
الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية ولاية جنوب كردفان – محلية العباسية تقلي
تقرير حول اعتقالات المدنيين
خلفية عامة عن أوضاع الولاية والمحلية
تأثرت ولاية جنوب كردفان بشكل كبير بالحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023، ولا سيما محلية العباسية تقلي، التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة السودانية، في حين تسيطر الحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، على بعض مناطقها. وكما هو الحال في مناطق أخرى، يُصنَّف الفاعلون المدنيون والسياسيون وفقًا لموقفهم من الحرب.
شهدت مدينة العباسية تقلي مضايقات من السلطات المحلية استهدفت لجان المقاومة والإدارات الأهلية في المنطقة. وتحيط بالمدينة ثلاثة مراكز عسكرية لقوات مختلفة؛ ففي الاتجاه الشمالي، يتمركز تجمع كبير لقوات الدعم السريع في منطقة أم روابة (التي باتت حاليًا تحت سيطرة الجيش السوداني)، بينما تقع مناطق سيطرة الحركة الشعبية في الاتجاه الغربي. أما المدينة نفسها، فقد بقيت تحت سيطرة الجيش السوداني منذ بداية الحرب.
وفي ظل هذه الظروف، تداعت لجان المقاومة إلى الاستجابة للأوضاع الإنسانية في المنطقة، فتحولت إلى لجان طوارئ تقدم الخدمات والمساعدات الإنسانية للمدنيين. كما أطلقت العديد من المبادرات، مثل إقامة مطابخ مجانية، وصيانة المستشفى، وتشغيل وحدة الأشعة، إلى جانب توفير خدمات أخرى في مختلف الوحدات الصحية.
استنفار، معارضة، وإقالة
طالبت السلطات المحلية في العباسية تقلي الإدارة الأهلية وأعيان المنطقة بحثّ الشباب على الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة السودانية عبر حملات استنفار. إلا أن الإدارة الأهلية رفضت ذلك، وفقًا لمراقبي الشبكة، مشيرةً إلى أن المنطقة لها تاريخ طويل من الاستقطاب القبلي، وأن عمليات الاستنفار والتسليح قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وخلق تداعيات كارثية.
وبسبب رفض الأمير أحمد المنصور لهذا الطلب، أصدر والي ولاية جنوب كردفان قرارًا بإقالته من منصب أمير منطقة العباسية تقلي، وعيَّن بدلاً منه محمد مختار آدم جيلي أميرًا جديدًا للمنطقة.
اعتقالات المدنيين
في 10 نوفمبر 2024، شنت القوات الأمنية في منطقة العباسية، بالتعاون مع الاستخبارات العسكرية التابعة للفرقة العاشرة في أبو جبيهة، حملة اعتقالات واسعة طالت عددًا من المدنيين، دون الإفصاح عن أسباب واضحة لحظة اعتقالهم. وتمت العملية بطريقة عنيفة، تخللها تعنيف غير مبرر وترهيب بالسلاح، رغم وجود أطفال أثناء تنفيذ الاعتقالات، وفقًا لشهادات ذوي المعتقلين الذين تحدثوا إلى الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية.
تفاصيل بعض حالات الاعتقال
* اعتقال العمدة/ محمد إدريس الزئبق
أفادت زوجته أن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني وجهاز المخابرات الوطني في العباسية تقلي قامت باعتقاله في 10 نوفمبر 2024 أمام منزله، أثناء عودته من مزرعته. تم إنزاله من عربته بطريقة مهينة أمام طفله البالغ من العمر ست سنوات، دون توضيح أسباب الاعتقال. وتشير المعلومات إلى أنه نُقل مع آخرين إلى مدينة أبو جبيهة، مقر قيادة الجيش بالفرقة العاشرة، حيث مُنع عنهم أي تواصل أو زيارات. وطالبت زوجته بإطلاق سراحه فورًا.
* اعتقال محمد عبد الله محمد حمدين (“أبارو”)
في 10 نوفمبر 2024، اقتحمت قوات أمنية مدعومة بسيارات دفع رباعي منزل محمد عبد الله محمد حمدين، المقيم في حي المك بالعباسية تقلي، مع مغيب الشمس. وفقًا لشهادة أحد أفراد أسرته، قامت القوات بترهيب أهل المنزل قبل اعتقاله دون تقديم أي مبررات. وفي اليوم التالي، علمت أسرته أنه تم تحويله مع معتقلين آخرين إلى مدينة أبو جبيهة، حيث مُنعوا من الزيارة ولم يحصلوا على أي معلومات عن وضعه الصحي. وطالبت أسرته بالإفراج عنه فورًا.
حالات اعتقال إضافية
تشير التقارير إلى أنه بين 10 و11 نوفمبر 2024، تم اعتقال مدنيين آخرين من مواقع مختلفة بواسطة الاستخبارات العسكرية. تعرض بعضهم للضرب والإساءة أثناء اعتقالهم، قبل أن يتم تحويلهم في اليوم التالي إلى مقر الاستخبارات العسكرية في أبو جبيهة. ووفقًا لشهادة أحد المعتقلين السابقين، فإن الوضع الصحي داخل المعتقلات متردٍ، حيث يعتمد المعتقلون على شراء الطعام على نفقتهم الخاصة.
أسماء بعض المعتقلين من مدينة العباسية:
1. الأستاذ نصر الدين أبو بكر المنصور (أستاذ في المرحلة الثانوية)
2. توحيد الطاهر عيسى الجندي (مزارع)
3. موسى الطاهر عيسى الجندي (مزارع)
4. محمود أحمد المنصور (ناشط في منظمات المجتمع المدني)
5. رحمة الطاهر رحمة (عضو في لجان المقاومة)
6. محمد محمود سوار (موظف حكومي)
7. آدم خليفة (أستاذ جامعي)
8. محمد عبد الله محمد حمدين (رئيس اتحاد المزارعين بالمحلية)
9. العمدة ادريس محمود الزيبق
كما تفيد التقارير بأن هناك ناشطين آخرين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال، حيث قامت الأجهزة الأمنية بمداهمة منازلهم ومنازل ذويهم بحثًا عنهم دون العثور عليهم.
إطلاق سراح بعض المعتقلين
أثناء إعداد هذا التقرير، وردتنا معلومات مؤكدة عن إطلاق سراح ثلاثة من المعتقلين بتاريخ 14 مارس 2024، وهم:
1. الأستاذ محمد عبد الله (أبارو)
2. توحيد الطاهر عيسى الجندي
3. الدكتور آدم خليفة
إدانة ومطالبة
تدين الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية الاعتقالات غير القانونية التي طالت المدنيين، وتطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين تم احتجازهم دون مسوغ قانوني أو توجيه تهم محددة، أو تقديمهم لمحاكمات عادلة. وتعتبر الشبكة هذه الاعتقالات انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان في الحرية والكرامة.
إن الاتفاقيات الدولية كفلت هذه الحقوق وألزمت الدول بحمايتها، حتى في ظروف الحرب، التي لا تبرر بأي حال انتهاك حقوق الإنسان أو تقييد الحريات العامة. كما تؤكد الشبكة أن تضييق الخناق على المدنيين غير المشاركين في النزاع يعد انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية، وهو أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال.
#الشبكة_الشبابية_للمراقبة_المدنية
#راقب
#السودان