السودانوية وحيادها ما بين الافريقانية الزنجية والعروبة
✍🏿 إنتصار محمد فيكتوريا
إن قضية الهوية السودانية قضية آيدلوجية يشوبها الغموض و قد ظلت غير متفق عليها و محل نزاع الى يومنا هذا.
وواحدة من أهم جذور المشكلة السودانية هى قضية فرض الهوية الأحادية الإقصائية و إقصاء الآخر الثقافى و إستخدام ميكنيزمات كرست لسياسة الأسلمة و التعريب فى السودان وفرض اللغة العربية كلغة رسمية و لغة التعليم على جميع المكونات الإثنية عربية كانت أم إفريقية. و كذلك جعل الآيدلوجيا الإسلاموعروبية محدد أوحد للهوية الوطنية، أى إختزال هوية السودان المتسم بالتعدد الثقافى و الإثنى و الدينى فى مكونين فقط (السودان دولة عربية إسلامية) دون مراعاة حقوق الآخرين (القبائل الزنجية و المكونات الدينية غير المسلمة). فالسودان دولة متنوعة إثنيًا، ثقافيا دينيًا و عرقيا أي تقطنه مجموعات متباينة ثقافيًا و عرقيًا و دينيا و إلى يومنا هذا ما زالت بعض المجموعات تمارس طقوسها المختلفة وتعيش في بيئاتها الطبيعية التاريخية بنمط عيشها الخاص وتركيبها الإجتماعي و تمارس عاداتها و طقوسها الدينية الموروثة و تتحدث لغاتها.
بداية حدوث إشكالية الهوية والملابسات التاريخية:
ظهرت مشكلة الهوية فى السودان منذ تبنى و إستخدام الأقلية الحاكمة للعروبة و الدين كسلاح آيديولوجى فإتبعت سياسة التعريب وإعادة إنتاج الآخر الثقافى و تذويبه فى حقل الثقافة العربية فى ظل تماهي بعض الأقليات مع الآيديولوجيا الإسلاموعروبية المتمثلة و هم فى الأساس ضحايا الإستلاب و الشعور بعقدة النقص تجاه العروبة و المجموعات العربية في السودان. و معظم الناقلين لهذه الثقافة هم المستعربين الذين يمثلون هامش الكيانات العربية.
و عادة ما يأخذ الصراع الثقافى طابعا جدليا في شكل هامش و مركز يمثله ثقافيًا و إجتماعيًا (مركز الثقافة العربية هو شبه الجزيرة العربية). فالسودانيون العرب في نظر مركز الثقافة العربية هم عرب من الدرجة الثالثة و غير معترف بهم حيث أن العرب الأقحاح هم سكان الجزيرة العربية والشام (المركز و الأصل) و الدرجة الثانية هم مصر و المغرب العربى، أما الدرجة الثالثة فهم عرب السودان وموريتانيا والصومال كأتباع للعرب مما يشكك فى عروبتهم .
السودان هل هو دولة ذات هوية إفريقية زنجية، أم عربية إسلامية ؟
إلى يومنا هذا لم يحسم الجدل حول قضية الهوية الوطنية فى السودان، فأغلب السودانيين ذوى إنتماء إفريقي الأصل و الآخر له إنتماء عربى مدعى و مشكوك فيه. فقد تبنت نخب الشمال و الوسط النيلى التى هيمنت على السلطة فى السودان نظرية بوتقة الإنصهار و فرضتها كل الأنظمة التى تعاقبت على الحكم منذ أمد بعيد والى يومنا هذا من خلال عدة ميكانيزمات منها مناهج التربية و التعليم، توجهات الإعلام، تسييس الدين، التشريعات و القوانين و السياسة الخارجية التى ظلت تقدم و تعرف السودان إقليميا و دوليا على أساس أنه دولة عربية إسلامية، بالإضافة إلى العمل الدؤوب على تعريب و إعادة إنتاج بعض المكونات و القبائل و تذويبها فى حقل الثقافة العربية ونسبها الى العباس مثل قبيلتى التنجر و البرتى فى دارفور، و مجموعة تقلى فى الجزء الشمالى الشرقى من جبال النوبة و قبائل الفونج فى النيل الأزرق و سنار و معظم سلطنات دارفور التى فقدت هويتها و لغتها و إرثها الثقافي و منها من صمدت وما زالت متمسكة بكينونتها وهويتها.
أيضا من بين الممارسات التي ساعدت في فرض الهوية العربية هى تعريب المناهج فى الجامعات السودانية إبان حكم الإنقاذ البائد و جعل النجاح فى مادة اللغة العربية شرط أساسى للقبول فى أى جامعة مع إقصاء اللغات الأخرى و إحتقارها لدرجة نعتها ب (الرطانة) كبديل لمسمى لغة الأم (mother tongue) و كان يعاقب التلميذ و الطالب يعاقب عقوبة قاسية و مهينة إذا تحدث فى المدرسة بلغته الأم.
