون أمثالك لا يموتون،أرقد بسلام فقد رحلت وتركتنا والمهمة لم تكتمل بعد فمازال الطغاة يبطشون بشعبنا الجسور لكننا نقول لك وأنت في نومتك الأبدية (قسماً قسماً) سنكمل المشوار،ختاماً أقول لك كما قال الشاعر ازهري محمد علي:
سلامات يا زول يا رائع
الباكي جَرِحنا وناسي جُرحو
ولافّي ورانا مدينه..مدينه
سلاماتْ يا خُلاصة الخير الفي الناس