هكذا فرضت الهيمنة الثقافية، و ما تزال تفرض بإصرار فى السودان، و ليس أدل على ذلك من تمترس قوى المركز حول رفض مبدأ فصل الدين عن الدولة و ذلك لسببين، السبب الأول أنهم يدركون جيدا أن الدين هو سلاحهم الآيديولوجى، أما السبب الثانى فيكمن فى الإصرار تسييس الدين و إستخدامه للحفاظ على سلطتهم و إمتيازاتهم. من حق المجموعات العربية فى السودان أن يكونوا عرب و لا يستطيع كائن من كان إنكار وجودهم كمكون ثقافى و عرقى، لكن ليس من حقهم ان يفرضوا هويتهم الثقافية و لغتهم على الآخرين كما لا يجوز لأي كان أن يفرض هويته عليهم. فليكن لكل هويته و الوطن للجميع دون فرض و إستعلاء أو تماهى في الآخر و فقدان كينونته الثقافية. يجب ان نفهم ان إكتساب المعرفة يمكن أن يكون أقوى و أفيد من خلال لغة الأم بإعتبار اللغة حاملة للثقافة و خازنة للقيم و أداة للتعبير عن القيم و الأفكار كما أن اللغة هى البوصلة والمؤشر الذى يؤكد إنتماء الفرد لأصله.
صفوة القول أن ما يجمعنا كسودانيين هو السودانوية، و بهذا المعنى فإن السودان ليس دولة عربية كما يدعى و يزعم البعض. و قد يحلو للبعض وصفه على أنه دولة أفروعربية، و منها قد يجد العروبيون أنفسهم مع بعض العرب الذين يشككون فى عروبتهم وينظرون لهم كزنوج و سود.
فعلا اتفق معاك
السودانويه هي الحل الأمثل لموضوع الهويه
عرب الخليج غير معترفين ب العرب في السودان كعرب مثلهم مهما تكابر السودانيون على أنهم عرب
موضوع الهويه مشكله دايره حوار عميق ولابد تحسم
Such historical truth need to be explored for the awareness of the coming generations.
May the author of this article live long life.
نشكر الاستاذ انتصار على المقال
ولكنني كسودانيين اعتقد اننا نعيش في حلقة مفرغة لاتعود بفائدة على الوطن او المواطن هل العربية بذاتها هي صك عبور وامان في هذه الحياة اما حتى الافريقانية هي صك عبور و امان في هذه الحياة كم من عربي مفسد و مجرجم و كم من افريقي مفسد و مجرم و كم فيهم ن الصلحاء .
ربنا خلقنا متنوعين و جعل من الاسلام منهج للحياة منذ ولادة الانسان وحتى وفاته وفق احكام اجتماعية تحافظ في مجملها على الدين القويم و على حفظ النفس و العقل و العرضو المال .
كون ان يكون هناك مجرمون من الكيزان ومن السودانيين قتلوا و سرقوا ثم تمسحول في الدين فهؤلاءكذابون ودجالون .
نحن كسودانيين نريد الحقائقو العدالة و نطام عدليو قضائي عادل و منصف و نظام سياسي يهتم بالانسان و معيشته وكرامته و حقوقه ،، لماذا كسودانيين عجزنا عن ذلك ،،ان كسوا\ني احب و افتخر باي سوداني مهما كان عنصره فهو اخي واتمنى لهالتوفيق و النجاح ز وامقت اي واني مهما كنا عنصرع اذا ظلم و بطش و سرقو انتهك الاعراض ، ولا شك ان اغلبية السوانيين لهم تلك المفاهيم .
كانت هناك اخطاء سياسية من المركز و الانقلابات العسكرية كمؤسسة او مؤدلجة من فصيل سيايي اضرت بالسودان .
ولكن كذلك كانت هناك الفترة الاستعمارية السيئة التي ارا\ت ان ترسم هذا الوهم بين سودان اسلامي و غيره او سودان عربي و افريقي و تبا لهم ،، عندما اقاموا نالمناطق المغلقة لماذا لم يطور فيها الانجليز لماذا لم تطور فيها الكنائس وتمدن فيها فقط تزرع العدازة و التفرقة بين ابناء الوطن الواحد .
هناك اشكالية كبرى من تلك للاحتلال لفترة و عقولة سيئة من الحكم الظالم للكيزان و عققليتهم الفاسدة .
قوة السودان في توحده و في تطوره و في رقيه ،، والاختلاف هو سنة الله و لكن اكرمكم عند اتقاكم ،ومن ينفع الناس .
واتمنى لكم التوفيق و لوطننا الحبيب
ا